إرادة من حبر وورق.. امرأة توثق حياتها يوميًا منذ 90 عامًا
![إيفي ريسكي مع دفتر مذكراتها](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/14/214-012421-elderly-woman-documents-her-life-daily_700x400.jpg)
قبل أيام من عيد ميلادها الحادي عشر، تلقت إيفي ريسكي دفتر مذكرات من والدها لتوثّق أحداث حياتها اليومية، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف.
على مدار تسعة عقود، ومع قرابة 33,000 مذكّرة، واصلت ريسكي التدوين كل ليلة دون استثناء، قائلة: "لا عذر لي لعدم الكتابة". حتى اليوم، وهي في عامها المئة، تسجل يومياتها بخط يدها في شقتها المستقلة بمدينة لاكوتا، في داكوتا الشمالية، على بعد 20 ميلاً من مسقط رأسها في نياغرا.
بدأت رحلتها مع الكتابة في الأول من كانون الثاني (يناير) عام 1936، ولم يمر يوم دون أن تدوّن أحداثه، سواء كانت تفاصيل الحياة اليومية في المزرعة، أو سنوات دراستها، أو لحظات الحب الأول، أو ميلاد أبنائها الثلاثة، أو وفاة زوجها عام 2010. احتفظت بكل تلك الذكريات في عشرات المجلدات داخل صندوق من خشب الأرز.
تؤكد ريسكي أنها لم تستخدم أبدًا الحروف المطبوعة في تدوين مذكراتها، بل كانت تكتبها دائمًا بخط يدها، وتعود كل ليلة لتقرأ ما كتبته في اليوم نفسه من العام السابق. حتى في فترات وجودها في المستشفى، سواء عند ولادة أطفالها أو أثناء مرضها، لم تتوقف عن الكتابة، بل كانت تدوّن ملاحظاتها على قصاصات الورق لتعيد نقلها لاحقًا إلى دفاترها.ألهمت هذه العادة ابنتها ميشيل لوكين، البالغة من العمر 59 عامًا، والتي بدأت تدوين مذكراتها اليومية منذ عشرين عامًا. تقول لوكين: "كل ليلة، كانت والدتي تجلس إلى طاولة المطبخ وتكتب في دفتر مذكراتها، مهما كان ما يحدث حولها". تضيف متذكرةً طفولتها: "أهدتني دفتر مذكرات عندما كنت في العاشرة، لكنني كنت مشغولة أكثر بركوب الدراجة واللعب مع كلبي. لم أبدأ الكتابة إلا في الثلاثينيات من عمري، وأنا سعيدة جدًا بذلك".
لا تقتصر أهمية مذكرات ريسكي على كونها سجلًا شخصيًا لحياتها، بل إنها توثّق عقودًا من تاريخ داكوتا الشمالية، وحتى ساعدت في حل بعض الخلافات العائلية من خلال الرجوع إلى تفاصيل دقيقة عن الماضي.
على مدار السنوات السبع الماضية، تعيش ريسكي في مركز المعيشة المستقل التابع لجمعية السامري الصالح في برايري روز. تقول المديرة آنا هالفورسون إنها أصبحت مصدر إلهام للمقيمين هناك: "كثيرون لا يدركون كيف يمضي الوقت سريعًا، لكن إيفي وجدت طريقة لتوثيق حياتها صفحةً تلو الأخرى".
لا تزال ريسكي تواظب على أنشطتها اليومية، حيث تشارك في ألعاب البنغو وساعات القهوة، وتدوّن كل ما يحدث في يومياتها، مؤكدةً: "بغضّ النظر عن المكان الذي تعيش فيه، من الممتع أن تكتب ما تفعله، حتى تتمكن من النظر إليه لاحقًا".
أظهرت دراسات عديدة أن كتابة المذكرات تساعد في تقليل التوتر وتمنح الإنسان منظورًا أكثر وضوحًا لحياته، حتى عند توثيق الأوقات الصعبة. وفي هذا السياق، تشجع ريسكي الجميع على تبنّي هذه العادة، قائلة: "الأمر لا يتطلب سوى بضع دقائق يوميًا، لكنه يستحق العناء". وتختم حديثها: "تسعون عامًا فترة طويلة، لكنني سعيدة لأنني قمت بذلك".
aXA6IDE4LjExNy4xNTEuMTU4IA== جزيرة ام اند امز