بأمر كورونا.. إجازة إجبارية لأفيال تايلاند
نتيجة للإقفالات التي سببها كورونا وتوقف العمل، 3 آلاف فيل تايلاندي في عطلة إجبارية تفاديا لخطر المجاعة
هرب نحو 1000 فيل مهدد بالجوع من مخيمات هجرها السياح في تايلاند وعادت إلى مسقط رأسها، في موجة هجرة غير مسبوقة محفوفة بخطر كبير على هذه الحيوانات.
تعتبر هواي باكوت في شمال تايلاند موطنا لبعض هذه الحيوانات، وقد روضت أجيال متعاقبة من مربي الفيلة أو الماهوت، هذه الثدييات الضخمة مدة أربعة قرون.
وعلى مسافة 180 كيلومترا في المركز السياحي شيانج ماي، تدر تربية الفيلة على الماهوت إيرادات كثيرة، إذ تؤدي تلك الحيوانات الضخمة حيلا مختلفة أمام السياح في المتنزهات أو ما يطلق عليها "ملاذات".
وتستخدم بعض تلك المنشآت المثيرة للجدل أساليب وحشية لتدريب الفيلة إذ يكسب أصحابها رزقهم من خلال إجبارها على تقديم عروض ترفيهية لجحافل السياح الذين يتوقون إلى عيش هذه التجربة الفريدة.
وفيما شلت جائحة كوفيد-19 حركة السفر بين القارات وأغلقت متنزهات كثيرة أبوابها في منتصف آذار/مارس، باتت حوالي ثلاثة آلاف من الفيلة في تايلاند عاطلة عن العمل.
وقد أعيد الكثير منها، خصوصا التي تواجه خطر المجاعة، إلى مسقط رأسها.
وقال تشايابورن وهو مدرّب أفيال منذ 15 عاما لوكالة الأنباء الفرنسية بعد وصولها إلى هواي باكوت "إنها متعبة لكنها سعيدة أيضا".
وقال هذا الرجل البالغ من العمر 35 عاما "لديها ذاكرة ممتازة، يبدو أنها بعد سنوات من الغياب تدرك أنها في طريقها أخيرا إلى ديارها".
وأكد ثيرابات ترونجبراكان، رئيس جمعية "تاي ألاينس أسوسييشن" إن حوالي ألف فيل عاد إلى مسقط رأسه مع مدربه خلال الشهرين الماضيين، مضيفا أن "هجرة هذه الأعداد الكبيرة خلال فترة قصيرة، لم يسبق لها مثيل في هذا البلد".
صراعات على الأرض
لكن العودة إلى الديار لا تخلو من المشكلات، حيث تضم هواي باكوت عادة أقل من 10 فيلة، أما اليوم، فيعيش فيها أكثر من 90 فيلا إلى جانب 400 قروي.
وأحرقت غابات شاسعة محيطة بالقرية لإفساح المجال أمام زراعة الذرة وليس هناك ما يلبي حاجات هذا القطيع الكبير.
وقال ثيرابات "سكان القرية ليسوا مستعدين جميعهم للتعامل معها".
وفيما تنام بعض الأفيال في الفناء الخلفي للمنازل، تبقى معظمها في الغابة ليلا بحراسة مدربيها، لكن في بعض الأحيان، تهرب وتتجول حول مزارع خاصة ما يزيد من خطر تعرضها للأذى من قبل الأشخاص الذين يحاولون الدفاع عن محاصيلهم.
وأوضح ثيرابات أنه تم تسجيل مواجهات بين الفيلة وأصيب أثنان منها على الأقل خلال القتال.
بالنسبة إلى المدربين الذين قاموا برحلة طويلة إلى ديارهم لتجنب المجاعة، يمثل العثور على 300 كيلوغرام من النبات يوميا لكل فيل، تحديا.
وقال جيرايو براتيبراتان البالغ من العمر 19 عاما إن شراء ما يكفي من الأعلاف بدلا من ذلك يكلف 500 بات يوميا (15 دولارا)، مضيفا أنه يجب زراعة "المزيد من العشب والموز وقصب السكر" إذا استمر هذا الوضع لفترة أطول.
كذلك، ثمة مخاوف من أن يلجأ هؤلاء بدافع اليأس إلى قطع الأشجار بطريقة غير قانونية وهو نشاط منتشر عند الحدود التايلاندية البورمية.
وحذّر ثيرابات من أن أموال العائلات التي تسكن في القرية أوشكت على النفاد.
لكن البعض يأمل بأن تبدأ الأزمة في الانعكاس إيجابا على الطبيعة غير المنظمة وإيقاف السياحة المستندة إلى حيوانات التي تنطوي على وحشية وهي مساهم كبير ومربح في اقتصاد تايلاند.
والبعض يشعر بالرضا فقط لأن الأفيال عادت إلى موطنها.