الدكتورة إلينا بيسكوبيا.. 341 عاما على تحدي العالم
إلينا بيسكوبيا ترحل دون زواج في عمر الـ38 وكانت عازفة للموسيقى وتجيد التحدث بـ7 لغات بالإضافة إلى لغتها الإيطالية الأصلية
تمر، الثلاثاء، 341 عاما على أحد أهم الأحداث التي سجلها التاريخ، والذي تمثل في حصول الإيطالية إلينا بيسكوبيا على أول درجة دكتوراه فلسفة في الرياضيات تمنح لامرأة في العالم، وتحديدا في 25 يونيو/ حزيران عام 1678.
عاشت إلينا العاشقة للعلم حياتها بقلب تمنى أن تكون راهبة، وكان لأبيها أثر كبير على مسيرتها، فوضعها على طريق البداية منذ سن الـ7 حين بدأت دراستها تحت رعاية عدد من رهبان الكنيسة، تعلمت اللاهوت والفلسفة، وأتقنت لغات كثيرة وتغلغلت في الجدل والرياضيات والفلك والعلوم والموسيقى.
وأتقنت إلينا اللاتينية واليونانية والعبرية والعربية والإسبانية والكلدانية والآرامية، فضلا عن لغتها الأصلية الإيطالية، ودرست الموسيقى وعزفت على آلات الكمان والهارب بأنواعه، وألفت مقطوعات موسيقية، ومع بلوغها سن الـ19 كانت تعد أكثر النساء تعليما في إيطاليا.
رحلة الدكتوراه
بدأت رحلة إيلينا بيسكوبيا مع الدكتوراه عندما التحقت بجامعة بادوا، عام 1672، لدراسة اللاهوت، حيث تفتحت ملكاتها العقلية فأدارت مناقشات مطولة مع الأساتذة والطلاب والرهبان حول موضوعات متعددة.
وكانت إحدى أهم المناظرات لها عام 1677، باللاتينية واليونانية أمام لجنة ثلاثية تحدثت خلالها لساعتين، ورغم أن المناقشة كانت دليلا على أنها تستحق درجة علمية، لكنها لم تمنح تلك الدرجة لرفض الكنيسة الكاثوليكية وقتها منح درجة الدكتوراه في اللاهوت لامرأة.
وفي سنة 1678، قررت الجامعة وضع اختبار ثان لإيلينا، في حدث أسطوري حضره الآلاف من المشاهدين، ما اضطر الجامعة إلى نقل الاختبار إلى ساحة كاتدرائية المدينة، وأبهرت إجابات إلينا الذكية لجنة التحكيم، التي شهدت بأن معلوماتها تزيد على درجة الدكتوراه، وكان عنوان رسالتها آنذاك "في اللاشيء" ومضمونها مناقشة فلسفية لعدة موضوعات مختارة من كتب أرسطو.
وكي لا تتعارض الجامعة مع الكنيسة ويتم إنصاف إيلينا بنفس الوقت، قررت الجامعة منحها دكتوراه الفلسفة في الرياضيات وليس اللاهوت، فكانت أول درجة دكتوراه فلسفة في الرياضيات تنالها سيدة في تاريخنا البشري، وبعدها عينت أستاذا للرياضيات في جامعة بادوا.
وفاتها
لم تتزوج إلينا على مدى عمرها رغم العروض الكثيرة، واختارت أن تعيش بعقل عالمة وقلب راهبة، حيث قضت سنواتها في التدريس وخدمة الفقراء والمرضى.
ورحلت بيسكوبيا بعمر الـ38، ودفنت على طريقة الرهبان البنادقة، وكرمتها جامعة بادوا بإقامة تمثال يتوسط باحة الجامعة، كما كرمتها إحدى الجامعات الأمريكية برسم صورتها على حائط زجاجي ملون في مبنى الجامعة.
aXA6IDMuMTM4LjEzNS4yMDEg
جزيرة ام اند امز