علم الإمارات.. للتصميم حكاية وكواليس وبطل شاب
قبل نحو 49 عاما صمم السفير عبدالله محمد المعينة علم دولة الإمارات في وقت قياسي لم يتعد 3 أيام، ونجح في التفوق على أكثر من 1000 تصميم.
وهذا الحدث الفريد، الذي شهد إعلان دولة الاتحاد في الإمارات، له حكاية وكواليس، تقصها "العين الإخبارية" احتفالا بيوم العلم الإماراتي الذي يوافق 3 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام.
موهبة وطموح
إعلان صغير عن مسابقة لاختيار أفضل علم يمثل الإمارات بالتزامن مع إعلان دولة الاتحاد قاد الشاب عبدالله محمد المعينة ابن 18 عاما لتحقيق إنجاز كبير كشف عن وجه آخر لمواهبه المتعددة.
البداية عندما اطلع المعينة، الذي أصبح فيما بعد سفيرا لدولة الإمارات لدى دولة تشيلي، على إعلان منشور بإحدى الصحف لمسابقة تدعو الفنانين من داخل وخارج الإمارات للمشاركة بإبداعهم في تصميم علم الدولة فقرر المشاركة، ويقول: "بالنسبة لي كان الإعلان فرصة اغتنمتها من دون تردد".
ورغم أن معرفته بالمسابقة جاءت متأخرة جدا، أصر على تسخير موهبته الفنية التي اكتشفها في سن صغيرة ووظف كل أدواته لإبداع تصميمه.
وقال السفير الإماراتي في حوارات سابقة عن ضيق الوقت لإنجاز المهمة: "لم أكترث بالوقت القصير المتبقي من زمن المسابقة التي لم أعلم بها إلا قبل انتهائها بـ3 أيام".
حماس الشاب لإنتاج تصميم فني يعبر عن تلك المرحلة المهمة والحساسة من تاريخ الوطن قاده لاستغلال كل دقيقة من الوقت المتبقي مؤمنا أنها فترة كافية لوصول مشاركته إلى اللجنة المختصة لاختيار العلم، فأعد عددا من النماذج والتصاميم ثم اختار 6 منها رأى أنها الأكثر ملاءمة وقدمها للجنة المعنية.
ثقة وفخر
عندما قدم المعينة تصميمه للجنة لم يستبعد اختيار عمله رغم مشاركة نحو 1030 آخرين في المسابقة، لكن صوتا ما داخله أوحى له بسؤال عن شعوره حال الفوز، "الله ألهمني بفكرة وقفت أمامها متسائلا عن شعوري في حال اختيار تصميمي علما للدولة حينها، وتصورت حينها لو تم ذلك فإن الأرض لن تسعني من الفخر والاعتزاز".
الثقة والتفاؤل كانا الدافع الأساسي لتوقع الشاب اختيار تصميمه: "لم أستبعد إطلاقاً إمكانية حدوث ذلك كوني كنت متفائلاً جداً، وواثقاً من أن علم بلادي علم دولة الإمارات سيكون من تصميم واحد من أبنائه".
الإنجاز الكبير الذي حققه ابن الإمارات لم يعلن قبل يوم 2 ديسمبر/كانون الأول 1971 عندما شاهد مع الآلاف غيره عبر وسائل الإعلام، مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو يرفع العلم على السارية في قصر الضيافة في دبي.
مشاعر الفرحة اجتاحت المعينة بمجرد أن رأى تصميمه يرفرف عاليا، وعلق في تصريحات سابقة: "هذا تكريم من رب العالمين قبل أن يكون أكبر شرف لي. الله قدّر أن يحقق أمنيتي عندما اختار القادة المؤسسون التصميم الذي تقدمت به ورفعته إلى لجنة العلم".
عبدالله المعينة حاز وقتها جائزة توازي 4 آلاف درهم، لكنه كان يؤمن بأن جائزته كانت كبيرة "فمثل هذا الشرف لا يقدر بثمن"، وفقًا لتصريح صحفي له.
فلسفة التصميم
المعينة الذي عين في عام 1972 في وزارة الخارجية الإماراتية بدرجة ملحق دبلوماسي ثم تدرج على مدار السنوات في المناصب الدبلوماسية حتى أصبح سفيرا، تحدث عن فلسفة تصميمه بعد سنوات من الحدث.
وأوضح أنه اختار مقاييس محددة للعلم، فهو مستطيل الشكل، وطوله ضعف عرضه، ومقسم إلى 4 أقسام، الأول لونه أحمر وهو الطرف الرأسي القريب من السارية وطوله بعرض العلم وعرضه مساو لربع طول العلم.
وتابع حديثه عن الأقسام الثلاثة الأخرى، موضحا أنها مستطيلات متوازية أفقية ومتساوية العرض، الأعلى أخضر والأوسط أبيض والأسفل أسود، مشيرا إلى أن الألوان تتناغم مع بيت شعر للراحل صفي الدين الحلي: "بيض صنائعنا خضر مرابعنا.. سود وقائعنا حمر مواضينا".
والصنائع هي الأعمال التي تميل للبر والخير، أما "الوقائع" فهي المعارك، بينما "المرابع" هي الأراضي الواسعة، و"المواضي" هي السيوف التي خضبتها دماء الأعداء.
aXA6IDE4LjIyMi45Mi41NiA= جزيرة ام اند امز