زيارات محمد بن زايد 2019.. شراكات استراتيجية تنشر التسامح وتعزز التنمية
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أجرى خلال عام 2019 13 زيارة رسمية وقع خلالها عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.
13 زيارة رسمية أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات، على مدار عام 2019، زار خلالها 9 دول، بحسب رصد أجرته "العين الإخبارية".
من بينها دول زارها الشيخ محمد بن زايد أكثر من مرة على مدار العام، مثل السعودية 4 مرات، ومصر مرتين، ثم زار أيضا على مدار العام كلا من باكستان وكوريا الجنوبية وألمانيا والصين وإندونيسيا وماليزيا وبيلاروسيا على التوالي.
وتكتسب زيارة ولي عهد أبوظبي لتلك الدول أهمية خاصة، كونها تجسد نجاح سياسة الإمارات القائمة على تنويع علاقاتها الخارجية وتعزيز شراكاتها الاستراتيجية مع الأشقاء العرب والقوى الإقليمية والدولية.
ونجح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال تلك الزيارات في وضع أسس وعقد اتفاقيات تعزز التعاون، بما يسهم في تحقيق نهضة الإمارات وشركائها في الدول الأخرى ورفاهية وسعادة شعوبهم.
النتائج المثمرة لتلك الزيارات، أكدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال إحدى زياراته حيث قال إنها وضعت بصمات خارطة طريق للنهوض بالعلاقات لـ100 عام مقبلة.
كما دعمت تلك الزيارات نشر قيم التسامح كأحد أهم القواسم المشتركة بين الإمارات وتلك الدول، وسط إشادة لافتة بجهود الإمارات والشيخ محمد بن زايد ومبادراته في نشر التسامح.
وقوبل الشيخ محمد بن زايد خلال تلك الزيارات باحتفاء رسمي وشعبي لافتين، أبدعت خلاله كل دولة في الترحيب به على طريقتها الخاصة.
* 4 زيارات للسعودية
4 زيارات قام بها الشيخ محمد بن زايد إلى السعودية عام 2019 ترجمة للنقلة النوعية التي تشهدها العلاقات السعودية الإماراتية، بدعم من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
أولى الزيارات، كانت في 16 أبريل/نيسان، وبحث خلالها مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر عرقة بمدينة الرياض العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين.
وبحثا خلال اللقاء تطورات الأوضاع والمستجدات التي تشهدها المنطقة والتحديات والأزمات التي تواجهها دولها وأهمية تفعيل العمل العربي المشترك في مواجهة تلك التحديات والمخاطر.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تربطهما علاقات أخوية متينة تستند إلى أسس راسخة من المحبة والاحترام.
وخلال الزيارة الثانية، ترأس الشيخ محمد بن زايد وفد الإمارات إلى القمتين الخليجية والعربية الطارئتين في مكة المكرمة 30 مايو/أيار.
وأكد أن بلاده تقف قلباً وقالباً إلى جانب السعودية في كل تحركاتها الهادفة إلى توحيد الصف والكلمة في مواجهة المخاطر والتهديدات المحيطة بدولنا وشعوبنا.
ونوه بأن انعقاد القمم الخليجية والعربية (الطارئتين) والإسلامية (العادية) في مكة المكرمة خلال هذه المرحلة الاستثنائية، وفي ظل تحديات جسيمة تشهدها المنطقة، يؤكد الدور الرائد للمملكة.
وأدانت البيانات الختامية الصادرة عن القمم الثلاث الأعمال التي قامت بها المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، من العبور بالطائرات المسيرة على محطتي ضخ نفط داخل السعودية يوم 14 مايو/أيار الماضي، وما قامت به من أعمال تخريبية طالت 4 سفن تجارية قرب المياه الإقليمية للإمارات بعدها بيومين.
وأكدت التضامن الخليجي والعربي والإسلامي مع السعودية والإمارات، وتأييدها ودعمها جميع الإجراءات والتدابير التي تتخذانها لحماية أمنهما واستقرارهما وسلامة أراضيهما.
الزيارة الثالثة كانت في 12 أغسطس/آب، وأجرى خلالها الشيخ محمد بن زايد مباحثات مع كل من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي في قصر منى بمكة المكرمة.
الزيارة الرابعة، أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الرياض في 5 نوفمبر/تشرين الثاني ، وشهد خلالها توقيع اتفاق الرياض التاريخي الذي وقّعته الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي برعاية سعودية.
وتوجت تلك الزيارات بزيارة أجراها ولي العهد السعودي لأبوظبي 27 نوفمبر/تشرين الثاني، واستمرت عدة أيام تم خلالها عقد الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي-الإماراتي.
وتم خلال الاجتماع الثاني للمجلس، الذي تأسس في مايو/أيار 2016، تبادل 4 مذكرات تفاهم في مجالات الصحة والثقافة والفضاء والغذاء واستعراض 7 مبادرات استراتيجية.
وتتضمن المبادرات السبع كلاً من التأشيرة السياحية المشتركة، تسهيل انسياب الحركة بين المنافذ الجمركية، استراتيجية الأمن الغذائي المشتركة، الأمن السيبراني، العملة الرقمية المشتركة، مشروع المصفاة العملاقة الجديد، ومجلس الشباب السعودي-الإماراتي.
وتعكس الزيارات المتبادلة والمباحثات المتواصلة بين قادة البلدين في وقت قريب وقصير، الحرص المتبادل بين الجانبين على التواصل والتباحث وتبادل الرؤى وتنسيق الجهود وتعزيز العلاقات الاستراتيجية بينهما.
كما تعد تلك الزيارات محطات مهمة على طريق التكامل والتشاور المستمر بين البلدين الشقيقين، بعد أن أضحى "التنسيق السعودي الإماراتي" نموذجا استثنائيا في بناء الشراكات الاستراتيجية بين الدول.
زيارتان لمصر
أيضا أجرى الشيخ محمد بن زايد زيارتين لمصر خلال 2019، إحداهما في 27 مارس/آذار والأخرى في مايو/أيار.
وخلال الزيارة الأولى، شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في قصر رأس التين توقيع 3 مذكرات تفاهم بين البلدين بهدف تطوير ورفع مستوى التعاون والعمل المشترك بين البلدين الشقيقين وتأطير وتنسيق مختلف جوانبه.
كما أجرى الزعيمان مباحثات بشأن تعزيز العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ورحب الرئيس المصري بزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لمصر، مؤكدا أن الزيارة تمثل دفعا قويا لمسار علاقات التعاون والعمل المشترك بين البلدين في مختلف الجوانب.
بدوره، أكد الشيخ محمد بن زايد حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز تعاونها مع جمهورية مصر العربية والأشقاء العرب للعمل على عودة الاستقرار والأمن والسلام إلى ربوع المنطقة.
الزيارة الثانية جرت في 15 مايو/أيار، وبحث خلالها الشيخ محمد بن زايد والرئيس المصري العلاقات الأخوية وسبل تعزيزها إضافة إلى مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتُعد هذه الزيارة هي الثالثة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مصر منذ تولي السيسي الحكم لفترة رئاسية ثانية في يونيو/حزيران 2018، وهي أيضاً الثالثة عشرة منذ 2014.
وتوج عام 2019 بزيارة قام بها الرئيس السيسي للإمارات 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، واستغرقت يومين.
وقلّد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرئيس السيسي "وسام زايد"، تقديرا للعلاقات التاريخية والوطيدة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وتثمينا لدوره في دعم وترسيخ تلك العلاقات على جميع الأصعدة.
كما شهدت الزيارة توقيع العديد من الاتفاقيات المهمة بين الجانبين، والتي تأتي في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الإمارات ومصر.
ويعد اللقاء الذي جمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس السيسي هو الثاني والعشرين بينهما، وهو ما يعكس العلاقات الثنائية الأخوية الاستثنائية.
* باكستان .. أول زيارة رسمية في 2019
وفي 6 يناير/كانون الثاني 2019، أجرى ولي عهد أبوظبي زيارة إلى باكستان أجرى خلالها مباحثات مع عمران خان رئيس وزراء باكستان ركزت على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.. إضافة إلى تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة.
وكانت دولة الإمارات قد أعلنت قبل أيام من الزيارة عن وديعة بقيمة 3 مليارات دولار في المصرف المركزي الباكستاني دعما للاقتصاد المحلي.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال تلك الزيارة: "علاقتي الشخصية بباكستان علاقة قديمة منذ الطفولة وأنا محظوظ اليوم أن تكون أول زيارة رسمية لي في بداية عام 2019 إلى جمهورية باكستان الصديقة.. تمنياتي للحكومة والشعب الباكستاني كل خير ونجاح".
وأكد عمران خان أن للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مكانة خاصة في قلب كل باكستاني ويبقى في الذاكرة ولا يمكن نسيانه، وجدد شكره وتقديره للدعم الذي قدمته مؤخرا دولة الإمارات العربية المتحدة.
* كوريا الجنوبية.. 12 اتفاقية وتطوير للشراكة
كما أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارة إلى كوريا الجنوبية يومي 26 و27 فبراير/شباط، أجرى خلالها مباحثات مهمة مع عدد من المسؤولين على رأسهم رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن.
وتم خلال الزيارة توقيع 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين البلدين في مختلف المجالات، من بينها اتفاقية لبناء أكبر مشروع عالمي لتخزين النفط في الإمارات.
كما زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كلا من النصب التذكاري في "مقبرة سيؤول الوطنية"، ومركز أبحاث وتطوير أشباه الموصلات في شركة سامسونج للإلكترونيات، ومقر الجمعية الوطنية "البرلمان الكوري".
وقد حرص الكوريون الجنوبيون، قيادة وشعبا، على الاحتفاء بولي عهد أبوظبي بلفتات ترحيبية خاصة خلال يومي الزيارة، كان أبرزها قيام مجموعة من الطلبة الكوريين بارتداء الزي الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وصدر في ختام الزيارة بيان مشترك كان بمثابة خارطة طريق تحدد ملامح تطوير "الشراكة الاستراتيجية الخاصة" التي تربط البلدين خلال الفترة المقبلة، ومواقفهما من مختلف قضايا العالم والمنطقة.
وأعرب الجانبان في البيان عن رضاهما عن تعزيز العلاقات في مجموعة من المجالات بما فيها الاقتصاد والدفاع والعلوم والثقافة والتعليم، وذلك منذ إنشاء "الشراكة الاستراتيجية الخاصة" بين البلدين.
وأكد الجانبان أهمية توسيع الشراكة النووية الاستراتيجية واستكشاف فرص التعاون المحتمل في دول أخرى.
كما أكدا أهمية التعاون في الصناعات ذات القيمة المضافة الأعلى في خضم الثورة الصناعية الرابعة.
واتفق الجانبان على تنويع تعاونهما في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، والمدينة القائمة على الطاقة الهيدروجينية، والبنية التحتية للمدن الذكية، وأشباه الموصلات، واتصالات الجيل الخامس، والزراعة، والرعاية الصحية، والعلوم والتكنولوجيا، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، والفضاء، وبراءات الاختراع، والسلامة العامة، والذكاء الاصطناعي.
واتفق البلدان على تأسيس شراكة تؤدي دورا رائدا في السلام والاستقرار الإقليميين.
وقال البلدان في البيان إنه "باعتبارهما دولتين تؤديان دوراً رائداً في تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين، فقد أعرب الجانبان عن تصميمهما على تعزيز التعاون في القضايا العالمية بوصفهما شريكين يحملان قيم السلام نفسها والتسامح والتعايش".
* ألمانيا.. خارطة طريق لـ15 عاما مقبلة
كما زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ألمانيا يومي 11 و12 يونيو/حزيران، وأجرى مباحثات مع عدد من المسئولين على رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وتناولت المباحثات تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين.. إضافة إلى عدد من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأشار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أن العلاقات الإماراتية-الألمانية قوية ومتنوعة ومتنامية، ونوه بأن ثمة توافقاً بين البلدين حول ضرورة الحفاظ على الأمن الإقليمي، وضمان سلامة الملاحة الدولية.
من جانبها، أشارت مستشارة ألمانيا إلى حرص بلادها على توثيق روابط الصداقة مع دولة الإمارات، والتطلع إلى مزيد من التعاون في المجالات التي تخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين.
وأكدت الإمارات وألمانيا في بيان مشترك التزامهما المشترك بمكافحة التطرف والإرهاب بجميع أشكاله، على الصعيدين الإقليمي والدولي.
كما أكدا التزامهما "بتعزيز شراكتهما الاستراتيجية"، وذلك عبر العمل على الارتقاء بالعلاقة إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية الشاملة".
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "إن الزيارة إلى ألمانيا تؤكد أن لدينا خريطة طريق جديدة.. 15 سنة مقبلة.. نتطلع إلى أن يتضاعف التبادل التجاري بصورة أكبر".
* الصين وإندونيسيا وماليزيا
ونهاية يوليو/تموز، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، زيارة لكل من الصين وإندونيسيا وماليزيا على التوالي.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد، خلال الفترة من 21 إلى 23 يوليو/تموز، مباحثات ولقاءات مع كل من الرئيس الصيني شي جين بينغ، ونائبه وانغ تشي شان، ورئيس مجلس الشعب لي شان زو، ورئيس مجلس الدولة وولي كه تشيانغ توجت بنتائج مثمرة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية.
وشهدت الزيارة عقد المنتدى الإماراتي الصيني، وتوقيع العشرات من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجانبين.
كما زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان النصب التذكاري لأبطال الشعب الصيني في ساحة تيانانمن التاريخية؛ تقديرا منها لتاريخه وثقافته.
واختتمت الزيارة بإصدار بيان مشترك، كان بمثابة خارطة طريق ترسم ملامح العلاقات المستقبلية بين الدولتين وآفاق تطويرها، ويبرز الرؤى المشتركة بين الدولتين إزاء قضايا المنطقة والعالم.
وحظي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بحفاوة بالغة على الصعيدين الرسمي والشعبي، وسط حرص كامل من المسؤولين الصينيين عن الإعراب عن تقديرهم لتلك الزيارة التاريخية، التي تزامنت مع مرور 70 عاماً على تأسيس جمهورية لصين، ومرور 35 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين أبوظبي وبكين.
وتم الاحتفاء بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان أكاديميا بمنحه شهادة "بروفيسور فخرية" من جامعة تسينغهوا الصينية العريقة تقديرا لجهوده في دعم العلوم وتعزيز علاقات البلدين.
النتائج المثمرة للزيارة، أكدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حيث قال إنها وضعت بصمات خارطة طريق للنهوض بالعلاقات بين البلدين لـ100 عام مقبلة.
المباحثات المثمرة، تكللت بتوقيع عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في مختلف المجالات، سواء على الصعيد الحكومي أو القطاع الخاص.
وينتظر أن تعزز تلك الاتفاقيات الشراكة بين الجانبين، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي، في ظل مبادرة "حزام واحد-طريق واحد" التي أطلقتها بكين منذ سنوات، وخصوصا أن المقومات التي تملكها الإمارات تجعلها طرفاً فاعلاً في المبادرة ومحطة أساسية من محطاتها.
وتعد الصين الشريك التجاري الأهم للإمارات في التجارة السلعية غير النفطية، حيث تستحوذ على ما نسبته 9.7% من إجمالي التجارة غير النفطية للإمارات خلال 2018، وبقيمة تتجاوز 43 مليار دولار.
وشكلت التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات مع الصين خلال العام الماضي ما نسبته 16% من إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات مع دول قارة آسيا.
وبعد زيارة للصين استمرت 3 أيام، جاءت زيارة ولي عهد أبوظبي لجاكرتا 24 يوليو/تموز في إطار حرص الإمارات على بناء علاقات من الشراكة القوية مع إندونيسيا.
وتم خلال الزيارة توقيع 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة تتجاوز 9.7 مليار دولار عقب جلسة مباحثات رسمية.
وحظي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان باحتفاء رسمي وشعبي لافت منذ وصوله إلى العاصمة الإندونيسية جاكرتا.
المباحثات التي أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في قصر بوغور الرئاسي عكست بشكل واضح حرص قيادتي البلدين على الارتقاء بمسار هذه العلاقات، وتوسيع آفاق ومجالات التعاون والعمل المشترك بينهما في مختلف المجالات.
كما أظهرت أيضا توافق رؤى الدولتين فيما يتعلق بمحاربة آفتي التطرف والإرهاب، والعمل معا على ترسيخ ونشر قيم التسامح، وضرورة مضاعفة المجتمع الدولي جهوده لتحقيق السلام والأمن في المنطقة والعالم.
وأكد الجانبان حرص دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية إندونيسيا على توسيع آفاق ومجالات التعاون والعمل المشترك بينهما.
وفي لفتة ذات مغزى، غرس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الإندونيسي شجرة في حديقة القصر للدلالة على عمق وتجذر العلاقات بين البلدين.
وبزراعة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تلك الشجرة فإنه يضع بذرة جديدة لتحقيق التعاون والتكامل، في إطار سياسة الدولة بتنويع العلاقات وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع القوى الإقليمية والدولية.
وتشكل الإمارات وإندونيسيا نموذجيين حقيقيين في مجال تطبيق مفاهيم التسامح، حيث نجحت إندونيسيا في صهر التعدد العرقي واللغوي والديني الناتج عن طبيعة الجمهورية التي تتشكل من أرخبيل يضم أكثر من 17 ألف جزيرة، يتحدث سكانها بأكثر من 700 لغة، إلى فرص تخدم أهدافها التنموية، وهو ذات النموذج الذي قدمته الإمارات.
وتعد الإمارات واحة للإنسانية والتسامح ونموذجا يحتذى به، حيث تحتضن أكثر من 200 جنسية من مختلف الأديان والثقافات يعيشون على أراضيها بانسجام ووئام، ويضمن القانون الحق للمقيمين في استخدام مرافق الدولة الصحية والتعليمية والثقافية والترفيهية أسوة بمواطنيها دون أي تمييز.
كما أجرى الشيخ محمد بن زايد زيارة إلى ماليزيا في 30 يوليو/تموز، أجرى خلالها مباحثات مع مهاتير بن محمد رئيس وزراء ماليزيا لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وفرص تنميتها إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وحضر المراسم الرسمية لتنصيب السلطان عبدالله رعاية الدين المصطفى بالله شاه ملكا لماليزيا والتي جرت في القصر الوطني في العاصمة "كوالالمبور".
* بيلاروسيا.. انفتاح وتعاون
كما أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارة إلى بيلاروسيا في 13 سبتمبر/أيلول، أجرى خلالها مباحثات مع أليكسندر لوكاشينكو رئيس بيلاروسيا تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية ومجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وبحث الجانبان خلال الجلسة فرص وإمكانات توسيع التعاون بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين.
كما استعرض ورئيس بيلاروسيا عددا من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال جلسة المباحثات أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتبنَّى سياسة خارجية تقوم على الانفتاح والتعاون والشراكة على المستويَين الإقليمي والعالمي.
من جانبه، أكد الرئيس البيلاروسي اهتمام بلاده بتوسيع وتنويع آفاق تعاونها مع دولة الإمارات العربية المتحدة في المجالات المختلفة، في ظل ما تشهده هذه العلاقات من تقدم.
تلك الزيارات وما صاحبها من مباحثات وما نتج عنها من اتفاقيات في مجالات مختلفة، ينتظر أن تسهم في تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين الإمارات وتلك الدول، وتفتح مجالات جديدة للاستثمار وتعزيز التعاون الدولي على جميع الأصعدة.