جنازة مهيبة.. آلاف المصريين يشيعون محمود العربي: ربح البيع (صور)
شيع الآلاف من المصريين في جنازة مهيبة جثمان رجل الأعمال محمود العربي بمسقط رأسه بقرية أبو رقبة في أشمون محافظة المنوفية.
وخيمت حالة من الحزن الشديد على أهالي القرية الذين وصفوه برجل الخير والبر، حيث اشتهر بمواقفه الإنسانية ومساهمته في كافة المشروعات الخيرية بأنحاء مصر.
ونعى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رجل الأعمال الذي وافته المنية، أمس.
وأكد فضيلة الإمام الأكبر، أن الراحل كان محبا لوطنه مسارعا في الخير، عمل بجد ومثابرة، ونفذ عددا من المشروعات الخيرية والتنموية المهمة.
وكان للراحل دور مؤثر ومحوري في تطوير أداء اتحاد الغرف التجارية المصري، كما ساهم في تطوير وتوطين الصناعة الوطنية.
وكان العربي أبرز رجال الأعمال العصاميين وأحد أعمدة ما عرف بالرأسمالية الوطنية، حيث كانت حياته مثالا للكفاح، وجمع ثروته التي تجاوزت مليارا و500مليون جنيه من مبلغ بسيط، بدأ به حياته وتجارته وكان لا يتجاوز 40 قرشا وهو أقل من نصف جنيه.
بداية "شهبندر التجار"
وبدأ رجل الأعمال المصري محمود العربي التجارة في سن صغير جدا بالتعاون مع أخيه الأكبر، الذي كان يعمل بالقاهرة، وعن تلك الفترة يقول العربي: "كنت أوفر مبلغ 30 أو 40 قرشا سنويا أعطيها لأخي لكي يأتي لي ببضاعة من القاهرة قبل عيد الفطر، وكانت هذه البضاعة عبارة عن ألعاب نارية وبالونات، وكنت افترشها على "المصطبة" أمام منزلنا لبيعها لأقراني وأكسب فيها حوالي 15 قرشا، وبعد ذلك أعطى كل ما جمعته لأخي ليأتي لي ببضاعة مشابهة في عيد الأضحى.
وفي عام 1963، سعى رجل الأعمال المصري محمود العربي للاستقلال بنفسه في التجارة، لكن لم يكن لديه ما يبدأ به، ففكر هو وزميل له بنفس العمل، أن يتشاركوا مع شخص ثري، على أن تكون مساهمته هو وصاحبه بمجهودهما، بينما يساهم الطرف الثاني بأمواله، وكان رأس مال المشروع 5 آلاف جنيه، وهكذا أصبح لديه أول محل بمنطقة "الموسكي" بالقاهرة، والذي مازال محتفظا به حتى الآن.
بعد أن بدأ رجل الأعمال المصري محمود العربي عمله الجديد بثلاثة أيام فقط مرض صاحبه وشريكه لمدة عامين، أدار خلالها المحل بمفرده ونمت تجارته بسرعة كبيرة فحقق محله أرباحاً تفوق أرباح 10 محلات مجتمعة واشتهر العربي بأمانته وهي سر نجاحه منقطع النظير.
واستمرت الشراكة عامين، ولكن تخللها خلاف حول إخراج الشريك الثالث المريض، وهو ما اعترض عليه العربي، وفي النهاية فضت الشركة، وكان المحل من نصيب الشريكين الآخرين.
واشتري رجل الأعمال المصري محمود العربي وشريكه محلا آخر، وعاد الشركاء القدامى ليعرضوا عليه محلهم مرة أخرى، وبذلك أصبح يمتلك محلين بدلا منذ محل واحد ومعه أبناء شريكه المريض، ثم جاء بإخوته جميعا ليعملوا معه، بعد أن توسعت تجارته، ونجحت الشركة وحولها إلى "شركة مساهمة".
كانت تجارة رجل الأعمال المصري محمود العربي تقوم أساسا على الأدوات المكتبية والمدرسية، ولكن الحكومة قررت في الستينات صرف المستلزمات المدرسية للتلاميذ بالمجان، وهو ما يعني أن تجارة العربي لم يعد لها وجود، فاستعاض عنها بتجارة الأجهزة الكهربية، خاصة أجهزة التليفزيون و الراديو والكاسيت.
وحول رجل الأعمال المصري محمود العربي تجارته بالكامل إلى الأجهزة الكهربائية في منتصف السبعينات مع انطلاق سياسة "الانفتاح الاقتصادي"، وفكر في الحصول على توكيل لإحدى الشركات العالمية، لكن وجود الأدوات المكتبية في محلاته كان يقف حائلا دون ذلك، إلى أن تعرف على أحد اليابانيين الدارسين "بالجامعة الأمريكية" بالقاهرة، وكان دائم التردد على محلاته، وكان هذا الشخص الياباني يعمل لدى شركة "توشيبا" اليابانية، فكتب تقريرا لشركته، أكد فيه أن العربي هو أصلح من يمثل توشيبا في مصر، فوافقت الشركة على منحه التوكيل.
وفي عام 1975، زار رجل الأعمال المصري محمود العربي اليابان، ورأى مصانع الشركة التي حصل على توكيلها، وطلب من المسؤولين فيها إنشاء مصنع لتصنيع الأجهزة الكهربائية في مصر وهو ما تم فعلا، على أن يكون المكون المحلي من الإنتاج 40% رفعت لاحقا إلى 60% ثم 65% حتى وصلت إلى 95%، ومع تطور الإنتاج أنشأ شركة "توشيبا العربي" عام 1978.
وفي عام 1980، انتخب رجل الأعمال المصري محمود العربي عضوا بمجلس إدارة "غرفة القاهرة"، واختير أمينا للصندوق، ثم انتخبت رئيسا "لاتحاد الغرف التجارية" عام 1995.
aXA6IDMuMTcuNzYuMTc0IA== جزيرة ام اند امز