القمة العربية الإسلامية الطارئة.. جهود إماراتية لا تتوقف لدعم غزة
تنطلق القمة العربية الإسلامية الطارئة بشأن غزة، بالعاصمة السعودية الرياض، السبت، فيما تواصل دولة الإمارات حراكها على مختلف الأصعدة لدعم غزة.
حراك يسهم في تحقيق أهداف القمة الساعية لوضع حد للحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة لليوم الـ36، ودعم سكان القطاع إنسانيا وحمايتهم.
- الإمارات تدين في مجلس الأمن هجمات إسرائيل على المدارس والمستشفيات
- دعم الإمارات لغزة.. جهود استثنائية توثقها لغة الأرقام
وقبيل ساعات من انطلاق القمة، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا بطلب من دولة الإمارات لبحث التطورات في غزة.
اجتماع هو الثامن للمجلس حول القضية الفلسطينية والوضع في غزة منذ اندلاع التصعيد الإسرائيلي في القطاع 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولم يمر أي منها دون أن تسجل دولة الإمارات رسائل قوية، تحمل نفس أهداف القمة العربية الإسلامية الطارئة.
يأتي على رأس تلك الأهداف الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وضمان وصول مساعدات إنسانية آمنة ومستدامة للقطاع، ورفض التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم، واحترام القانون الدولي الإنساني، والعمل على تحقيق سلام دائم وشامل يفضي إلى حل الدولتين.
مطالب الإمارات.. وأهداف القمة
وأدانت السفيرة لانا نسيبة مندوبة الإمارات في الأمم المتحدة خلال اجتماع مجلس الأمن، مساء الجمعة، الهجمات غير المتناسبة والقاسية واللاإنسانية التي تشنها إسرائيل.
وشددت على أنه "يجب على إسرائيل إنهاء حصارها على غزة، وإعادة الخدمات الأساسية والمواد التي لا غنى عنها لبقاء الإنسان على قيد الحياة، بما يشمل الوقود والكهرباء والمياه".
وشددت على ضرورة معالجة الوضع المزري للأطفال، وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض.
وأكدت على أن "الهدف الأهم يتمثل في وقف إطلاق النار والعودة أخيراً إلى حل الدولتين".
مطالب يرتقب أن تخرج القمة العربية الإسلامية بموقف قوي موحد بشأنها خلال اجتماعها الطارئ اليوم السبت.
مطالب ستأخذ دولة الإمارات، الدولة العربية الوحيدة العضو في مجلس الأمن الدولي، على عاتقها مسؤولية العمل المتواصل من خلال المجلس الذي يعتبر أعلى هيئة دولية معنية بصون الأمن والسلم الدوليين، لتنفيذها.
دمج القمتين
ويجتمع، اليوم السبت، في العاصمة السعودية الرياض، قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية لعقد قمة طارئة على مستوى القادة، للتشاور والتنسيق وبحث سُبل مواجهة التصعيد الإسرائيلي المستمر على غزة.
وكان من المقرر عقد القمة العربية الطارئة الخامسة عشرة، السبت، والقمة الإسلامية الاستثنائية الثامنة، الأحد، إلا أن السعودية أعلنت دمج القمتين وعقد (قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية) بشكلٍ استثنائي، وذلك بعد تشاورها مع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وبينت الخارجية السعودية أن ذلك القرار يأتي "استجابةً للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة (...) واستشعارًا من قادة جميع الدول لأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موّحد يُعبّر عن الإرادة العربية الإسلامية المُشتركة بشأن ما تشهده غزة والأراضي الفلسطينية من تطورات خطيرة وغير مسبوقة تستوجب وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهتها واحتواء تداعياتها."
وكما كانت القضية الفلسطينية هي المحرك الرئيسي لغالبية القمم العربية والإسلامية الطارئة، فإنها أضحت المحرك أيضا "للقمة العربية الإسلامية المشتركة غير عادية" التي تعقد بشكلٍ استثنائي.
وفي هذا الإطار وصل الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، والوفد المرافق له، إلى الرياض للمشاركة في تلك القمة، في إطار الجهود الإماراتية الدؤوبة لوقف الحرب في غزة، والدعم الإنساني المستمر للشعب الفلسطيني.
ملحمة دبلوماسية وإنسانية
وبالتزامن مع القمة تواصل دولة الإمارات حراكا لا يتوقف على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإنسانية دعم لغزة.
وبحسب إحصاء لـ"العين الإخبارية" فقد بحثت دولة الإمارات سبل وقف التصعيد في غزة وحماية جميع المدنيين عبر 66 اتصالا ولقاء، و25 اجتماعا وقمة، فضلا عن إطلاقها 3 مبادرات إنسانية، أرسلت عبرها نحو 36 طائرة إغاثية، كما أعلنت عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة تتجاوز 154 مليون درهم، بإجمالي 94 اتصالا ولقاء وقمة ومبادرة خلال 36 يوما، الأمر الذي يبرز الجهد القياسي التي تقوم به دولة الإمارات لوقف الحرب.
66 اتصالا ولقاء
وتفصيلا، بحثت دولة الإمارات سبل وقف التصعيد في غزة وحماية جميع المدنيين عبر 66 اتصالا ولقاء مع قادة ووزراء ومسؤولين أمميين ودوليين، من بينهم 31 اتصالا ولقاء أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات بنفسه، و35 اتصالا ولقاء أجراها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي.
25 قمة واجتماعا
أيضا وفي إطار جهود دولة الإمارات المتواصلة وحرصها على العمل مع الأشقاء والأصدقاء لدعم جميع المساعي والمبادرات الدبلوماسية الهادفة إلى إرساء سلام عادل وشامل وآمن ومستدام ينهي حالة العنف في المنطقة ويعزز الأمن والاستقرار الإقليميين، شاركت في 12 قمة واجتماع خليجي وإسلامي وعربي ودولي للسبب نفسه، بما فيهم القمة الإسلامية العربية الطارئة اليوم السبت.
كما شاركت دولة الإمارات في 5 اجتماعات في الأمم المتحدة، و8 اجتماعات بمجلس الأمن الدولي.
أحدث اجتماعات مجلس الأمن عقد، مساء الجمعة، وطلبت دولة الإمارات بعقده في ضوء الوضع المزري والتطورات المتصاعدة في غزة، بما يشمل الأزمة الصحية المتزايدة وسط استمرار الهجمات على المستشفيات.
وتم خلال الجلسة الاستماع إلى إحاطات من المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الذي دعا إلى ضمان وصول المساعدات دون عوائق إلى المدنيين في غزة، ووقف إطلاق النار لأغراض إنسانية.
كما استمع المجلس إلى المدير العام لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني مروان جيلاني الذي دعاه إلى تطبيق وقف فوري وفعال لإطلاق النار.
وخلال الجلسة نفسها، أدانت دولة الإمارات، هجمات إسرائيل على المدارس والمستشفيات.
وقالت مندوبة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، السفيرة لانا زكي نسيبة، إن إسرائيل في حرب ضد حماس، لكن آلاف المدنيين هم من يدفعون الثمن.
وبينت أن "بلادها تحاول التخفيف من المآسي في غزة، وأنشأت مستشفى ميدانيًا".
طائرة كل 4 ساعات
المستشفى الميداني الذي تحدث عنه السفيرة لانا نسيبة يعد باكورة إنجازات عملية "الفارس الشهم 3"، الذي أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الأحد الماضي، العمليات المشتركة في وزارة الدفاع بإطلاقها لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأقامت الإمارات جسرا جويا متواصلا ، يتضمن إرسال طائرة كل 4 ساعات، لنقل مستلزمات المستشفى التي تعتزم الإمارات إقامته داخل غزة، لدعم القطاع الصحي الذي يعاني جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة لليوم الـ36.
ومنذ إطلاق الجسر الجوي 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أرسلت الإمارات عبره 27 طائرة شحن على مدار 5 أيام حتى أمس الجمعة، بمتوسط 5.4 طائرة يوميا، أي طائرة كل 266 دقيقة.
وجنبا إلى جنب مع تلك المبادرة الإنسانية الملهمة تتواصل حملة "تراحم من أجل غزة" التي تم خلالها إرسال 9 طائرات إغاثية نقلت 225 طنا من المساعدات.
يأتي هذا في الوقت الذي تعمل فيه دولة الإمارات على استضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة، لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات البلاد إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم، تنفيذا لتوجيهات القيادة الإماراتية.