تميم بالأمم المتحدة.. 6 رسائل متناقضة في خطاب متلعثم
أمير قطر لم يأت بجديد في خطابه أمام الأمم المتحدة في دورتها الـ73 بنيويورك، الثلاثاء، بل أدان نفسه بـ6 رسائل متناقضة
لم يأت أمير قطر تميم بن حمد بجديد في خطابه أمام الأمم المتحدة في دورتها الـ73 بنيويورك، الثلاثاء، بل أدان بكلماته نفسه بـ6 رسائل متناقضة، زاعما أن "مكافحة الإرهاب ضمن أولوية سياسة" بلاده.
فللدوحة بصمات إرهابية في دول المنطقة من الصومال بدعم حركة الشباب إلى ليبيا مرورا بمصر، حيث يأوي تنظيم الحمدين عناصر جماعة الإخوان وصولا إلى سوريا والعراق.
1- قطر إمارة الإرهاب
تتخذ الدوحة تركيا وإيران مثلا أعلى في أنشطتهما التخريبية والإرهابية في المنطقة، فضلا عن أن تنظيم الحمدين لا يلتزم بالشروط الـ13 الخاصة بالسعودية والإمارات والبحرين ومصر، دول المقاطعة، التي أخذت على عاتقها مكافحة الإرهاب القطري.
ففي سبتمبر/أيلول الجاري، ألقى عبيد سالم الزعابي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في جنيف، بيانا باسم دول المقاطعة الأربع، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في إطار ممارسة حق الرد على المزاعم التي وردت في بيان الوفد القطري، تحت البند الثاني للدورة الـ39 لمجلس حقوق الإنسان، الخاص بالنقاش العام بشأن إحاطة المفوضة السامية الشفوية.
وكشف البيان عن مزاعم الوفد القطري ومحاولاته إقحام آليات الأمم المتحدة في أزمة سياسية، المتسبب الرئيسي فيها الممارسات والسياسات القطرية ضد الدول الأربع.
وأكد البيان أن الإجراءات المتخذة ضد النظام القطري هي إجراءات مقاطعة اتخذتها الدول الأربع في إطار ممارستها حقوقها السيادية، من أجل حماية أمنها القومي من السياسات غير المسؤولة من الجانب القطري لزعزعة الأمن والاستقرار، وليس حصاراً كما تدعيه قطر.
وأضاف البيان، الذي ألقاه المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى للأمم المتحدة في جنيف، أن الدول الأربع أكدت في أكثر من مناسبة أن إجراءات "المقاطعة" التي اتخذتها لحماية أمنها وشعوبها ستنتهي في الوقت الذي تعلن فيه الحكومة القطرية توقفها عن دعم وتمويل الإرهاب، من أجل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
وطالب البيان الجانب القطري بإبداء نية حقيقية في فتح حوار مسؤول مع الدول الأربع، في إطار الوساطة الكويتية التي يقودها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت لإنهاء تلك الأزمة.
واستنكر البيان المحاولات القطرية الدؤوبة لتدويل الأزمة وإخراجها عن إطارها الإقليمي الذي نشأت فيه بالأساس، مما أدى إلى إطالة أمد الأزمة السياسية دون التوصل إلى تفاهمات حقيقية تضمن للدول الأربع أمنها واستقرارها.
وحاول أمير قطر -في خطابه الذي تلعثم فيه عدة مرات- إيصال رسالة بأن الأمور على ما يرام في بلاده رغم تدهور الاقتصاد وعزلة إمارته في ظل سياسات تنظيم الحمدين المتخبطة.
فباتت قطر غير ملائمة للاستثمار الأجنبي والمحلي، وهو ما كشفته بيانات رسمية عن تدني قيمة الاستثمارات الأجنبية والمحلية الجديدة.
فقد هبط حجم الاستثمارات الأجنبية في قطر، في الوقت الذي زاد فيه حجم الديون الداخلية والخارجية إلى 574 مليار ريال قطري (نحو 158 مليار دولار) بنهاية يوليو/تموز الماضي، وفق بيانات وزارة التخطيط التنموي والإحصاء القطرية.
2- قطر ومأساة سوريا
يعيش السوريون في مأساة جراء إمارة تنظيم الحمدين الداعمة للإرهاب، فقد نطق تميم بأن "هناك كارثة توجب على المجتمع الدولي التوصل لحل سياسي يحقن الدم السوري"، بينما سجل الدوحة لا يخلو من جرائمها في سوريا.
فقبل أيام خرجت تصريحات جديدة واعترافات جديدة تؤكد دعم قطر للإرهاب والفوضى في المنطقة، جاءت على لسان حمد بن جاسم، رئيس الوزراء القطري السابق وأحد قطبي تنظيم الحمدين، في حوار مع قناة "فرانس 24".
اعترافات بن جاسم أكدت دعم بلاده الجماعات الإرهابية، وتحديدا تنظيم القاعدة متمثلا في جبهة النصرة في سوريا، بعد أن كشف دون قصد عن مخطط التنظيم الإرهابي بعد انتهاء معركة إدلب.
3- قطر وضرب استقرار اليمن
"نؤكد موقف دولة قطر الثابت والحريص على وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه".. كلمات لا تعبر عن حقيقة دور تنظيم الحمدين السيئ في اليمن الذي لم يعد سعيدا في ظل تدخلات إيران، ووقوف الدوحة بصفها إلى جانب مليشيا الحوثي الانقلابية.
ولم تتوقف المؤامرات القطرية على اليمن منذ أكثر من عام، ومع كل هزيمة تتلقاها مليشيا الحوثي ويشتد الخناق عليها من القوات اليمنية والتحالف العربي تقفز الدوحة لإنقاذ الانقلابيين عبر التخطيط لمؤامرات جديدة.
ومؤخرا، نقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن مصادر ميدانية يمنية، قولها إن قطر رعت اتفاقا بين "قيادات بحزب الإصلاح والحوثيين" يهدف إلى "تجميد" بعض الجبهات.
وتحت عنوان "مؤامرة قطرية لإعاقة انتصارات الشرعية بالساحل اليمني الغربي" نشرت "الوطن" تفاصيل الاتفاق غير المعلن بين مليشيا الحوثي والإصلاح.
ووفق مصادر الصحيفة فإن الاتفاق، الذي رعته الدوحة، يقضي بـ"تجميد الجبهات الخاضعة لمقاتلين من الإصلاح"، بعد توالي انتصارات الشرعية في الساحل الغربي.
وتقضي المؤامرة، التي حاكتها قطر بين الإخوان الإرهابية والجماعة الإيرانية، بـ"تمكين مليشيا الحوثي من حشد قواتها في جبهة الساحل الغربي لإعاقة أي انتصارات للقوات المشتركة".
4- مزاعم تميم بشأن فلسطين
في خطابه أمام العالم، زعم أمير قطر بأن الدوحة "ستواصل تقديم مختلف أشكال الدعم المادي والسياسي للشعب الفلسطيني"، بينما في العلن وقبل أيام كشف التلفزيون الإسرائيلي عن خطة أعدتها الدوحة كانت تهدف من ورائها إلى منع الفلسطينيين من الاحتجاج في يوم افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس.
وأكدت القناة الإسرائيلية العاشرة أن قطر كانت تضغط بكل السبل لإقناع تل أبيب بخطتها، مرة عن طريق اقتراح مكتوب قدمه وزير خارجيتها محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ومرة أخرى عندما حاول تميم ووزير خارجيته الاتصال هاتفيا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإقناعه.
وأشارت القناة إلى أن نتنياهو رفض التواصل معهما، كما أن الحكومة الإسرائيلية رفضت تلقي الاقتراح المكتوب الذي قدمه وزير خارجية قطر.
5- قطر وفضيحة "الفدية" في العراق
"نؤكد حرصنا على دعم العراق في عملية إعادة الإعمار والتنمية".. كلمات لا تتسق مع الدور التخريبي للدوحة في الأراضي العراقية، فقد أضحت بنكا للإرهاب فيما عرف بفضيحة "الفدية".
وسبق أن شددت الجامعة العربية على أهمية ترقية العمل العربي المشترك لمواجهة الخطر البالغ الذي يمثله توفر المال للتنظيمات الإرهابية، مما يمكنهم من التجنيد والتحريض واقتناء الأسلحة والمعدات بمختلف أنواعها ويطور من قدراتهم القتالية.
في 2017، أصدر مؤتمر باريس من أجل مناهضة الإرهاب والجريمة المنظمة ما سمي بـ"إعلان باريس"، وجاء في صدارة الإعلان دعوة المنظمات الدولية وبلدان العالم إلى تحريم دفع الفدية إلى المنظمات الإرهابية، والعمل بشكل منسق على تفعيل ذلك، وهي الجريمة التي تورطت فيها قطر.
وتحولت قطر، حسب الخبراء والمتابعين، إلى بنك خاص للإرهاب عبر دفع أموال مباشرة لدعم الإرهابيين أو تقديم فدية لهم، وقد دفعت أكثر من مليار دولار في صورة "فدية"، لإطلاق سراح أعضاء في العائلة القطرية الحاكمة كانوا يمارسون الصيد عندما قام تنظيم داعش الإرهابي بخطفهم في جنوب العراق.
6- قطر والعصف باستقرار ليبيا
ومع توالي الرسائل المتناقضة في خطابه عرج أمير قطر للحديث عن ليبيا، قائلا: "نتطلع لاستعادة الأمن والاستقرار رغم التحديات الجسيمة التي يواجهها الليبيون"، بينما بشهادة المراقبين للأوضاع في البلد الأفريقي فإن الدوحة متورطة في تدهور الأحوال هناك.
ففي أحدث تقاريرها المنشورة، رصدت "العين الإخبارية" آراء محللين عن دور قطر المشبوه في ليبيا، فقالوا إن الدوحة تنهب ثروات ليبيا بواسطة المليشيات المسلحة في طرابلس، لافتين إلى أن سبب أزمات العاصمة الليبية هو انتشار تلك المليشيات.
وقال عيسى رشوان، الخبير في الشؤون السياسية الليبية، لـ"العين الإخبارية"، إنه "يجب إخراج مؤقت لجميع مراكز المال والسلطة من مناطق نفوذ المليشيات المسلحة" من أجل تقليم أظافرهم كخطوة أولى لحل تلك المليشيات بشكل نهائي.
وأكد رشوان أن قطر تقف وراء دعم تلك المليشيات بشكل كامل، من أجل استمرار نهب الغاز الليبي، بينما تركيا تدعمها من أجل السيطرة على مراكز المال في طرابلس، ومن ثم تحويل الدولارات من ليبيا إلى أنقرة؛ للمساهمة في حل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تسبب فيها رجب طيب أردوغان.
كما أكد رشوان أن أموال ليبيا تذهب إلى أنقرة والدوحة، من خلال هذه المليشيات المسيطرة على مفاصل الاقتصاد، وأن جزءا آخر من تلك الأموال يدفعه فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، كرواتب شهرية لعناصر وقادة تلك المليشيات المسلحة المسيطرة على العاصمة.
بدوره، قال الدكتور صالح الزوبيك، المحلل السياسي الليبي أمين رابطة الإعلاميين الليبيين بالقاهرة، إن الوضع الطبيعي لحل الأزمة الأمنية في العاصمة الليبية طرابلس هو وجود مؤسسة عسكرية نظامية قوية، وشرطة مدنية ومؤسسات أمنية ذات كفاءة عالية تحفظ أمن وحياة المواطنين الليبيين.
وتفرض المليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس قيودا على عمل المؤسسات الوطنية التابعة للدولة، وعلى رأسها المؤسسة الوطنية للنفط، وتمنع وصول الوقود إلى مناطق في ضواحي العاصمة باستعمال القوة لمنع وصول شاحنات الوقود إلى مناطق حيوية.
وبدأ دور الجماعات والمليشيات المسلحة في ليبيا ينشط عام 2014، مع تشكيل الكتائب المسلحة لدعم أطراف سياسية ليبية، لا سيما جماعة الإخوان الإرهابية، التي استخدمت هذه الكتائب في تصفية الخصوم السياسيين وتنفيذ أجندات أجنبية مشبوهة.