"لا تكرر خطأ أبيك".. حملة سخرية من وعود حماس الانتخابية
مع تحديد موعد الانتخابات الفلسطينية، استذكر نشطاء بمزيج من السخرية والمرارة، الوعود الانتخابية عام 2006، وسط دعوات للحذر من التضليل.
وتحولت وعود المرشحين عام 2006 إلى مادة ضجت بها منصات التواصل الاجتماعي، ضمن ما بدا وعيا عاما لفضح ما وصف بالاستغفال السياسي الذي استمر سنوات طويلة.
والجمعة، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسومًا بإجراء الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني على 3 مراحل متوالية.
وتبدأ الانتخابات الفلسطينية بالتشريعية في 22 مايو/أيار المقبل، ثم تليها الرئاسية في 31 يوليو/تموز على أن يتم استكمال المجلس الوطني في 31 أغسطس/آب المقبل.
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
الصحفية هاجر حرب، كتبت عبر صفحتها على فيسبوك: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.. أنا بس بقول"، تعليقا على صورة لشعار على أحد جدران غزة أرفقتها وجاء فيه "إذا أردت حكم القرآن فانتخب قائمة التغيير والإصلاح".
والتغيير والإصلاح هي كتلة حماس البرلمانية التي فازت بالأغلبية في انتخابات المجلس التشريعي 2006، والتي يعتبر الكثير من الفلسطينيين أنها لم تنفذ أيًّا من وعودها الكثيرة.
أمّا مازن فاكتفى بالتعليق: "إذا صوتي أمانة حد الله إذا بنتخب حدا"، في استذكار لشعار رفعه مرشحو حماس "صوتك أمانة" في حينه.
وفي محاكاة ساخرة لأحد الوعود الانتخابية التي لم تحقق في 2006 كتب أحمد التميمي: "هخلي سعر جرة الغاز 10 شيكل".
ووعدت حماس في حملتها الانتخابية السابقة بخفض الأسعار ومنها أسعار غاز الطبخ، بيد أن الأسعار تضاعفت خلال سيطرتها على القطاع.
محمود كلخ وهو ناشط مجتمعي ومدرس، نشر على صفحته صورة لسيارة قديمة من نوع غولف قائلا: "إذا شفتوني (رأيتموني) غيرت الجولف قولوا تغير".
ويبدو التعليق ساخرًا، من مقولة شائعة لأحد نواب حماس البارزين الذي قال إبان الدعاية الانتخابية سابقا إن رأيتموني غيرت سيارة السوبارو راجعوني، وما هي إلا مدة وجيزة بعد فوزه استبدلها بسيارة فخمة وموكب كبير.
ثائر أبو ميلاد أطلق تنبيها لنظرائه الشباب: "عيب عليا وعليك نعيد خطأ ارتكبوا أبوي وأبوك بانتخابات ٢٠٠٦ تسبب بتضييع مستقبلنا اعملوا حساب هل الانتخابات إن صارت على أنها الأخيرة أو على الأقل مش حتتكرر غير بعد ١٠٠ سنة".
وبدا لافتا من تعليقات الغزيين، على منصات التواصل الاجتماعي أنهم يتوعدون حماس بحساب عسير عبر صناديق الانتخابات إن تمت.
وقال مالك: "13 سنة جربنا فيهن حكم الإخونج المتأسلمين وشهدنا على يدهم الفقر والحصار والدمار والحروب كل هذه المعاناة للمواطن فقط.. وشهدنا أيضا فساد مسؤولين وقيادات وأبنائهم وسرقة أموال الشعب.. حان وقت التغيير لحكم الديمقراطيين".
تغيرات مرتقبة
المصور وليد الدردساوي يعتبر أن الانتخابات ليست بحاجة إلى دعاية انتخابية، فالدعاية كانت مسبقة طوال فترة السنوات الماضية.
ويرى الدكتور صادق أمين، الكاتب والمحلل السياسي، أن ما يحدث على منصات التواصل الاجتماعي من الفلسطينيين خاصة الشباب أمر طبيعي، فهناك حالة إحباط من التجربة السابقة وما حملته من فشل على كل الصعد.
وقال أمين لـ"العين الإخبارية": "الشباب الفلسطيني يعبر بطريقة ساخرة عن مرارة التجربة، ليدق جدران الخزان وينبه بعدم الوقوع في فخ الشعارات الرنانة والوعود الكبيرة".
واختتم حديثه: "الجمهور الفلسطيني سيحاسب بقسوة في صناديق الاقتراع، كل الجهات التي باعت الأوهام وفشلت في الأداء وتسببت بهذا الانقسام صناديق الانتخابات".
aXA6IDE4LjIyNy43Mi4yNCA=
جزيرة ام اند امز