بعد مساعدة ترامب.. ماسك يتحول إلى قوة سياسية في أوروبا
وجه إيلون ماسك نظره إلى أوروبا بعد استخدام ثروته الضخمة و210 ملايين متابع على منصة "إكس" لمساعدة دونالد ترامب للفوز في الانتخابات.
وقال ماسك في منشور على منصة "إكس" يوم الثلاثاء: "صوتوا للإصلاح"، في إشارة إلى حزب "إصلاح المملكة المتحدة"، وهو حزب شعبوي بريطاني يقوده نايجل فاراغ، أحد أبرز قادة حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي في عام 2016، وفقا لموقع "بيزنس إنسايدر".
كان ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي "تسلا" و"سبيس إكس"، الذي تبنى مواقف محافظة بشأن قضايا مثل الهجرة والتنوع وحقوق المتحولين جنسيا في السنوات الأخيرة، قد التقى فاراغ في منتصف ديسمبر/كانون الأول في منتجع مارالاغو المملوك لترامب.
وقال فاراغ لاحقا في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن ماسك "مؤيد لنا بشكل كامل"، وكان مستعدا للتبرع لحزب "إصلاح المملكة المتحدة" متى تسنى له القيام بذلك بشكل قانوني.
ولم يخف حزب "الإصلاح" حماسه تجاه ماسك وإمكانية تبرعه، حيث وصفه فاراغ بـ"البطل الحقيقي" في مقابلة حديثة مع صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية.
كما انتقد ماسك بشدة رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، حيث وصف البلاد في العديد من المنشورات على "إكس" بأنها "دولة بوليسية استبدادية"، وأيد الدعوات لإجراء انتخابات، قائلا إن البلاد على شفير حرب أهلية.
"البديل"
وأبدى ماسك أيضا دعمه لحزب "البديل من أجل ألمانيا AfD"، الذي يعارض الهجرة بقوة ويتبنى سياسات مشابهة لترامب في دعواته للطرد الجماعي للمهاجرين.
ويحتل الحزب حاليا نحو 10% من المقاعد في البرلمان الألماني (البوندستاغ)، وقد حقق تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة، بما في ذلك احتلاله المركز الثاني في انتخابات البرلمان الأوروبي هذا العام.
ومن المتوقع أن يحصل الحزب على ثاني أكبر حصة من الأصوات في انتخابات البوندستاغ المقبلة في فبراير/شباط.
وكما هو الحال مع حزب "إصلاح المملكة المتحدة" رحب "البديل من أجل ألمانيا" بدعم ماسك، وقالت مرشحة الحزب لمنصب المستشارة أليس فايدل إن ماسك كان "على حق تماما" عندما قال إن الحزب هو الوحيد الذي يمكنه "إنقاذ ألمانيا".
كما أعلن ماسك دعمه لحزب "البديل من أجل ألمانيا" في مقال نشر في صحيفة "فيلت آم زونتاغ" الألمانية نهاية الأسبوع الماضي.
وأشار ماسك في مقاله إلى أن السياسات الخاطئة للأحزاب السياسية الرئيسية أدت إلى "الركود الاقتصادي، والاضطرابات الاجتماعية، وتقوض الهوية الوطنية"، وأن حزب "البديل من أجل ألمانيا" يمثل "أملًا أخيرًا" للبلاد.
وبرر تعليقاته السياسية حول ألمانيا، بالإشارة إلى "استثماراته الكبيرة" في البلاد، حيث يمتلك مصنع تسلا بالقرب من برلين الذي يُعتبر المنشأة الرئيسية للشركة في أوروبا ويعمل فيه نحو 12,000 شخص.
في المقابل، اتهمت الحكومة الألمانية ماسك بالتدخل في الانتخابات قبل نشر مقاله.
كما قال نائب المستشار روبرت هابيك في كلمته بمناسبة رأس السنة الجديدة، إن دعم ماسك لحزب "البديل من أجل ألمانيا" هو جزء من حملة "منطقية ومنهجية" لإضعاف أوروبا وتقويض مؤسساتها التنظيمية.
إيطاليا
الأكثر من ذلك يرتبط ماسك برئيسة وزراء إيطاليا اليمينية جورجيا ميلوني بعلاقة وثيقة للغاية، فقد وصف ماسك ميلوني في سبتمبر/أيلول بأنها "عبقرية فذة" وأنها "أجمل من الداخل مما هي عليه من الخارج".
وتقود ميلوني حزب "إخوة إيطاليا" الذي له جذور في حركة اجتماعية إيطالية ما بعد الحرب العالمية الثانية ذات توجهات فاشية.
وصعدت إلى السلطة في عام 2022، بناءً على برنامج يركز على الحد من الهجرة، وتشديد السيطرة على الحدود، والقيم التقليدية. وقد وصفت في ذلك الوقت بأنها أقوى زعيمة يمينية في إيطاليا منذ بنيتو موسوليني.
aXA6IDE4LjExOS4xMzcuMTYyIA== جزيرة ام اند امز