سياسيون لـ"العين الإخبارية": هذه رسائل السيسي في خطاب البرلمان
لا مصالحة مع الإخوان.. والتعليم والصحة أولوية
أكدوا أن الرئيس المصري ركز على الإصلاح والتعليم وأسدل الستار على ملف المصالحة مع الجماعة الإرهابية.
لم تخل كلمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، السبت، أمام البرلمان بعد حلف اليمين الدستورية، من مجموعة من الرسائل التي يمكن التعامل معها باعتبارها خارطة طريق للفترة الرئاسية الثانية.
"العين الإخبارية" التقت عدداً من السياسيين ونواب البرلمان، للتعرف على أهم رسائل الرئيس، وتوضيح الملفات ذات الأولوية على أجندة عمل السيسي خلال السنوات الأربع المقبلة.
القضاء على 90% من الإرهاب
أجمع السياسيون على أن الرئيس السيسي وضع التعليم والصحة وبناء المواطن على رأس أجندة العمل كأولوية مُلحة، بعد أن ظل الأمن والملف الخارجي والإصلاح الاقتصادي هي محور عمل الفترة الرئاسية الماضية. وقالت الدكتورة هالة أبو السعد، النائبة البرلمانية لـ"العين الإخبارية"، إن مصر نجحت خلال السنوات الأربع الماضية في أهم ملف كان يمثل تحديا كبيرا أمام الرئيس وهو مكافحة الإرهاب، موضحة أنه تم القضاء على الإرهاب بنسبة 90%، مشيرة إلى أن الرئيس أخذ على عاتقه مهمة البناء والبقاء، فكانت معركته الأولى هي الحفاظ على أمن مصر القومي، ومعركته المقبلة هي بناء المواطن وتوفير بيئة صالحة له.
وأوضحت أن تأكيد الرئيس على الاهتمام بالثروة البشرية في بناء مصر وزيادة الإنتاج هو ما نحتاجه في الفترة الحالية، خاصة مع الزيادة السكانية التي طالبنا كثيرا بضرورة الاستفادة منها، وعدم اعتبارها أزمة سكانية، وهذا يدل على اهتمام الرئيس بملف المواطن المصري، وهو يأتي ضمن استراتيجية العمل.
وأكدت أبو السعد أن الرئيس أكد أنه رئيس لكل المصريين، ولا يستثني من ذلك أحدا سوى الأيادي الملوثة بالدماء من أعضاء التنظيمات المتطرفة والإرهابية، وفي مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية، التي لن يقبل الرئيس أو الشعب مجرد الحديث عن مصالحة معها.
مصر رئيسا وشعبا ترفض المصالحة
من جانبه، قال بلال حبش، عضو المكتب السياسي لحزب المصريين الأحرار، إن رسالة الرئيس السيسي فيما يتعلق بالتنظيمات المتطرفة كانت واضحة جدا، ولا تقبل التأويل، مؤكداً أنه ذكر الموضوع مرتين خلال كلمته أمام البرلمان، وكان حاسما في رفض أي نوع من المصالحة، حيث أكد أن مصر لن تنسى شهداءها الأبرار، ولن تنسى حربها الضروس ضد الإرهاب، وأنه رئيس لجميع المصريين، ولا يستثني من ذلك سوى السائرين على طريق القتل والعنف والخراب. وأكد حبش أن فكرة عودة الإخوان مرفوضة على المستويين الشعبي والسيادي.
وأكد "حبش" أن السيسي رفع الحاجز بينه وبين الشباب المصري، موضحا أنه التقى الرئيس أكثر من مرة وكان آخرها مؤتمر الشباب الذي عقد في القاهرة قبل أسبوعين، وعرض عليه مجموعة من المقترحات أهمها التركيز على البناء الثقافي والهوية الاجتماعية لمصر، مؤكدا أن الرئيس يضع مقترحات الشباب بعين الاعتبار، ولديه استجابة سريعة جدا لها. وأكد حبش أن شباب مصر وكل شعبها يثقون بقدرة السيسي على استكمال البناء والتصميم على البقاء، مؤكدا أن مصر تعيد بناء نفسها في الوقت الذي تخوض فيه حربا ضروسا ضد الإرهاب نيابة عن العالم.
الحكومة الجديدة محور عمل الرئيس
ويرى أحمد حنتيش، نائب رئيس حزب المحافظين المصري، أن الرئيس ركز على بعض محاور عمل وتوجهات الدولة لمدة أربع سنوات مقبلة، وننتظر تفعيلها في خطة الحكومة القادمة لبرامج عمل قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.
أشاد حنتيش بتطرق الرئيس إلى الحديث عن التعليم، موضحا أن هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس عن أولوية التعليم والصحة والاهتمام بالعنصر البشري والهوية المصرية، مؤكدًا أنه أمر في غاية الأهمية، باعتبار أن تلك الملفات كانت في ترتيب متأخر في الولاية الأولى، وباعتبار أن هذه الملفات إصلاحها يصب في صالح الأمن القومي المصري.
وأكد نائب رئيس حزب المحافظين أن كلمة الرئيس اليوم (أمس) بمثابة توجهات للدولة، لكنها لن تتحقق إلا بحزمة إصلاحات جذرية تبدأ بتطوير مؤسسات الدولة على مستوى الأفراد المسؤولين، ونظم العمل بها والقوانين واللوائح المنظمة لها، كي تكون دافعا لتحقيق الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة.