الإمارات والأمطار التاريخية.. مواجهة مثالية تعيد الحياة لطبيعتها
صورة مثالية متكاملة رسمتها الإمارات قيادة وحكومة وشعباً في مواجهة الأمطار الغزيرة القياسية التي شهدتها البلاد، وتعد الأعلى منذ بدء تسجيل البيانات المناخية قبل 75 عاماً.
أسهمت تلك الجهود المثالية المتكاملة في إعادة الحياة لطبيعتها في وقت قياسي، واستمرار وتيرة الحياة الاقتصادية والاجتماعية، والتقليل من الأضرار، وحماية الأرواح والممتلكات، وإحباط محاولات المتصيدين في الماء العكر، الذين يتربصون بالإمارات وردياتها ونهضتها.
قدمت الإمارات في مواجهتها لتلك الأمطار التي لم تشهدها في تاريخها نموذجا ملهما لمختلف دول العالم في مواجهة أي ظروف مناخية طارئة، كما ينبغي أن تكون.
وشهدت دولة الإمارات هطول أمطار غزيرة خلال الأيام الماضية، بلغت ذروتها يوم الثلاثاء 16 أبريل/نيسان الجاري، حيث تم تسجيل أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث، منذ بدء تسجيل البيانات المناخية في عام 1949.
البنية التحتية
لم تبدأ جهود الإمارات في المواجهة مع هطول الأمطار الغزيرة على الدولة أو حتى قبيل وصولها بساعات، بل بدأت قبل ذلك بسنوات، بإعداد بنية تحتية على أحدث مستوى.
تضم تلك البنية التحتية شبكة طرق حديثة مزودة بأنظمة تصريف أمطار، سرعان ما استوعبت كمية الأمطار الهائلة التي شهدتها البلاد.
ومع مستجدات الحالة المطرية، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بسرعة العمل على دراسة حالة البنية التحتية في مختلف مناطق الدولة، وحصر الأضرار التي سببتها الأمطار الغزيرة القياسية التي شهدتها البلاد والتي تعد الأعلى منذ بدء تسجيل البيانات المناخية في عام 1949.
الإنذار المبكر
الخطوة الثانية في مواجهة تلك الأمطار الغزيرة، جاءت عبر عملية الإنذار المبكر، حيث حذر المركز الوطني للأرصاد منذ يوم الأحد الماضي من أن الدولة ستتأثر بحالة عدم استقرار جوي نتيجة امتداد منخفض جوي سطحي من الجنوب الغربي يصاحبه رياح جنوبية شرقية رطبة، مع امتداد منخفض جوي علوي مصاحباً لتيار هوائي من الشمال الغربي.
خطط متكاملة
أعقب عملية الإنذار المبكر إعداد خطط متكاملة على أكثر من مستوى، من أبرزها:
- اتخاذ قرارات بتحويل الدراسة عن بعد حفاظاً على سلامة الطلبة والهيئة التدريسية.
- إعلان جاهزية مختلف الجهات كل فيما يخصه لمواجهة تلك الظروف المناخية.
على سبيل المثال، أكدت القيادة العامة لشرطة أبوظبي يوم الإثنين جاهزيتها للتعامل مع تقلبات الحالة الجوية التي تشهدها أبوظبي، بالتعاون مع جميع الجهات المعنية في الإمارة، للحفاظ على سلامة المجتمع وحماية الأرواح والممتلكات.
وأوضحت أنها فعَّلت خططها للطوارئ، ونشرت دورياتها المساندة واتخذت العديد من التدابير الوقائية المتمثلة في تعزيز الكوادر البشرية في غرف العمليات.
ودعت القيادة العامة لشرطة أبوظبي وهيئة أبوظبي للدفاع المدني الجمهور إلى أخذ جميع تدابير الحيطة والحذر ومتابعة نشرات المركز الوطني للأرصاد الجوية والمصادر الرسمية.
بدورها رفعت دائرة الطاقة وشركات قطاع الطاقة ممثلة بشركات التوزيع والنقل والتحكم جاهزية فرق الطوارئ والصيانة العاجلة والاستجابة السريعة لجميع البلاغات المتعلقة بانقطاعات الكهرباء الناجمة عن تقلبات الحالة الجوية.
وخصصت الدائرة جميع الموارد اللازمة للاستجابة السريعة، ووضعت جميع الإمكانيات، من مولدات احتياطية وصهاريج مياه، على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم ومساندة جهود الجهات المحلية.
وبثت الدائرة وشركات قطاع الطاقة الرسائل التوعوية للجمهور عن كيفية التعامل مع هذه الظروف للمحافظة على سلامة تمديدات الكهرباء في المنازل والمنشآت.
الوعي والمسؤولية
أيضا هناك بعد مهم آخر يرتبط بنجاح خطط الإمارات في مواجهة الأمطار الغزيرة، يتعلق بالوعي والمسؤولية والمبادرات الفردية التي أظهرها المواطنون والمقيمون في مواجهة تلك الظروف المناخية، إما بدعم بعضهم بعضا، وإما المبادرة بإزالة أي عراقيل تقف أمام شبكة تصريف الأمطار.
مبادرات تكشف حجم المودة والحب التي يكنها جميع من يعيش على أرض تلك الدولة لها، بعد أن عاشوا جميعا في مناخ يسوده الوئام والتسامح على أراضيها.
وقد أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أن سلامة المواطنين والمقيمين وأمنهم تأتي على رأس أولويات حكومة الإمارات.
وأعرب عن تقديره لمستوى الوعي والمسؤولية التي تحلى بها الجميع خلال الظروف المناخية التي شهدتها البلاد.
وأثنى على التعاضد المجتمعي الكبير الذي أظهره مجتمع دولة الإمارات أثناء الحالة الجوية، الذي يجسد القيم الراسخة لمجتمع الدولة.
الإدارة المثالية
الأمر لم يتوقف على الإنذار المبكر والخطط المتكاملة، بل أهم من ذلك الإدارة المثالية لتلك الخطط، والتجاوب مع حالة الإنذار، وهو نجحت الإمارات به باقتدار.
وظهرت الإدارة المثالية لمختلف الجهات المعنية بمواجهة تلك الظروف في عملية الإنقاذ والإجلاء وإزالة آثار الأمطار.
وثمن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جهود جميع العاملين في فرق الطوارئ والأزمات الوطنية والمحلية والجهات المختصة في إدارة عمليات الإنقاذ والإجلاء خلال الأمطار والسيول والظروف المناخية الصعبة التي شهدتها الدولة مما كان له كبير الأثر في الحفاظ على الأرواح والممتلكات.
وسجل رجال الأمن مبادرات إنسانية تحتذى في هذا الجانب، من أبرزها قيام شرطي في لفتة إنسانية مهمة بإنقاذ قطة عالقة على باب سيارة، تشبثت به خوفاً من السقوط في بحيرة أمطار كادت تفتك بحياتها.
استمرار مسيرة الإنجازات
مواكبة لتلك الظروف استمرت مسيرة الإنجازات في دولة الإمارات على أكثر من صعيد، لمواصلة مسيرة التنمية والنهضة التي تشهدها الدولة، وعلى سبيل المثال استضافة الإمارات خلال الفترة من 16 إلى 18 أبريل/نيسان الجاري القمة العالمية لطاقة المستقبل، في العاصمة أبوظبي.
دبي مول.. استقبال الآلاف
واستقبل دبي مول آلاف الزوار من المقيمين بدولة الإمارات العربية المتحدة والسياح، حيث يُعد الأكثر زيارةً في العالم.
جاء هذا في ظل ما شهدته دولة الإمارات من هطول أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث منذ بدء تسجيل البيانات المناخية عام 1949.
ورغم أجواء الطقس فإنها لم تمنع من زيارة المواقع السياحية والترفيهية بدبي، حيث استمرت حالة الإقبال على مول دبي لممارسة هواية التسوق المفضلة لدى الزوار في هذه المدينة النابضة بالحياة دائماً.
عودة الحياة لطبيعتها
تكللت تلك الجهود والخطط والإجراءات بنجاح الإمارات في إعادة الحياة لطبيعتها في وقت قياسي، خلال ساعات معدودة، وإزالة مختلف تداعيات الظروف المناخية وتجمعات الأمطار.
ونجحت جهود إزالة آثار المنخفض الجوي الذي شهدته الدولة في زمن قياسي، وأصبحت الطرق مهيأة بنسبة 100%.
aXA6IDMuMTQ0LjExNS4xMjUg جزيرة ام اند امز