هل السجائر الإلكترونية فعلا أقل ضررا؟ هذا ما لا يعرفه الشباب

روّجت السجائر الإلكترونية في بداياتها كخيار أكثر أماناً من السجائر التقليدية، بل ووسيلة للإقلاع عن التدخين.
لكن ما لبثت الأبحاث العلمية أن كشفت عن وجه آخر لها، مؤكدة أنها ليست بريئة من الأضرار الصحية، بل تُضيف تحديات جديدة أكثر تعقيداً، لا سيما في ظل انتشارها السريع بين المراهقين والشباب، حسب ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز".
معادن سامة وتأثيرات خفية
دراسة حديثة نُشرت خلال الشهر الماضي كشفت عن وجود نسب عالية من المعادن الثقيلة في بخار بعض أشهر العلامات التجارية للسجائر الإلكترونية، لدرجة دفعت أحد الباحثين للاعتقاد بوجود خلل في أجهزة القياس.
وتشير أبحاث أخرى إلى أن استخدام هذه السجائر قد يسبب أضراراً خطيرة للرئتين والقلب والدماغ، وهو ما يناقض الآمال السابقة بشأن فائدتها كبديل أقل ضرراً.
تراجع الدعم البحثي والتنظيمي
ورغم هذه المؤشرات المقلقة، فقد شهدت جهود البحث والرقابة تراجعاً ملحوظاً، خاصة بعد أن أوقفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحدة أبحاث التبغ، وخُفّضت الميزانيات المخصصة لبرامج الإقلاع عن التدخين الإلكتروني، وفقاً لخبراء في الصحة العامة.
ويُعاني الباحثون من نقص حاد في البيانات طويلة الأجل حول تأثير هذه المنتجات، خاصة أن معظم مستخدميها من فئة الشباب الذين قد لا تظهر عليهم أعراض واضحة بعد، إضافة إلى صعوبة عزل آثار التدخين الإلكتروني عن التدخين التقليدي.
أضرار فورية على القلب
يحذر الدكتور جيمس ستاين، أستاذ أمراض القلب في جامعة ويسكونسن، من أن استنشاق بخار السجائر الإلكترونية يرفع فوراً معدل ضربات القلب ويُسبب انقباض الأوعية الدموية، ما يضع الجسم في حالة شبيهة بضغط دم مرتفع دائم.
وفي السياق ذاته، يقول الدكتور عرفان رحمن من جامعة روتشستر إن تسخين السوائل النيكوتينية يُنتج مركبات كيميائية مسرطنة، كالفورمالديهايد، التي تصل إلى مجرى الدم وتُسهم في التهابات قد تُتلف الأوعية الدموية وتزيد خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب.
مشكلات تنفسية وأمراض نادرة
فيما يخص الجهاز التنفسي، يحذّر الخبراء من أن التدخين الإلكتروني يُسبب التهابات مزمنة في الشعب الهوائية، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الربو أو الانسداد الرئوي.
كما سُجلت حالات نادرة لإصابات تُعرف بـ"رئة البوبكورن" نتيجة استنشاق مادة "الدياتسيل" الموجودة في بعض نكهات هذه السجائر.
وفي عام 2019، تسببت مادة "أسيتات فيتامين E" – التي استُخدمت كمادة مضافة – في سلسلة من الإصابات الرئوية الخطيرة أودت بحياة 68 شخصاً في الولايات المتحدة.
أما الدكتور بريت بولين من جامعة كاليفورنيا – ديفيس، فقد كشف أن ثلاث علامات تجارية مشهورة تُطلق بخاراً يحتوي على النيكل والأنتيمون والرصاص، وهي معادن سامة تؤثر سلباً على الرئة والجهاز العصبي.
ضرر على الفم وسرعة في الإدمان
وأظهرت دراسات أن التدخين الإلكتروني يقلل من تدفق الدم إلى اللثة ويزيد من التهاباتها، كما يُسبب النيكوتين تلفاً مباشراً في أنسجة الفم.
أما على صعيد الإدمان، فالوضع مقلق للغاية، إذ تقول الدكتورة باميلا لينغ من جامعة كاليفورنيا – سان فرانسيسكو: "رأيت شباباً ينامون وأجهزتهم تحت الوسائد، ويبدؤون يومهم بأول رشّة نيكوتين".
وتُشير إلى أن بعض الأجهزة تحتوي على نحو 20 ألف رشّة، أي ما يعادل 100 علبة سجائر، مما يجعل الإقلاع عنها أكثر صعوبة. وتُضيف: "المنتجات الجديدة تظهر في الأسواق أسرع من قدرتنا على دراستها علمياً".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTc5IA== جزيرة ام اند امز