التايمز البريطانية: قوات الأسد تختطف الفارين من جحيم حلب
صحيفة التايمز البريطانية تقول إن قوات الأسد اختطفت بعض الفارين من القذائف والحصار من داخل حافلات الإجلاء واصطحبتهم إلى سجونها
قالت صحيفة التايمز البريطانية إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد اختطفت بعض الفارين من القذائف والحصار من داخل حافلات الإجلاء واصطحبتهم إلى سجونها السرية، فيما اختطفت البعض الآخر لتجنيده بالجيش السوري.
وتروي الصحيفة قصة محمد غانم الذي تمكن من النجاة من القنابل والمذابح بعدما تحمل حصار حلب ليجد اسمه موجودا على قوائم وضعها النظام السوري وتصطحبه قوات النظام إلى مكان مجهول.
ووفقا لأخيه طارق، كان غانم، 58 عاما، من أوائل الأشخاص الذين استقلوا الحافلات الخضراء لتقلهم من حلب الشرقية المحاصرة إلى إدلب.
وفي الطريق توقفت الحافلة عند نقطة تفتيش تابعة للجيش السوري وفحصت القوات بطاقات هوية الراكبين، وكان اسم محمد موجوداً على قائمة أعدها الجيش، ومن ثم اصطحبوه إلى السجون السرية للنظام ليواجه تهماً مجهولة.
وبحسب الصحيفة، ينظر مواطنو حلب الشرقية إلى عملية الإجلاء باعتبارها عملية نزوح جماعي؛ حيث إنهم يضطرون إلى مغادرة مدينتهم أمام تقدم قوات الجيش السوري وخوفاً من التقارير التي تؤكد ارتكابه للمذابح بعدما تمسكوا بمنازلهم لمدة 4 سنوات في ظل القصف المستمر والحكم الحديدي للميليشيات الإسلامية.
وكان الخوف قد تفاقم في حي "الفردوس" الذي كانت تقيم فيه أسرة غانم بعد انتشار قصص حول قيام الجيش السوري وحلفائه بصف أسرة بأكملها أمام أحد الجدران وإطلاق الرصاص عليهم.
ويؤكد طارق أنه بعد عدة أيام من تلك الواقعة قامت أسرته بجمع ما تمكنت من حمله وأشعلت النيران فيما تبقى حتى لا يتمكن المسلحون من سرقتها وخرجوا فارين.
وأضاف طارق أن الجيش أخذ 3 شباب آخرين بخلاف أخيه تقل أعمارهم عن الثلاثين عاماً لكي يجندهم في الجيش السوري. وكان عشرات الآلاف من الشباب قد فروا من بعض المناطق التي يهيمن عليها النظام السوري والتي تعد آمنة إلى حد كبير خوفاً من إجبارهم على التجنيد.
وفي بداية الشهر الجاري، ومع بداية عملية الإجلاء، أكدت الأمم المتحدة أن مئات الرجال من حلب الشرقية قد اختفوا بعدما عبروا إلى المنطقة الغربية التي يهيمن عليها النظام بحثاً عن ملجأ من القصف.
ويعد طارق وابنه المصاب أنور، 15 عاماً، من بين عدد محدود من اللاجئين الذين تمكنوا من السفر إلى تركيا، حيث لا يسمح النظام إلا لذوي الإصابات الشديدة بالخروج للعلاج في تركيا وبصحبة مرافق واحد فقط.
حالياً يرقد أنور الذي أصيب في عملية قصف شنها النظام السوري في إحدى المستشفيات بتركيا في انتظار قرار الأطباء بشأن حاجته لإجراء جراحة أخرى بينما انتقلت باقية أسرته للإقامة في إدلب.