الإمارات ترسخ يوماً بعد الآخر مكانتها كنموذج تنموي وسياسي فريد، ولا تنشغل بالحملات المغرضة التي تستهدفها
تدخل الإمارات العام الجديد 2020 بخطى ثابتة وواثقة نحو تعزيز ريادتها ومكانتها على خريطة الدول المتقدمة، مرتكزة على ما حققته من إنجازات في مختلف المجالات العام الماضي والأعوام السابقة، لتمضي برؤية قيادتها الرشيدة نحو مرحلة جديدة من مسيرتها التنموية الملهمة، تعبر من خلالها إلى المستقبل لتأمين حياة أفضل للأجيال الحالية والمقبلة. لقد جاء إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في الرابع عشر من ديسمبر/كانون الأول 2019 أن العام 2020 سيكون "عام الاستعداد للخمسين"، ليؤسس لمرحلة جديدة في مسيرة النهضة الشاملة لدولة الإمارات، هي مرحلة ما بعد عصر النفط التي تستهدف بناء اقتصاد معرفي تقوده كفاءات مواطنة متسلحة بالعلوم والمعرفة العصرية الحديثة. إن "عام الاستعداد للخمسين" لا يعبر فقط عن استراتيجية عمل وطنية طموحة للاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات في العام 2021، وما حققته من إنجازات في شتى المجالات وإنما أيضاً لوضع منهاج العمل ودستور النجاح للخمسين عاماً المقبلة؛ لأنها تدرك أن التنمية عملية مستمرة وشاملة، وتتطلَّب رؤية شاملة تربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
إن أهم ما يميز دولة الإمارات العربية المتحدة ويقف وراء نجاحاتها المختلفة هو إيمانها القوي بالعلم والتخطيط والتميز والطموح، باعتبارها تشكل أسس الانتقال الناجح للمستقبل، ولهذا فإنها منذ نشأتها في مطلع سبعينيات القرن الماضي كانت تنظر دائماً نحو المستقبل وتعمل من أجله والاستثمار فيه، فالمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وبمعاونه إخوانه من حكام الإمارات، وضعوا المرتكزات التي ضمنت لدولة الاتحاد النمو والتطور الذاتي، وجعلوا منها تجربة وحدوية يحتذى بها في البناء والتنمية وصناعة المستقبل، وتواصل الإمارات في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، هذا النهج في التنمية واستشراف المستقبل، وتعمل على ترسيخه، حتى باتت بالفعل الآن نموذجاً ملهماً للدول الرائدة في صناعة المستقبل والاستثمار فيه، من خلال خطط واستراتيجيات واضحة ومحدَّدة الأهداف، فحينما أعلنت عام 2010 عن "رؤية 2021"، فإنها كانت تستهدف أن تكون ضمن أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد، وبالفعل فقد حققت معظم أهداف هذه الرؤية، بل وتجاوزتها وليس أدل على ذلك من حصولها على المركز الأول في عشرات المؤشرات الدولية التي تقيس مستوى التطور والتنمية في دول العالم، متفوقة بذلك على العديد من الدول المتقدمة في هذا الشأن، وحينما أعلنت عام 2017 "مئوية 2071"، فإنها تؤكد أنها طموحها لا تحده سقوف، حيث تسعى كي تكون أفضل دولة في العالم وأكثرها تقدماً بحلول الذكرى المئوية لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في العام 2071.
الإمارات ترسخ يوماً بعد الآخر مكانتها كنموذج تنموي وسياسي فريد، ولا تنشغل بالحملات المغرضة التي تسستهدفها وتشكك في إنجازاتها، وتركز على المضي قدماً في صناعة المستقبل والاستثمار فيه، لأن لديها مشروع نهضوي حضاري يستهدف تعظيم مكتسباتها التنموية والحضارية خلال الخمسين عاماً المقبلة
إذا كانت تجارب التنمية والتطور في العالم من حولنا تشير إلى أنه لا يمكن لأي دولة أن تقتحم مضمار التقدم والترقي وتنجح في تحقيق أهدافها ووضع نفسها في الصفوف الأمامية على المستوى الدولي، إلا من خلال رؤية سليمة وعلمية للحاضر والمستقبل، تقوم على تحديد دقيق للإمكانات والاحتياجات، وتخطيط واضح للأهداف والطموحات، وإدراك كامل لكافة المتغيرات المحيطة إقليمياً ودولياً، والتعامل بكفاءة معها، واستثمار ما تتيحه من فرص، فإن "عام الاستعداد للخمسين"، وبما يتضمنه من استراتيجيات عمل وطنية، تتكامل فيها كافة الجهود، وتشارك في تنفيذها كافة فئات المجتمع، إنما يجسد طموح الإمارات اللامحدود في أن تكون من أفضل دول العالم خلال الخمسين عاماً المقبلة، وأكثرها تطوراً في مختلف المجالات، من أجل بلوغ أهدافها في التنمية الشاملة والمستدامة وتوفير مقومات الحياة الكريمة لأبناء وطننا الغالي في الحاضر والمستقبل.
الإمارات ترسخ يوماً بعد الآخر مكانتها كنموذج تنموي وسياسي فريد، ولا تنشغل بالحملات المغرضة التي تستهدفها وتشكك في إنجازاتها، وتركز على المضي قدماً في صناعة المستقبل والاستثمار فيه، لأن لديها مشروع نهضوي حضاري يستهدف تعظيم مكتسباتها التنموية والحضارية خلال الخمسين عاماً المقبلة، ولهذا فإنها تمثل دوماً بقعة الضوء المشرقة في عالمنا العربي، وتقدم للآخرين روشتة النجاح المضمونة في البناء والتطور والإنجاز والتميز، لأن الله حاباها بقيادة رشيدة تدرك مكانة الإمارات وتعمل على إعلاء شأنها بين الأمم في ظل بيت متوحد وشعب متماسك يجعل شعاره دائماً العمل على ريادة الإمارات وترسيخ تفوقها وتميزها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة