أزمة الكهرباء في مصر.. اعتذار «ثنائي» وتبرير زيادة فترات التخفيف
تقدمت الحكومة المصرية باعتذار للشعب المصر بعد قرار زيادة فترات تخفيف الأحمال الكهربائية ومدها حتى نهاية الأسبوع الجاري.
وتقدمت وزارتا الكهرباء والبترول بالاعتذار لجموع الشعب المصري عن الإجراءات التي تم الإعلان عنها أمس بشأن زيادة فترات تخفيف الأحمال الكهربائية.
وقال البيان إنه على الرغم من الخطط الموضوعة مسبقا بالتنسيق بين الوزارتين لتحديد الكميات الإضافية المطلوبة من الوقود اللازم لمجابهة زيادة الاستهلاك في أشهر الصيف، والتي قامت وزارة البترول بالفعل بالتعاقد على هذه الكميات منذ فترة واستلامها طبقا للتوقيتات المخططة، فإنه في ظل استمرار الارتفاع الشديد في درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعية لهذه الفترة الذي تعاني منه العديد من دول المنطقة، فإن هذا يتطلب استمرار خطة تخفيف الأحمال التي بدأ تطبيقها منذ أمس الأحد بمقدار ساعة إضافية وذلك حتى نهاية الأسبوع الحالي للحفاظ على التشغيل الآمن والمستقر لشبكة الغاز ومحطات إنتاج الكهرباء، إذ تم اتخاذ إجراءات عاجلة وفورية لاستيراد وضخ شحنات وكميات إضافية من الغاز والمازوت لمجابهة الاستهلاك المتزايد في ظل استمرار الموجة الحارة المبكرة".
وقال البيان: "ستواصل الوزارتان الإعلان عن أية مستجدات في هذا الشأن".
ووفقا لبيانات حكومية مصرية اطلعت عليها "العين الإخبارية " أبلغ مركز التحكم التابع للشركة القابضة لكهرباء مصر شركات التوزيع بزيادة مواعيد انقطاع الكهرباء.
ومن المقرر أن تكون ساعات انقطاع الكهرباء في مصر بين الساعة 02:00 مساءً و08:00 مساءً بتوقيت القاهرة، وذلك حتى ورود تعليمات أخرى من الشركة القابضة لكهرباء مصر.
وأعلنت رسميا وزارتا الكهرباء والبترول المصريتين انقطاع الكهرباء، لزيادة معدلات الاستهلاك المحلي نتيجة الموجة الحارة شديدة الارتفاع، ومن ثم زيادة استهلاك الغاز المولد للطاقة، فسيتم زيادة فترة تخفيف الأحمال أمس (الأحد) واليوم الإثنين فقط، لساعة إضافية.
واعتبرت الوزارتان أن ذلك الإجراء يأتي بهدف الحفاظ على الكفاءة التشغيلية لمحطات إنتاج الكهرباء والشبكة القومية للغازات الطبيعية.
ولم يرد المتحدث باسم وزارة الكهرباء المصرية على طلب التعليق على زيادة عدد ساعات انقطاع الكهرباء في مصر.
ووفقا لمصادر بوزارة الكهرباء يتم التنسيق في الوقت الحالي مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لتجنُّب قطع الكهرباء في المناطق التي تشهد عقد لجان امتحانات الثانوية.
وعقد وزير البترول المصري المهندس طارق الملا اجتماعا في مركز التحكم القومي للغاز بشركة جاسكو لمتابعة عمليات التشغيل في ظل الموجة الحارة التي تجتاح البلاد وزيادة الاستهلاك بشكل كبير، خلال الاجتماع تم استعراض سيناريوهات العمل المختلفة وكيفية مواجهتها.
يشار إلى أن هذه المرة الثانية التي يتم فيها زيادة عدد ساعات قطع الكهرباء في مصر بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حيث كانت المرة الأولى في 4 يونيو/حزيران الجاري.
تزامنت القرارات المتعلقة بزيادة ساعات قطع الكهرباء في مصر مع عمليات صيانة وقائية في أجزاء من شبكات توزيع الغاز الإقليمية، جاءت هذه الخطوة في ظل ارتفاع معدلات استهلاك الكهرباء المحلي نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، مما استدعى زيادة مدة تخفيف الأحمال ليوم واحد.
ويشهد المواطنون حالة ترقب بسبب توقع زيادات جديدة في أسعار الكهرباء التي ستظهر في فاتورة شهر يوليو/تموز المقبل، والتي سيتم تحصيلها في مطلع أغسطس/آب 2024. وقد أُقرت زيادة تعرفة الاستهلاك لشرائح أسعار الكهرباء لعام 2024 بنسبة تراوحت بين 16 و26% لجميع المشتركين من قبل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة في يناير/كانون الثاني الماضي وحتى 30 يونيو/حزيران الجاري.
وأعلنت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة زيادة في تعرفة الكهرباء لعام 2024، حيث تم تطبيق زيادة تراوحت بين 16 و26% لجميع المشتركين من يناير/كانون الثاني الماضي وحتى 30 يونيو/حزيران الجاري.
وتهدف خطة تخفيف الأحمال إلى تقليل فاتورة الطاقة التي تتكبدها حكومة القاهرة، حيث تعاني أعباء كبيرة تتجاوز حجم إيراداتها.
وأجّلت مصر زيادة أسعار الكهرباء أكثر من مرة، وجاءت الزيادة الأخيرة في يناير/كانون الثاني 2024 بعد عام ونصف العام من قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي في يوليو/تموز 2022 بتأجيل أي أعباء على المواطنين في هذا القطاع.
وطالب وزيرا البترول والثروة المعدنية والكهرباء والطاقة المتجددة الحكومة بتوفير نحو 200 مليون دولار شهريًا لتأمين الغاز والمازوت اللازم لعمل محطات توليد الكهرباء، وذلك لتفادي الضغوط الناتجة عن أزمة قطع الكهرباء في مصر.
تستهلك محطات الكهرباء في مصر كميات ضخمة من المازوت والغاز، حيث يصل استهلاك المازوت إلى حوالي 30 ألف طن يوميًا، بالإضافة إلى 25 مليون متر مكعب غاز يوميًا. وتأتي هذه الزيادة في الاستهلاك في وقت تراجع فيه إنتاج مصر من الغاز خلال الربع الأول من العام الجاري 2024.
تم إنتاج مصر حوالي 13.429 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي خلال الفترة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية مارس/آذار 2024، وهو انخفاض عن الكمية التي بلغت 15.537 مليار متر مكعب في الفترة نفسها من العام الماضي 2023.
يُلاحظ أن مصدر توليد الكهرباء في مصر يعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري مثل المازوت والغاز الطبيعي، على الرغم من جهود البلاد في إضافة المزيد من قدرات الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح والماء إلى مصدر الطاقة.
aXA6IDMuMTQ3LjY1LjQ3IA==
جزيرة ام اند امز