انتقادات لطقس «البشعة» بعد انتشار فيديو فتاة اتهمها زوجها

تسبب مقطع مصوَّر لفتاة خضعت لطقس «البشعة» لإثبات عذريتها، بعد اتهام زوجها لها، وسط انتقادات لممارسات خرافية تُعرِّض الفتيات للإيذاء.

انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصوَّر لفتاة تُدعى بوسي، ظهرت فيه وهي تروي بأسلوب يملؤه الخوف تفاصيل اتهام زوجها لها بعدم العذرية وقت زواجهما، ما دفعها وأسرتها للذهاب إلى ما يُعرف بـ«البشعة» لإثبات صدقها.

وخلال الفيديو، بدا شخص يحمل أداة معدنية جرى تسخينها إلى درجة الاحمرار، وطلب من الفتاة تمريرها على لسانها ثلاث مرات، تلتها رشفات من الماء، باعتبارها طريقة لإظهار الحقيقة؛ فإذا لم يتعرض لسانها للحرق فهي صادقة، وإن احترق فهي كاذبة. وبعد تطبيق الطقس، تبين –وفقًا لما ظهر في الفيديو– أنها بريئة من الاتهام، واستقبلت أسرتها النتيجة بالزغاريد، بينما انهارت الفتاة بالبكاء.

ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل

عبر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم الشديد لما تعرضت له الفتاة، مؤكدين أن هذا الأسلوب يعتمد على خرافات لا علاقة لها بواقع المجتمع، وأن ما جرى يمثل إساءة نفسية وجسدية بحق فتاة لم يُثبت ضدها أي دليل، وطالبوا بوقف هذه الممارسات التي وصفوها بالجهل وعدم الاتساق مع القيم الدينية والاجتماعية.

• أحمد عبد الحميد: مشهد «البشعة» في «ظلم المصطبة» موجود في واقعنا (خاص)

ما هي «البشعة»؟

البشعة تُعد طقسًا قبليًا له جذور في بعض القبائل العربية، يُلجأ إليه بعد استنفاد وسائل إثبات الحقيقة، ويعتمد على أداة معدنية يتم تسخينها حتى الاحمرار، ثم يُطلب من الشخص المتهم لعقها أمام الحضور.

ويقوم «المبشع» بالتحدث مع المتهم أثناء العملية، محذرًا من أثر النار، ثم ينتظر الحاضرون دقائق قبل أن يُطلب من الشخص إظهار لسانه مجددًا؛ فإذا ظهرت عليه بثور اعتُبر مُدانًا أو كاذبًا، وإذا بقي سليمًا فإن ذلك يُفسَّر بأنه بريء من الاتهام الموجه إليه.

• البشعة وظلم المصطبة.. بين التراث والخرافة في كشف الكذب

حكم «البشعة» في الدين

أوضحت دار الإفتاء المصرية، في فتوى منشورة عبر موقعها الرسمي، أن «البشعة» لا أصل لها في الشرع لإثبات التهم أو معرفة الفاعل، وأن التعامل بها مُحرَّم لما تُسببه من إيذاء وتعذيب، ولأنها تقوم على ادعاءات لا تستند إلى دليل شرعي.

وأكدت الفتوى ضرورة اعتماد الوسائل الشرعية في إثبات الحقوق أو نفي التهم، مستشهدة بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «البَيِّنةُ على مَنِ ادَّعى واليَمِينُ على مَن أَنكَرَ» رواه الدارقطني.

وشددت دار الإفتاء على التمسك بما حددته الشريعة من طرق الإثبات المعروفة، وعدم اللجوء لما لا أصل له من الوسائل التي تُعرِّض الناس للظلم.