حكومات طوارئ.. ما يفسده الساسة يصلحه "كورونا"
خصوم سياسيون في بلجيكا وأمريكا وإسرائيل اضطروا للتفاوض للتوصل إلى حلول وسط أو ملء الفراغ السياسي بحكومات وحدة لمواجهة كورونا.
بعد أزمات سياسية طاحنة استمرت لشهور، جنح عدد من الزعماء السياسيين في عدة دول إلى الصلح والتفكير في حكومات وحدة وطنية مع تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وبدا واضحا أن سخونة أجواء كورونا عجّلت من خطوات الخصوم السياسيين في أمريكا وإسرائيل وبلجيكا للتهدئة فيما بينهم والتأهب لمواجهة الوباء العالمي.
بلجيكا.. ائتلاف حكومي
ففي بلجيكا، اتفق الزعماء السياسيون، الإثنين، على تشكيل حكومة طوارئ لمكافحة تفشي كورونا، بعد أن دخل هذا البلد في دوامة أزمة سياسية منذ الانتخابات العامة التي شهدها العام الماضي ولم تتمخض عن أغلبية واضحة تسمح بتشكيل ائتلاف حكومي حتى الآن.
وبحسب اتفاق تم الإعلان عنه في العاصمة البلجيكية بروكسل، ستحصل حكومة رئيسة الوزراء الحالية صوفي ويلميس على سلطات استثنائية لاتخاذ جميع التدابير اللازمة لمدة 6 أشهر.
ومن المتوقع أن يقوم الملك البلجيكي فيلبي بتكليف ويلميس، رسميا، في وقت لاحق الإثنين، بتشكيل حكومة الطوارئ.
والجمعة، أمرت الحكومة البلجيكية بإغلاق المدارس والمقاهي والمطاعم وبعض المتاجر بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد.
ويسري القرار البلجيكي حتى 3 أبريل/نيسان، فيما ستظل الصيدليات مفتوحة مع إلزام بعض المتاجر بالإغلاق في العطلات الأسبوعية.
أمريكا.. ترامب وبيلوسي
لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن ثمة صلحا يمكن التوصل إليه بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، لكن هذا ما تم الإعلان عنه بالفعل الجمعة.
بيلوسي التي اتخذت مواقف صارمة تجاه ترامب وكانت أبرز معاركها التصدي لقرار بناء الجدار الأمريكي على حدود المكسيك، ومحاولة عزل الرئيس الأمريكي، أعلنت بنفسها عن الاتفاق مع إدارته بشأن إجراءات تهدف لوقف تأثير كورونا على اقتصاد البلاد وعشرات ملايين الموظفين.
وكتبت بيلوسي متوجهة إلى كتلتها البرلمانية: "نحن فخورون بالتوصل إلى اتفاق مع الإدارة يهدف إلى حلّ تحديات رئيسية، والتصويت قريبا" على مشروع القانون هذا في مجلس النواب.
ووصلت حالة الجفاء بين بيلوسي وترامب إلى ذروتها يوم 5 من فبراير/شباط الماضي؛ حين تجاهل الرئيس الأمريكي يد رئيسة مجلس النواب الممدودة له قبل بدء كلمته عن حالة الاتحاد، فيما مزقت الأخيرة نسخة الخطاب.
وبعد اتفاق "بيلوسي - ترامب" حول إجراءات محاصرة كورونا، سيتعين بعد ذلك أن تتم الموافقة على النص في مجلس الشيوخ، ثم إحالته للرئيس الأمريكي لتوقيعه قبل أن يدخل حيز التنفيذ.
وأكد ترامب، الإثنين، أنه لا يوجد ما يدعو للهلع والخوف، ولا حاجة لتخزين المواد الغذائية، جراء تفشي فيروس كورونا الجديد في البلاد.
وعمّت الفوضى مطارات في الولايات المتحدة مع تدفق الأمريكيين العائدين إلى بلادهم، في حين تستعد أماكن الترفيه مثل الحانات ودور السينما للإغلاق قريبا مع انتشار الفيروس.
ومع توافر اختبارات محدودة سجّل المسؤولون نحو 3 آلاف حالة إصابة و59 حالة وفاة في الولايات المتحدة.
إسرائيل.. نتنياهو وجانتس
وفي إسرائيل تصاعدت المؤشرات على إمكانية إنشاء حكومة طوارئ وطنية واسعة النطاق، لمواجهة تداعيات فيروس كورونا، بعد إعلان زعيم حزب "أزرق أبيض" الوسطي بيني جانتس استعداده لهذه الخطوة.
لكن خطوة جانتس تأتي بعد وقت قصير من دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم حزب "الليكود" اليميني بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة لمواجهة فيروس كورونا.
وهذه هي المرة الأولى التي تلوح فيها إمكانية تشكيل حكومة بعد 3 انتخابات منذ أبريل/نيسان الماضي، دون أن ينجح أي مرشح بتشكيل حكومة قادرة على الحصول على ثقة 61 نائبا من أعضاء الكنيست الـ120.
وسجلت إسرائيل 250 إصابة بكورونا؛ ما دفعها لاتخاذ إجراءات جديدة للتصدي له، بينها إغلاق المطاعم والمقاهي، ومنع التجمعات التي تضم أكثر من 10 أشخاص.
واستدعت إسرائيل جميع جنودها إلى ثكناتهم، الأحد، مطالبة إياهم بالجاهزية للبقاء فيها لفترة طويلة أقصاها شهر واحد، لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
وسبق لجيش الاحتلال الإعلان عن إصابة اثنين من جنوده على الأقل بفيروس كورونا، وأوقف تدريب جنود الاحتياط مؤقتا.