«العيد» ينعش تجارة المعاوز اليمنية.. إرث الأجداد للأبناء
تعد حياكة المعاوز حرفة ومهنة تراثية لكثير من اليمنيين، إذ تزدهر تجارة المعاوز خلال مواسم الأعياد الدينية والمناسبات في مختلف مناطق البلاد.
ومع قدوم عيد الأضحى المبارك يزيد باعة المعاوز التقليدية الذين يتجوّلون في الشوارع والأسواق ويفترشون الأرصفة إلى جانب عرضها في المحال التجارية، نظراً لاقبال الناس على شرائها خلال الموسم.
وعلى الرغم من الانتشار الواسع لتجارة الملابس المستوردة بأنواعها المختلفة، يتمسك اليمنيون بالمعاوز ويفضلون لبسها خاصة الأنواع المصنعة محليا، كونها لبسا تراثيا وثقافيا قديما.
ويتم إنتاج نحو 6 ملايين قطعة من المعاوز سنوياً بمختلف المناطق، تتصدرها محافظات شبوة والبيضاء وحضرموت وعدن ولحج والحديدة وتعز من حيث كمية الإنتاج.
والمعوز شعبياً عبارة عن قطعة قماش منسوجة من الخيوط يرتديه اليمنيون من وسط أجسامهم حتى منتصف الساق، ويختلف نوعه وصناعته من منطقة إلى أخرى ويعد جزءا من ملابس وهوية اليمني الذي انتقلت من الأجداد للأبناء.
ازدهار تجارة المعاوز في الأعياد
يقول عمر الصلاحي، الذي يعمل في حياكة المعاوز والمتاجرة بها، لـ"العين الإخبارية"، إن إقبال الناس على شراء المعاوز يزيد خلال مواسم الأعياد أفضل من بقية أشهر السنة، إذ يُعرض فيها مختلف كميات ما أنتجته معامل حياكة المعاوز بالبلاد.
وأضاف الصلاحي، الذي يعمل في حياكة المعاوز منذ 20 عاماً، أنه يتخذ من مهنة الحياكة فنًّا متوارثاً في ظل غزو السوق المحلي بالمنتج الصيني الذي اعتبره أقل جودة.
وأوضح أنه خلال السنوات الأخيرة تراجعت تجارة المعاوز نظراً للارتفاع الكبير في أسعار الخيوط المستخدمة في حياكتها وتطريزها سواء في المعامل اليدوية أو الآلية.
وأشار إلى أن ضعف القدرة الشرائية للمواطن نتيجة تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية بسبب حرب مليشيات الحوثي، ونهب مرتبات الموظفين في مناطق سيطرتها، أدى إلى عزوف المواطنين على شراء المعاوز، إذ وصل سعر القطعة الواحدة بحسب الصلاحي، نحو 150 ألف ريال يمني (83 دولاراً أمريكياً).
- الأضاحي باليمن لمن استطاع إليها سبيلاً.. عيد بطعم المرارة
- الحوثي يتربح من آلام اليمن.. «العين الإخبارية» تفتح ملف «تجارة الدواء»
رافد اقتصادي
ويعد إنتاج المعاوز ضمن الصناعات النسيجية في اليمن، التي تعزز الاقتصاد المحلي وتوفر فرص العمل لآلاف اليمنيين وتشكل مصدر دخلهم الوحيد، بالإضافة إلى تصديرها لعدة دول خارجية بينها المملكة العربية السعودية والخليج.
وتتكون آلة حياكة المعاوز في المعامل اليدوية وهي الأكثر انتشاراً في السوق اليمني، من مجموعة من القطع الخشبية تسمى القاعدة، على أن تثبّت بمساحة مترين، وحفرة في الأرض بعمق 60 سم، وذلك لوضع الزناجر (الدعاسات) فيها.
ويتم إنتاج قطعة المعوز الواحد في هذه المعامل اليدوية على مرحلتين، في كل مرحلة قطعة يطلق عليها "شقة" ثم تلصقان ببعضهما من خلال آلة التطريز.
أنواع المعاوز اليمنية
توجد عدّة أنواع للمعوز اليمني، وذلك حسب المنطقة التي يُنتج فيها، أبرز هذه الأنواع الحضرمي، والشبواني، والبيضاني، والتهامي، واللحجي، والوصابي، والتعزي كما يتميز كل نوع بخيوطه الخاصة والنقشات والزخارف الملونة.
فيما نجد الأكثر طلباً في الأسواق هو المعوز اللحجي يليه المعوز الشبواني ثم البيضاني والذي يعد الأعلى قيمة، حيث يصل سعره إلى أكثر من 200 ألف ريال يمني (120 دولاراً أمريكياً )
وتتميز المعاوز بإقبال كبير في أوساط فئات المجتمع من الذكور، خاصة فئة الشباب الذين يتفاخرون بلبسها باعتبارها واحدة من أهم الأزياء الشعبية التراثية التي يجب الحفاظ عليها وتطويرها.
كما أن لتنوع أسعارها وفقاً لجودتها بما يتناسب مع مختلف شرائح المجتمع، يعزز من انتشارها ويؤدي إلى الإقبال الواسع عليها.
aXA6IDMuMTQ0LjEyMi4yMCA= جزيرة ام اند امز