تلميحات ورغبة إيرانية.. هل تعود السفارات بين الرياض وطهران؟
تلميحات وتصريحات وجولات من التفاوض، تبذل فيها إيران الجهود في سبيل الوصول إلى التقارب والتوافق مع السعودية.
لكن السعودية التي لا تغلق باب السلام في وجه أحد، وتمد أيديها لمن يبادر به، ترغب في إتمام عملية التقارب، لكنها تنتظر مبادرة من إيران تؤكد خلالها حل الملفات العالقة وعلى رأسها توقف طهران عن دعم مليشيات الحوثي في اليمن.
- مستشار خامنئي يدعو إيران والسعودية لإعادة فتح سفارتيهما
- الحوار مع إيران.. هل تحقق الجولة السادسة آمال السعودية؟
6 جولات من التفاوض
وعكست رغبة البلدين في التقارب عقدهما 5 جولات مباشرة من التفاوض، بين مسؤولين من البلدين، في محاولة لإصلاح العلاقات استضافتها العراق منذ أبريل/نيسان الماضي، فيما أكدت السعودية أنها تنتظر جولة سادسة من المفاوضات.
ويمثل عدم ممانعة السعودية وتحركها إيجابيا في محادثات السلام مع إيران أحد أهدافها نحو منطقة خالية من التوترات والبحث عن المصالح المشتركة.
وترغب السعودية في سلام مع إيران تعم فوائده على المنطقة، وسيكون اليمن أول المستفيدين، حيث تسعى المملكة لتحقيق سلام ينهي ويلات حرب مستمرة منذ سنوات.
كما قد تدفع المصالحة بين البلدين إلى المساهمة في حلّ الأزمة السياسية بلبنان، وقد يمتد تأثيرها للوضع بالعراق، وهو ما تؤكده السعودية أن هذا الصلح سيكون مربحا للجميع.
تصريحات ودية ورغبة بالتقارب
وانطلقت جولات التفاوض تلك عقب تصريحات للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء في مارس/آذار الماضي.
الأمير محمد بن سلمان، قال حينها في مقابلة صحفية، إن "إيران دولة جارة، ونطمح بأن تكون لدينا علاقة طيبة ومميزة معها"، مضيفا: "نريد إيران مزدهرة، لدينا مصالح معها ولديهم مصالح معنا".
وتابع: "هم جيراننا وسيبقون كذلك للأبد، وليس بإمكاننا التخلص منهم، وليس بإمكانهم التخلص منا"، مستدركا: "لذا فإنه من الأفضل أن نحل الأمور، ونبحث عن سبل لنتمكن من التعايش".
ولفت إلى أنه خلال جولات التفاوض "كانت تصريحات القادة الإيرانيين محل ترحيب في المملكة، وسنستمر في تفاصيل هذه المناقشات، على أمل الوصول لموقف جيد لكلا البلدين، يشكل مستقبلا مشرقا للسعودية وإيران".
فيما أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أمله في أن تؤدي المفاوضات لخفض التصعيد في المنطقة.
وأكد أنه يتطلع للمحادثات مع إيران رغم عدم إحراز تقدم جوهري، إلا أن "هناك عدة أمور يمكن مناقشتها مع إيران إذا كان لديها رغبة في خفض التصعيد بالمنطقة".
وأشار إلى أن "يد المملكة لا تزال ممدودة لإيران"، مشددا على حرص السعودية على إيجاد مسار للوصول لعلاقات طبيعية مع الجارة إيران".
وعبر الأمير فيصل بن فرحان عن تطلعه لـ"محادثات سادسة من الحوار مع إيران"، استمرارا لسياسة الرياض الممدودة بالسلام للجميع.
ومن الجانب الإيراني، عبر جليل رحيمي جهان آبادي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، عن تفاؤله بـ"المفاوضات بين البلدين رغم التقلبات"، ووصفها بأنها "كانت إيجابية ومفيدة حتى الآن".
وأضاف في تصريحات صحفية أن "المحادثات توصلت إلى نتائج إيجابية، مثل إعادة فتح السفارات، وذلك للحفاظ على العلاقات وتوطيدها وتوسيعها مع السعودية".
فيما وصف المتحدث ناصر كنعاني باسم الخارجية الإيرانية حوار إيران مع السعودية بأنه "كان إيجابيا".
لكنه أكد أن "إعادة العلاقات الدبلوماسية تحتاج إلى وقت ولا تتم بين يوم وليلة"، مستدركا: "شهدنا خطوات إيجابية من السعودية ضمن الحوار، والأجواء بالمنطقة إيجابية".
هل تعود السفارات؟
والأربعاء، طالبت إيران صراحة على لسان علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية للمرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، بإعادة فتح السفارات بين الرياض وطهران.
ولايتي أكد في تصريحات صحفية أن "على بلاده والسعودية إعادة فتح سفارتيهما لتسهيل التقارب بينهما".
وتابع: "السعودية وإيران بلدان جاران، ولا بد لنا من التعايش"، موضحا أن "إعادة فتح سفارتي البلدين ضروري لنحل مشاكلنا بشكل أفضل".
وما بين الرغبة في التقارب ودعم السعودية للسلام، أكد مراقبون أنه على إيران التخلي عن دعم المليشيات ووقف تدخلاتها بشؤون الجيران، في سبيل علاقات طبيعية تعود بالنفع على كل دول المنطقة.