أنظمة قذرة.. السيارات الكهربائية أمام منعطف خطر
تحولت السيارات الكهربائية إلى موضة لشركات السيارات بمختلف جنسياتها، في محاولة لركوب موجة التحول الأخضر على مستوى النظام البيئي العالمي.
لكن الواقع يشير إلى التالي: تقود السيارات النظيفة بعض الأعمال القذرة والأنظمة القذرة أيضا؛ هذه هي الخلاصة الرئيسية من كتاب هنري ساندرسون الجديد "الفائزون والخاسرون في سباق التحول الأخضر".
من بين الفائزين الذين وصفهم الكاتب، هم عمال مناجم النحاس الذين يستغلون عمالة الأطفال، وعمال مناجم النيكل الذين يلقون أطنانا من النفايات في البحر، ورجال الأعمال الفاسدون الذين يدفعون المال للسياسيين الأفارقة لاستغلال ثروات بلادهم.
الجانب المظلم في صناعة السيارات الكهربائية
أمام هذا المشهد، فإن السيارات الكهربائية، بعيدة كل البعد عن الصورة المعقمة التي تقدم نفسها على مستوى العالم، وأن هناك كثير من التلوث البيئي والأخلاقي قبل تدشين أول سيارة كهربائية.
إنه تصحيح للصورة النمطية التي تصور السيارات الكهربائية على أنها منقذة بيئية خالية من التكلفة؛ من المؤكد أنها تساعد في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المتدفقة في الغلاف الجوي وتسخين الكوكب.
لكن التحول إلى هذا النوع من السيارات، يمر عبر طرق وعرة على المستويين البيئي والأخلاقي والقانوني، وينطوي أيضًا على أضرار بيئية وجيوسياسية كبيرة على مستوى عديد الدول المصنعة.
منعطف خطر أمام السيارات الكهربائية
في السيارات الكهربائية، فإن الجزء الأكثر إثارة هو البطارية، البطاريات هي قلب السيارات الكهربائية، وهي جزء رئيس يتضمن معادن موجودة في باطن الأرض.
تتطلب بطاريات الليثيوم أيون -مصدر الطاقة المفضل للسيارات الكهربائية- إمدادات كبيرة من الليثيوم والنحاس والنيكل والكوبالت.
تتطلب السيارات الكهربائية حوالي ثلاثة أضعاف كمية النحاس التي تتطلبها السيارات التي تعمل بالبنزين؛ بالنسبة للحافلات الكهربائية، يمكن أن يصل الفرق إلى 16 ضعفًا.
ويتطلب التعدين الكثير من الطاقة، التي توفرها غالبا محطات تعمل بالفحم، مما يقلل بشكل كبير من وفورات الانبعاثات الإجمالية من السيارات الكهربائية مقابل تلك التقليدية.
الأمر لا يقتصر فقط على هذه المعادن، بل كيفية الحصول عليها، وهو أمر يفتح الباب أمام استثمارات كبيرة في الدول الإفريقية، لاستخراج هذه المعادن بأقل كلفة ممكنة.
ففي إفريقيا، هناك عمال يحفرون بمفردهم للحصول على الكوبالت مقابل دولارين إلى 3 دولارات يوميا، بدون معدات أمان، وغالبا ما يستخدمون الأطفال كعمال.
كذلك، غالبا ما تعمل المناجم والمصانع على الفحم، مما يعني أن النيكل وبعض المعادن الأخرى المنتجة للبطاريات في عديد الدول، تنتج على الأرجح ثلاثة أضعاف انبعاثات الكربون، عندما يتم التعدين بالفحم.
aXA6IDE4LjIyNC41Ni4xMjcg جزيرة ام اند امز