بعد نجاحها في أمريكا.. شريحة إيلون ماسك تدخل عقول البريطانيين

تستعد بريطانيا لاستقبال أول تجربة سريرية لشريحة الدماغ التي طوّرها الملياردير إيلون ماسك عبر شركته "نيورالينك".
وأعلنت "نيورالينك" عن شراكتها مع مؤسستي "مستشفيات جامعة كوليدج لندن" و"مستشفيات نيوكاسل" لإجراء أول تجاربها على مرضى بريطانيين يعانون من الشلل الكامل وذلك بعد النجاح اللافت الذي تحقق للشريحة في الولايات المتحدة.
ووفقًا للشركة، سيحصل سبعة مشاركين على شريحة دماغية بحجم قطعة نقدية صغيرة (تعادل حجم عملة 10 بنسات)، ما سيمكنهم من التحكم في الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر بمجرد التفكير.
تشمل الحالات المستهدفة إصابات الحبل الشوكي وأمراض مثل التصلب الجانبي الضموري (ALS)، وهي حالات تؤدي إلى فقدان تام للحركة. ومن المتوقع أن تُحدث الرقاقة، المعروفة باسم "N1"، ثورة في حياة هؤلاء المرضى عبر استعادة قدر من الاستقلالية الرقمية.
الشريحة ، وهي نوع من تقنيات واجهة الدماغ-الحاسوب (BCI)، تتصل بالدماغ من خلال 128 خيطًا دقيقًا أرق من شعرة الإنسان، تُزرع بدقة بواسطة روبوت جراحي متخصص، وكل خيط يحتوي على أقطاب كهربائية ترصد الإشارات العصبية، والتي تُترجم لاحقًا إلى أوامر رقمية يمكن استخدامها لتحريك المؤشر أو كتابة النصوص أو استخدام الأدوات الذكية.
قصة نجاح تمهّد الطريق
تأتي هذه التجربة البريطانية بعد سلسلة نجاحات في الولايات المتحدة، من أبرزها حالة أودري كروز، وهي امرأة أمريكية أصيبت بالشلل الرباعي منذ أن كانت في السادسة عشرة من عمرها بسبب حادث سير. بعد زراعة الرقاقة في يوليو الماضي، تمكّنت كروز من استخدام الكمبيوتر لأول مرة منذ 20 عامًا، بل واستطاعت توقيع اسمها مجددًا، والرسم، وكتابة الكلمات، والتصفح، وكل ذلك عبر التفكير فقط.
وعبر منصة "إكس"، أوضحت كروز أنها تشعر بـ"تحرر حقيقي"، حيث استعادت قدرة طالما اعتقدت أنها فقدتها إلى الأبد. وقد حظيت قصتها بإشادة واسعة، حتى أن ماسك نفسه علّق قائلاً: "هي تتحكم في الكمبيوتر فقط من خلال التفكير، معظم الناس لا يدركون أن هذا أصبح ممكنًا".
رغم أن الشريحة لا تعيد القدرة على المشي أو تحريك الأطراف، إلا أن كروز تأمل أن تساعدها التقنية في كتابة كتاب تسرد فيه تجربتها الطويلة مع الشلل والتكنولوجيا.
خطوة بريطانية جريئة نحو المستقبل
البروفيسور حارث أكرم، استشاري جراحة الأعصاب في جامعة كوليدج لندن والمحقق الرئيسي في الدراسة، وصف التجربة بأنها "علامة فارقة في تطوير تكنولوجيا واجهات الدماغ-الحاسوب، بقدرتها على تغيير حياة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية شديدة حول العالم".
وكانت الشركة قد بدأت تجاربها السريرية في الولايات المتحدة عام 2023، بعد تجاوزها لملاحظات السلامة التي أبدتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
ومن أبرز الحالات هناك، الشاب نولاند آربو من أريزونا، الذي أصبح أول إنسان يحصل على رقاقة "نيورالينك"، واستطاع عبرها العودة لممارسة أنشطة ذهنية مثل الشطرنج وألعاب الفيديو، رغم انفصال بعض الأقطاب لاحقًا، ما تطلب تحديثا برمجيا من الشركة لتحسين أداء الرقاقة.
دمج العقول بالآلات.. حلم ماسك يقترب
تأسست شركة "نيورالينك" عام 2016 على يد إيلون ماسك ومجموعة من المتخصصين في الأعصاب والهندسة والروبوتات، بهدف دمج الذكاء البشري بالذكاء الاصطناعي، وعلاج الاضطرابات العصبية، بل وربما تعزيز القدرات البشرية مستقبلاً.
وقال ماسك في تصريحات سابقة إن تقنية الشرائح "حققت تقدمًا مذهلًا"، لكنه شدد على حرص الشركة في كل خطوة: "نحن لا نتحرك بسرعة أكبر لأننا نتعامل بحذر بالغ مع كل حالة لضمان عدم ارتكاب أي خطأ – وحتى الآن، لم يحدث ذلك".
مع انطلاق أولى التجارب البريطانية، يبدو أن حلم "التحكم بالعقل" لم يعد من الخيال العلمي، بل واقعًا يفتح أبواب الأمل لآلاف المرضى في أنحاء العالم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز