«مدينة الإمارات الإنسانية».. واحة إغاثة تخفف أوجاع المكلومين حول العالم
تستضيف "مدينة الإمارات الإنسانية" العشرات من أهالي قطاع غزة الموجودين في الإمارات حاليا لتلقي العلاج أو مرافقة ذويهم المرضى.
جهود إماراتية تتواصل ضمن ملحمة سياسية وإنسانية يقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، لدعم غزة والقضية الفلسطينية.
الاستضافة تعد محطة إغاثية جديدة في تاريخ المدينة التي تأسست في أبوظبي مارس/آذار عام 2020، التي أضحت معلما بارزا في تاريخ الإنسانية، يشهد منذ تأسيسه على مواقف العطاء الإماراتية التي ترسخ مكانة دولة الإمارات كعاصمة للإنسانية سباقة في مد يد العون للمكلومين والمحتاجين حول العالم.
من داخل تلك المدينة خرجت رسائل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الإنسانية التي طمأن بها العالم أجمع، حين قال "دولة الإمارات ستظل رمزا للعون والنجدة في أوقات الشدة ومصدر إلهام في العمل الإنساني".
وأكد أنها "لن تدخر جهدا في الوفاء برسالتها الإنسانية والمنطلقة من قيم العطاء وعمل الخير وترسيخ الأخوة الإنسانية والتضامن مع الشعوب خلال مختلف الظروف والتحديات".
رسائل تطبقها الإمارات على أرض الواقع على مدار الساعة، وهو ما تؤكده المواقف والأزمات التي يمر بها العالم، سواء كانت أوبئة أم كوارث طبيعية أم حروبا وأزمات سياسية.
وتعد مدينة الإمارات الإنسانية شاهدة على تلك الجهود، منذ تأسيسها عام 2020 لاستضافة المئات من رعايا الدول الشقيقة والصديقة التي تم إجلاؤهم من مقاطعة هوباي الصينية بؤرة تفشي وباء كورونا المستجد "كوفيد-19"، بناءً على طلب حكوماتهم حتى عودتهم لبلادهم.
ومرورا باستضافتها عائلات أفغانية تم إجلاؤها من بلادهم في طريقها إلى دول أخرى إبان سيطرة حركة طالبان على الحكم واضطراب الأوضاع آنذاك في أغسطس/آب 2021، ووصولا إلى استضافة العشرات من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان الذين وصلوا إلى دولة الإمارات، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم العلاج والرعاية الصحية لـ1000 طفل فلسطيني من الجرحى و1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة في مستشفيات الإمارات، تجسيداً لنهج دولة الإمارات الإنساني الراسخ في الوقوف إلى جانب الأشقاء ومد يد العون لهم في مختلف الظروف.
الدفعة الـ13
ووصلت فجر السبت الدفعة الثالثة عشرة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان في إطار تلك المبادرة.
وحطّت الطائرة القادمة من مطار العريش في جمهورية مصر العربية في مطار زايد الدولي وعلى متنها 98 شخصاً، منهم 40 من الأطفال الذين هم في أمسّ الحاجة للمساعدة الطبية ممن يعانون من إصابات وحروق شديدة، ومن مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى علاج حثيث، مع 58 مرافقاً من عائلاتهم.
ومع وصول الدفعة الجديدة من الجرحى والمصابين مع مرافقيهم بلغ مجموع الذين استقبلتهم مستشفيات دولة الامارات 1,154 مريضا ومرافقا، من بينهم 585 من الأطفال الجرحى ومصابي مرضى السرطان بالإضافة إلى 569 مرافقا.
أهل غزة وأطفالها
وفور وصول الطائرة قامت الفرق الطبية بعملية نقل الجرحى والمصابين التي تستدعي حالاتهم نقلهم بشكل فوري إلى المستشفيات لتلقي الرعاية الصحية، فيما تم نقل بقية الحالات والمرافقين إلى مدينة الإمارات الإنسانية مقر إقامتهم.
وأشار مبارك القحطاني، المتحدث الرسمي باسم مدينة الإمارات الإنسانية، إلى أن ضمن عملية تصنيف الحالات القادمة من قطاع غزة تم تخصيص مرافق في المدينة للحالات التي لا تستدعي الإقامة في المنشآت الصحية ومرافقيهم.
وأكد أن المدينة تعمل وفق أعلى معايير الأمن والسلامة، بما يحقق أقصى درجات الراحة لضيوف دولة الإمارات.
وبين القحطاني أن المدينة تضم مركزاً للصحة الوقائية مجهزا بأحدث المعدات الطبية، وقد تم تجهيزه وفق أعلى المعايير التي تراعي في تصميمه الخصوصية وتوفير الراحة والدعم النفسي للضيوف.
كما وفرت إدارة المدينة حضانة للأطفال، وبرامج متخصصة للتعليم المدرسي والجامعي ليواصل الأشقاء من الطلبة الفلسطينيين استكمال تحصيلهم الأكاديمي.
وأشار إلى توفير البرامج الترفيهية المتعددة للفئات العمرية كافة في المرافق الخارجية والقاعات الداخلية المجهزة بوسائل ترفيهية متطورة، والأنشطة التي تعزز التفاعل الاجتماعي، والتي تنظمها المدينة بشكل دوري بالتعاون مع شركائها، في إطار الدعم النفسي وتوفير بيئة ومجتمع يتمتع بالراحة والاحتواء والاستقرار.
يأتي ذلك تجسيداً لمواقف الإمارات الأصيلة ونهجها الراسخ تجاه دعم الأشقاء ومد يد العون لهم في مختلف الظروف.
تأتي مبادرة استضافة الأطفال من قطاع غزة وتقديم الرعاية الطبية والصحية لهم، ضمن الجهود المتواصلة التي تقوم بها دولة الإمارات في تقديم الإغاثة للشعب الفلسطيني الشقيق خاصة الأطفال استجابة للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمرون بها.
مبادرة تلو أخرى تشهدها المدينة الإنسانية بأبوظبي تجسد حرص دولة الإمارات الدائم على دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة، وتؤكد نهج العمل الإنساني الراسخ الذي يعد ركيزة أساسية من ركائز السياسة الإماراتية التي لطالما أكدت قيادتها ضرورة مد يد العون والمساعدة للشعوب كافة التي تمر بظروف صعبة.
استضافة آلاف الأفغان
استضافة أهالي غزة بالمدينة أعاد تذكير العالم بالدور نفسه الذي قامت به الإمارات حينما استضافت مدينة الإمارات الإنسانية آلاف الأفغان الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان في طريقها إلى دول أخرى، عقب سيطرة حركة طالبان على الحكم في أغسطس/آب 2021.
وحرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بنفسه آنذاك على تفقد مدينة الإمارات الإنسانية والاطلاع على الخدمات المقدمة للعائلات الأفغانية.
ووجه بتقديم جميع أشكال الدعم والمساندة إلى ضيوف دولة الإمارات، بما يوفر لهم سبل الراحة والطمأنينة خلال إقامتهم في المدينة ويضمن صون كرامتهم الإنسانية، كما أمر بتقديم مساعدات مادية إلى جميع الأفراد بما يعينهم على رحلتهم القادمة.
ولعبت دولة الإمارات دوراً مهماً وأساسياً في إجلاء نحو 40 ألف شخص من الأفغان والرعايا الأجانب عقب سيطرة حركة طالبان على الحكم أغسطس/آب 2021، بما في ذلك رعايا كل من فرنسا والمملكة المتحدة واليابان وأستراليا والولايات المتحدة ونيوزيلندا ولاتفيا وإسبانيا والمكسيك.
أيضا سيرت الإمارات جسرا جويا لنقل المساعدات الإغاثية والإنسانية لأفغانستان.
وعلى أثر هذه الجهود الاستثنائية، توجه الشعب الأفغاني وحركة طالبان بالشكر للإمارات.
كما قام الكثير من قادة دول العالم بتوجيه الشكر للإمارات، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقادة إسبانيا وأستراليا والمملكة المتحدة وفرنسا ونيوزيلندا على جهودها في مساعدتهم على إجلاء رعايا بلادهم من أفغانستان.
العائدون من الصين
أيضا سبق أن استضافت المدينة الإنسانية بأبوظبي، في 4 مارس/آذار 2020، رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة بعد الإجلاء من مقاطعة هوباي الصينية بؤرة تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، بناء على طلب حكوماتهم وإعلاء قيم الإمارات الإنسانية القائمة على مد يد العون والمساعدة والتضامن مع الشعوب والمجتمعات في الأزمات والكوارث.
محطات متتالية تؤكد ريادة الإمارات في العمل الإغاثي، وتثبت عبرها الإمارات وقيادتها الرشيدة أنها ستبقى على الدوام في مقدمة الدول في تقديم المساعدات الإنسانية لكافة شعوب العالم.
وفزع أبناء الإمارات بناء على توجيهات القيادة الرشيدة لتجهيز مدينة الإمارات الإنسانية ورفدها بالأثاث اللازم، إضافة إلى تأسيس مركز للصحة الوقائية في زمن قياسي خلال 48 ساعة، ما يؤكد قدرة الإمارات وإمكاناتها في التعامل مع الحالات الطارئة وأن نهج العطاء الذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إرث إنساني راسخ ينهل منه أبناء الإمارات لخدمة الإنسانية جمعاء ونجدة الأشقاء والأصدقاء في الظروف الحرجة.
وتم تجهيز مدينة الإمارات الإنسانية وفق أرقى المعايير التي تراعي في تصميمها الخصوصية وتوفر وسائل الترفيه للأطفال والكبار في الساحات الخارجية التي تكتسي الأخضر والأماكن الداخلية المجهزة بوسائل الترفيه، فيما تلبي المدينة أفضل معايير الأمن والسلامة لضمان راحة الأشقاء والأصدقاء في وطنهم الثاني الإمارات عنوان الإنسانية.
وتضم الساحات الخارجية لمدينة الإمارات الإنسانية العديد من الملاعب ووسائل الترفيه المخصصة للأطفال والكبار فيما تم تجهيز المدينة من الداخل وفرشها بالأثاث، إضافة إلى تأسيس مركز للصحة الوقائية وتوفير كافة الوسائل اللازمة للإعاشة من الدواء والغذاء وغيرها من المستلزمات المعيشية الضرورية.
وتكاتفت الجهود الوطنية المشتركة والجهات الحكومية والخاصة في دولة الإمارات لإنجاز هذه المبادرة الإنسانية في زمن قياسي ما يجسد نهج الإمارات الراسخ في العطاء والتلاحم والتآزر لخدمة الإنسانية والوقوف إلى جوار الأشقاء والأصدقاء والتضامن معهم في الظروف الصعبة.
aXA6IDE4LjIyMS4xMi42MSA= جزيرة ام اند امز