المرتزقة تغرق غرب ليبيا في الظلام لدعم الاقتصاد التركي
سرقت المليشيات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس، آلاف الأمتار من الأسلاك الكهربائية، ما أدى إلى غرق مناطق بأكملها في ظلام دامس.
وكشفت الشركة العامة للكهرباء في ليبيا، في بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية"، عن وقوع حادثي سرقة لأسلاك ومعدات مملوكة لها في قصر بن غشير وزليتن جنوبي وشرقي طرابلس.
وقال المكتب الإعلامي للشركة العامة للكهرباء، إنه تم سرقة أسلاك ضغط عالي مسافة 2200 متر مما تسبب في فقد التغذية عن خط أمان من 30 السجاد التابع لدائرة توزيع قصر بن غشير (مقر تجمع المرتزقة السوريين).
انقطاعات مستمرة
وفي حادث آخر، أكدت شركة الكهرباء، سرقة 1650 متر أسلاك كهرباء بإدارة توزيع زليتن، مشيرة إلى أن فرق الصيانة ستباشر عملها، لإجراء أعمال الصيانة اللازمة بعد حصر الأضرار.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، عانت مدينة زليتن، من انقطاعات مستمرة وطويلة للكهرباء، في ظل رفض مدينتي الخمس ومصراتة طرح الأحمال وتقاسم الساعات مع مدن ومناطق شرق العاصمة طرابلس.
كما شهدت مدينة زليتن، احتجاجات متصاعدة بسبب انقطاع الكهرباء لمدة تجاوزت الـ24 ساعة وعدم طرح الأحمال بشكل عادل بين المناطق، حيث قام المحتجون بإغلاق الطريق الساحلي زليتن، وأضرموا النار في إطارات السيارات.
وناشدت الشركة العامة للكهرباء بضرورة وضع حد لهذه الظاهرة، لحماية "مكونات الشبكة الكهربائية من هذا العبث الذي يؤدي إلى زيادة معاناة إضافية للشركة وانقطاع التيار الكهربائي عن عدد من المنازل".
المولدات التركية
وتعاني ليبيا من انقطاعات مستمرة في التيار الكهربائي وساعات طرح أحمال طويلة، وسبق أن شهدت العاصمة طرابلس مظاهرات حاشدة ضد المسؤولين عن ملف الكهرباء، بسبب تدني الخدمات، وحدوث عجز كبير في تغطية أحمال الشبكة العامة، حيث وصل هذا العجز إلى ما يزيد على الـ60% من إجمالي الأحمال، إضافة إلى وصول ساعات الإطفاء على أغلب مناطق البلاد إلى ما يزيد على 16ساعة متواصلة.
وتقصد المليشيات من قطع الكهرباء وسرقة الأسلاك إجبار المواطنين الليبيين على شراء المولدات الكهربائية التركية التي تصدرها تركيا بعشرات الآلاف للمنطقة الغربية، لدعم تحسين الأوضاع الاقتصادية للدولة التركية التي تعاني من أزمات حقيقية بسبب الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة عليها وأخيرا بسبب مقاطعة المملكة العربية السعودية لمنتجاتها وبضائعها.
وحول تلك الحوادث، قال الخبير والمحلل السياسي الليبي زياد الشيباني، إن أزمة الكهرباء في ليبيا مفتعلة، فالملايين التي صرفت طيلة السنوات الماضية بحجة حلحلتها كانت كفيلة ببناء شبكة كهربائية قوية تعطي فائضا بمئات الميجات.
وأكد الشيباني في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية" أن المحطات العائمة التركية التي ستستأجر بعقود شرائية ليس الهدف من جلبها إنهاء الأزمة، بل استثمار جديد يستفيد منه النظام التركي المتدخل في ليبيا عسكريًا إلى جانب حكومة الوفاق منذ العام الماضي.
دعم الاقتصاد التركي
وقال الدكتور علي سليمان المحلل السياسي والمهتم بالشأن العام الليبي إن فايز السراج ومجلسه الرئاسي يبحثون بشتى الوسائل عن طرق قانونية يسلمون بها الأموال الليبية لرجب طيب أردوغان، مشيرًا إلى أن أزمة الكهرباء الحالية ما هي إلا وسيلة جديدة منهم لدعم الاقتصاد التركي المنهار، إما بشراء مولدات الكهرباء من تجار السوق السوداء الموالين للوفاق وإما عن طريق المحطة المائية التركية.
وأوضح سليمان أن محطتي أم الجدوال ومحطة أوباري الغازية الموجودة في الجنوب الليبي قادرة على تحسين وضع الشبكة في حال اعتنت الوفاق بها وفعلتها بكامل قدرتها الإنتاجية التي تغطي كامل الجنوب الليبي ومناطق باطن الجبل الغربي.