لماذا يجب أن تترقب بريطانيا نتائج الانتخابات الأمريكية؟
بريطانيا تنتظر انتهاء الانتخابات الأمريكية لتحديد كيفية التعامل وتنفيذ أهدافها وفق الخلفية الفكرية والأيديولوجية للرئيس الأمريكي القادم
الانتظار والترقب أمران لا تتسم بهما الولايات والمقاطعات الأمريكية قبل صبيحة يوم الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني فحسب بل يشاركها في ذلك العالم والدول الحليفة والصديقة والتي تأتي في طليعتها المملكة المتحدة.
وبحسب موقع "BBC" البريطاني فإن المملكة المتحدة يجب أن تهتم وتراقب عن كثب الانتخابات الأمريكية والصراع الذي تشهده بين الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب وخصمه الديمقراطي جو بايدن لعدة أمور تمس اقتصادها وتوجهاتها السياسية الخارجية نستعرضها في التقرير التالي.
1-الصفقات التجارية والاتحاد الأوروبي
تحدد معايير واشتراطات الاتحاد الأوروبي جميع الصفقات التجارية التي تجمع بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة حيث سيتعين على الحكومة البريطانية اتباع المعايير الأوروبية في تعاقداتها الاقتصادية حتى الأول من شهر يناير/كانون الثاني القادم وهو موعد الانفصال الرسمي عن الاتحاد الأوروبي.
وبالنظر إلى أن الفترة الرئاسية الرسمية لأحد المرشحين لن تبدأ قبل الـ 20 من شهر يناير/كانون الثاني القادم فإن الترقب وإعداد خطط متنوعة تتلائم مع خلفية الرئيس الأمريكي القادم تأتي على رأس أولويات الحكومة البريطانية في الوقت الحالي.
مع حماسة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب في التعامل التجاري مع المملكة المتحدة واعتماد تسهيلات تجارية وخفض الضرائب المدفوعة على السلع المستوردة بين البلدين خاصة وأن الولايات المتحدة تأتي بعد الاتحاد الأوروبي كأكبر الأسواق داخل المملكة المتحدة تسبح إدارة المرشح الديمقراطي جون بايدن في اتجاه معاكس لسياسات إدارة ترامب الحالية.
فقد تأخذ الأمور منحنى أبطأ وأقل حماسة حال تولي بايدن مقعد الرجل الأول داخل الولايات المتحدة خاصة بعد تصريحات كان قد أدلى بها عندما كان نائب الرئيس باراك أوباما قبل استفتاء الانفصال البريطاني عن الاتحاد الأوروبي في عام 2016 حيث ألمح بايدن بأن المملكة المتحدة ستكون متذيلة القوائم التي تحمل أي صفقات تجارية بينها وبين الولايات المتحدة في حال صوت البريطانيون بنعم على قرار الانفصال.
ويتوقع المحللون أن تشغل محاولات إصلاح العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حيزا كبيرا في جدول أعمال إدارة جو بايدن حال استطاعته الظفر بكرسي الرئاسة الأمريكية.
في وسط كل تلك التكهنات لا توجد أي ضمانات حقيقية لعقد صفقات تجارية سريعة بين المملكة المتحدة وأمريكا فبغض النظر عن المرشح الفائز بكرسي الرئاسة سيلعب الكونجرس دورا بارزا في عقد وإتمام هذا النوع من الصفقات.
2- الدجاج والانتخابات الأمريكية
بعد الانفصال عن الاتحاد الأوروبي ستُعقد الكثير من المفاوضات بين المملكة المتحدة والجانب الأمريكي في جميع المجالات بما في ذلك المعايير الغذائية.
وبالطبع في الوقت الحالي يعد استيفاء جميع الأغذية لجميع معايير الاتحاد الأوروبي هي الضمانة الوحيدة لدخول تلك الأغذية إلى داخل الأراضي البريطانية، ولكن بحلول الأول من يناير/كانون الثاني القادم قد يتم الاتفاق على الشروط الجديدة مع الولايات المتحدة، خاصة بعد انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي.
ولا يخفي الكثير من البريطانيين مخاوفهم العميقة بخصوص احتمالية تغير معايير استيراد المواد الغذائية بعد الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، خاصة وأن إدارة ترامب كانت قد حددث عام 2019 بعض العناصر الأساسية لضمان إتمام الصفقات التجارية بأقصى سرعة بين الجانبين، مثل تخفيف القيود على المنتجات الزراعية الأمريكية.
وتتمحور معظم مخاوف البريطانيين حول لحوم الدجاج التي تُعرف باسم "الدجاج المكلور"، حيث تقوم المصانع الأمريكية بغسل لحوم الدجاج بالكلور بهدف تعقميه وتنظيفه من أي بكتيريا وجراثيم، لكن هذا الإجراء وعلى الرغم من قانونيته داخل الولايات المتحدة إلا أنه مخالف للمعايير الغذائية الأوروبية.
وربما تساهم كلمات المرشح الديمقراطي جو بايدن إلى رئيس الوزراء السابق السير نيك كليج بشأن عدم توقيع الولايات المتحدة على أي شيء لا يحبه مزارعو الدجاج في أمريكا من المخاوف داخل المملكة المتحدة.
3-مشكلة الحدود الأيرلندية
بعد توقيع المملكة المتحدة اتفاقية الانسحاب مع الاتحاد الأوروبي والتي تضمنت حل مشكلة الحدود بين جمهورية أيرلندا التابعة للاتحاد وبين إيرلندا الشمالية التابعة للمملكة المتحدة عادت القضية مرة أخرى للظهور بعد أن قالت حكومة المملكة المتحدة بأنها تريد إجراء بعض التغييرات على الاتفاقات المسبقة التي تخص تلك النقطة.
فمع احتمالية إقامة حدود فعلية بين الكيانين عبر المرشح جو بايدن الذي يأتي من أصول إيرلندية عن موقفه في أوقات سابقة بخصوص تلك النقطة حيث عبر بأن أي صفقة تجارية مع المملكة المتحدة لن تتم في حال إقامة حدود فعلية بين الدولتين.
ولعل اللوبي الإيرلندي المؤثر في السياسة الأمريكية هو السبب الرئيسي في تبني الرئيس الحالي دونالد ترامب لنفس التوجه حيث عبر في أوقات سابقة عن تفضيل بلاده عدم إقامة أي حدود فعلية فاصلة بين الدولتين.
aXA6IDE4LjExNy4xNjYuMTkzIA== جزيرة ام اند امز