شعار الأولمبياد.. معركة سياسية في باريس
أصبح برج إيفل محورا لمعركة سياسية في باريس قبل عام من الانتخابات البلدية والسر الحلقات الأولمبية الشهيرة.
ويحظى برج إيفل بشعبية واسعة حول العالم، ويعد النصب التذكاري المحبوب مرادفا لفرنسا، حيث يريد الكثيرون بمن في ذلك أحفاد إيفل تركه دون مساس.
لكن البرج الشهير أصبح محورا لمعركة سياسية في باريس قبل عام تقريبا من الانتخابات البلدية للعاصمة الفرنسية باريس بسبب الشعار الأولمبي الشيهر المكون من 5 حلقات وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وقالت عمدة باريس آن هيدالغو إنها تريد الاحتفاظ بالحلقات الأولمبية مثبتة على برج إيفل حتى تستمر "الروح الاحتفالية" للألعاب لفترة طويلة بعد انتهائها وهو ما اعتبرته حملة منافستها على المنصب رشيدة داتي محاولة لوضع ملصق انتخابي على المعلم الشهير.
ومن المتوقع أن تتنافس هيدالغو مع وزيرة الثقافة السابقة رشيدة داتي على منصب عمدة باريس خلال الانتخابات المقررة في عام 2026.
وقال ديفيد ألفاند، عضو مجلس مدينة باريس وحليف داتي، إن هيدالغو "تفعل كل ما في وسعها لاستعادة النتائج الإيجابية" للألعاب الأولمبية وأضاف "لقد أظهرت قدرًا كبيرًا من الانتهازية السياسية" مشيرا إلى أن برج إيفل "لم يُصنع لتعليق أي شيء وكل شيء عليه".
كانت هيدالغو قد استغلت استضافة الألعاب الأولمبية 2024 في خطابها للجمهور الفرنسي من خلال التعهد بجعل باريس "الأكثر خضرة في التاريخ"، وتعهدت باستخدام البنية التحتية لأغراض الاستدامة ومنع التكاليف من الخروج عن السيطرة وبالفعل جرى بناء العديد من الأماكن المؤقتة في قلب المدينة، وأصبحت المعالم الأيقونية مثل برج إيفل جزءًا من الخلفية لأحداث مثل حفل الافتتاح أو الكرة الطائرة الشاطئية.
ومن المفترض أن يتم هدم هذه الهياكل المؤقتة بعد انتهاء دورة الألعاب حتى يعود وسط باريس إلى ما كان عليه.
وحتى الآن، قاوم معسكر هيدالغو الانتقادات واعتبروها جزءا من الشكاوى التقليدية للباريسيين المعروفين بكراهيتهم لأي تغيير في العاصمة الفرنسية فمثلا تعرضت أهرامات "آي. إم. بي" لانتقادات شديدة بعد تركيبها خارج متحف اللوفر في ثمانينيات القرن العشرين.
وحتى برج إيفل الذي بناه المهندس غوستاف إيفل لمعرض العالم عام 1889، واجه معارضة في البداية من المهندسين المعماريين والسكان ووصفه الروائي غي دو موباسان بأنه "هيكل عملاق غير متناسق"، ويقال إنه كان يحب تناول الغداء هناك فقط لأن هذا هو المكان الوحيد في باريس الذي لا يستطيع رؤية البرج منه.
لكن أوليفييه بيرثيلو إيفل، حفيد مصمم البرج الذي يترأس جمعية من أحفاد إيفل تعارض تحرك هيدالغو فقال لـ"بوليتيكو" إن "الحلقات تكسر تصميم النصب التذكاري تمامًا.. إنها لا تحترم عمل أسلافنا".
وأضاف أن "تزيين برج إيفل ليس بالأمر غير المسبوق فقد تم استخدامه لنقل رسائل سياسية، مثل دعم أوكرانيا، أو لأغراض تجارية من جانب شركة سيتروين.. لكن هذه التركيبات كانت مؤقتة دائمًا".
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تتخذ فيها عائلة إيفل موقفًا علنيًا ضد الخطط المتعلقة بالبرج لكن هيدالغو التي أعلنت خططها خلال مقابلة مع صحيفة "أويست فرانس" اعتبرت أن القرار يعود للمدينة لأنه مملوك لباريس وأشارت إلى موافقة اللجنة الأولمبية التي تحمي بشكل صارم مكان عرض الحلقات الأولمبية على خطتها.
في المقابل، تبنت رشيدة داتي نهجا دبلوماسيا في الخلاف وقالت وزارة الثقافة المنتهية ولايتها على منصة "إكس" إن برج إيفل "معلم محمي" لا يمكن تعديله إلا في ظل ظروف معينة وبعد تقييم الأثر.
من جانبه، قال جوليان لاكاز، رئيس جمعية "المواقع والمعالم الأثرية" التي تعد أقدم جمعية للدفاع عن التراث في فرنسا، "على عكس ما تقوله هيدالغو فهي ليست الوحيدة التي تقرر".
وأكد أن البرج يجب أن يظل رمزًا لفرنسا وانتقد خطة هيدالغو التي اعتبرها وسيلة للترويج لنفسها، والتشبث ببرج إيفل.
وأيا كان القرار النهائي، فسيتعين إزالة الحلقات الأولمبية الفولاذية الحالية التي يبلغ وزنها 30 طنًا لأنها ثقيلة جدًا بحيث لا يمكن تركها على البرج بشكل دائم وقالت هيدالغو إن المدينة تخطط لاستبدالها بحلقات جديدة أخف وزناً.