العراقيون يتحدون "عاصفة بغداد" في أول أيام عيد الفطر (صور)
تحدى العراقيون عاصفة ترابية شديدة تضرب العاصمة بغداد وضواحيها، وخرجوا إلى الشوارع احتفالا بعيد الفطر المبارك.
وعلى وقع انحسار القيود الصحية التي فرضت بموجب تفشي وباء كورونا العالمي، فتح العراقيون أبواب منازلهم لاستقبال الأحبة والأقارب وتبادل الزيارات.
واستقبل العراقيون عيد الفطر بموجة غبار كثيفة استمرت أكثر من 15 ساعة انخفض على أثرها مستوى الرؤية، وعطلت سلطة الطيران المدني تسيير رحلاتها الجوية في مطار بغداد والنجف قبل أن تعيد الحركة فيها بعد تحسن الأحوال الجوية.
وشهدت الأسواق العراقية موجة غلاء غير مسبوقة خلال أيام شهر رمضان ما دفع العديد من الأوساط العامة لمطالبة السلطات بحماية محدودي الدخل من "جشع التجار".
أم حسين (52 عاماً)، عراقية تسكن عن ناحية غربي بغداد، قضت الليل حتى ساعات الفجر، في تنظيف المنزل من طبقات الأتربة التي تراكمت على أغلب أثاثه وممراته جراء موجة الغبار التي ضربت البلاد، استعداداً لاستقبال صبيحة العيد.
وفي ساعات الصباح الأولى كانت عائلة أم حسين قد وصلت إلى منزلها، تجمع الأبناء والأحفاد من منطقة مجاورة للحي الذي تسكن فيه.
تقول المرأة الخمسينية، إن "للعيد فرحة لا توصف من خلال الوصل والتواصل مع الأهل والجيران وما يرافقها من شيوع للابتسامة والسرور والبهجة ونسيان الخصام".
ومن الطقوس التي ترافق العيد عند العراقيين في العيد، تقديم الحلوى والتي غالباً ما تصنع داخل المنازل من قبل الأهالي ذاتهم وتأتي "الكليجة"، على رأس تلك الحلويات.
وساهمت "سعاد" البنت الوحيدة في عائلة أم حسين في إعداد "الكليجة" وتحضيرها قبل يومين من انتهاء الشهر الفضيل، حتى تستثمر الوقت المتبقي مع والدتها في تجهيز المواد الأخرى وتهيئة أثاث ومفروشات المنزل.
وأعدت عائلة أم حسين وجبة غداء عالية الدسم يحضر فيها السمك المشوي ومرق الباميا وأصناف أخرى.
في شوارع العاصمة بغداد، بدت المدينة تنفض أتربتها شيئاً فشيئاً بعد يوم طويل من الغبار، حيث بدت حركة السيارات بالتزايد مع مساء أول أيام عيد الفطر.
وشهدت شوارع بغداد انتشاراً مكثفاَ للقوات الأمنية ومرابطاتها التي تسمرت عند الأماكن العامة والترفيهية التي يقصدها المحتفلون بالعيد تنفيذا لخطة أمنية وضعت قبل أيام تحسباً لأي خرق أو اعتداء إرهابي.
أبو ليث اتجه صباحا صحبة عائلته نحو متنزه الزوراء، بغية الاحتفال وتناول الغداء هناك بعد أن تم إعداده في المنزل وتحضيره لتلك المناسبة.
قضى أبو ليث ساعات الفجر الأولى من أول أيام الفطر عند مرقد وجامع أبي حنيفة النعمان بمنطقة الأعظمية، وسط بغداد لأداء صلاة العيد مع آلاف المصلين.
وكانت مساجد العاصمة بغداد وبقية المحافظات من البلاد، شهدت أداء صلاة العيد التي حضرها الرجال والنساء دون أثر لوجود تباعد اجتماعي بين المصلين مع غياب الكمامات التي رافقتهم طوال العامين جراء جائحة كورونا.
وتحدث "أبو ليث" لـ"العين الإخبارية" عن ذكريات العيد وطبيعة الأجواء ما بين الماضي والحاضر، يقول: "لم تكن بغداد بذلك الضجيج والزحام وكانت فيها الحياة أقل تعقيداً وأكثر فرحاً ومتسعاً، تغيرت الكثير من الأشياء وبات كل شيء مختلفاً".
وعن أسعار السلع، قال: "أغلب الأسعار سجلت ارتفاعاً كبيراً سواء في الغذاء أو الألبسة والمواد المنزلية الأخرى، ما أرهق كاهل وضعي المعاشي حتى استطعت اجتياز تلك الأيام".
ويستدرك بالقول: "لدي 3 أبناء وزوجة وقد كلفني تجهيزهم بملابس العيد نحو 500 ألف دينار بما يعادل 350 دولارا مع أن الكثير من العوائل قد بذلت أكثر من ذلك".
ويختم حديثه بالأمنيات والدعوات أن "ينهض العراق من أزماته السياسية والاقتصادية ويعم الأمن والسلام بين أبناء الوطن الواحد".