«1-3-9-13».. غزة تفك شفرة أرقام الإمارات الإنسانية.. شكرا محمد بن زايد
"1-3-9-13".. شفرة أرقام إماراتية إنسانية لدعم غزة، تتغير على مدار الساعة، لكل رقم منها دلالة.
يدرك معنى تلك الأرقام ودلالاتها أهل غزة، وهم يتابعون تلك الأرقام التي ترتفع يوميا، مرددين: "شكرا الإمارات.. شكرا محمد بن زايد آل نهيان".
أرقام تعبر عن مدى التقدم التي تحرزه كل مبادرة من نحو 14 مبادرة إماراتية لدعم غزة على مدار الساعة.
فعلى مدار ساعات معدودة، كانت الشفرة "1-3-9-13"، وهو رقم يعبر عما أنجزته مبادرات الإمارات الإنسانية في 24 ساعة فقط.
فك الشفرة
أما الرقم "9" فيشير إلى تنفيذ وزارة الدفاع الإماراتية، السبت، عملية الإسقاط التاسعة للمساعدات الإنسانية والإغاثية على شمال قطاع غزة عبر مبادرة "طيور الخير"، التي تعد إحدى مبادرات "عملية الفارس الشهم 3" والتي انطلقت بتاريخ 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بناء على أوامر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويشير الرقم "1" إلى وصول أول سفينة مساعدات إلى غزة بدعم إماراتي عبر مبادرة الممر البحري من قبرص، يوم الجمعة الماضي، فيما يشير الرقم "3" إلى العمل حاليا على تجهيز سفينة ثالثة لتقديم المساعدات الإنسانية تنطلق من الإمارات للأشقاء في غزة عبر مدينة العريش المصرية.
فيما يعني الرقم "13" وصول الدفعة الثالثة عشرة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان إلى دولة الإمارات، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم العلاج والرعاية الصحية لـ1000 طفل فلسطيني من الجرحى و1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة في مستشفيات الإمارات، تجسيداً لنهج دولة الإمارات الإنساني الراسخ في الوقوف إلى جانب الأشقاء ومد يد العون لهم في مختلف الظروف.
رحلة رافقتها "العين الإخبارية" من العريش إلى الإمارات ونقلت من خلالها مشاعر الوفاء والتقدير التي يحملها أهل غزة للإمارات وقيادتها على دعمها المستمر.
لغة الأرقام
وكل رقم من تلك الأرقام يحمل معنى آخر بلغة الأرقام، فالرقم واحد يشير إلى وصول 200 طن من الإمدادات الغذائية والإغاثية عبر أول سفينة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، بالتعاون بين دولة الإمارات ومؤسسة المطبخ المركزي العالمي (وورلد سنترال كيتشن) وجمهورية قبرص، عبر الممر البحري بين قبرص وغزة انطلاقاً من ميناء لارنكا.
يأتي الممر البحري ضمن الجهود الحثيثة لزيادة تدفق المساعدات إلى غزة عبر كافة الطرق الممكنة.
ودعما لتلك الجهود، استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مساء أمس السبت، إيرين غور الرئيسة التنفيذية لمؤسسة المطبخ المركزي العالمي "وورلد سنترال كيتشن" الأمريكية.
وبحث الجانبان، خلال اللقاء الذي جرى في قصر الوطن في أبوظبي، مواصلة التعاون بين الجهات المعنية في دولة الإمارات والمؤسسة للاستجابة للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وضمان إيصال مزيد من المساعدات الإغاثية الكافية إلى القطاع جواً وبراً وبحراً.
وتطرق الجانبان في هذا السياق إلى الجهود التي بذلتها دولة الإمارات لحشد الدعم لمبادرة الممر البحري "أمالثيا" لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإنجاحها.
من جانبها، ثمنت إيرين غور جهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومبادرات دولة الإمارات في تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرة إلى التعاون المثمر مع دولة الإمارات في هذا الشأن.
والرقم 3 يعني أيضا تجهيز 4 آلاف و500 طن من المواد الإغاثية المتنوعة لدعم الأشقاء في غزة سيتم نقلها عبر سفينة المساعدات الإماراتية الثالثة ضمن عملية "الفارس الشهم 3".
وكانت دولة الإمارات قد سيرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، سفينة المساعدات الأولى إلى مدينة العريش ضمن عملية "الفارس الشهم 3" وعلى متنها 4016 طنا من المواد الإغاثية المتنوعة، تلتها الباخرة الثانية التي تم تسييرها في فبراير/شباط الماضي، وحملت 4 آلاف و303 أطنان من المواد الغذائية و154 طنا من مواد الإيواء، و87 طنا من المساعدات الطبية.
وبذلك يصل إجمالي المساعدات التي تم إسقاطها منذ انطلاق عملية "طيور الخير" إلى 405 أطنان من المساعدات الغذائية والإغاثية منذ انطلاق العملية.
أما الرقم 13 فيعني وصول 98 شخصاً، منهم 40 من الأطفال الذين هم في أمسّ الحاجة للمساعدة الطبية ممن يعانون من إصابات وحروق شديدة، ومن مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى علاج حثيث، مع 58 مرافقاً من عائلاتهم إلى الإمارات ضمن الدفعة 13.
ومع وصول الدفعة الجديدة من الجرحى والمصابين مع مرافقيهم بلغ مجموع الذين استقبلتهم مستشفيات دولة الامارات 1154 مريضا ومرافقا من بينهم 585 من الأطفال الجرحى ومصابي مرضى السرطان بالإضافة إلى 569 مرافقا.
أما الرقم "9" فيشير إلى وصول 33 طناً من المساعدات الغذائية والإغاثية عبر عملية الإسقاط التاسعة للمساعدات الإنسانية والإغاثية على شمال قطاع غزة، بواسطة أطقم مشتركة تابعة للقوات الجوية لدولة الإمارات العربية المتحدة والقوات الجوية المصرية.
معان مهمة
أيضا تحمل تلك الأرقام العديد من المعاني والدلالات المهمة من أبرزها:
- الإمارات لم ولن تدخر جهداً في مد يد العون للأشقاء الفلسطينيين، وستواصل تقديم المبادرات الإنسانية لغوثهم، امتدادا للمواقف الأخوية التاريخية لدولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها وشعبها تجاه الشعب الفلسطيني.
- حرص دولة الإمارات وقيادتها على مواصلة التعاون مع المنظمة والشركاء في المنطقة ومختلف أنحاء العالم من أجل تخفيف معاناة سكان القطاع وتعزيز الدعم الإنساني لهم بكل الطرق والوسائل.
- حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات على تقديم كل أوجه الدعم الإنساني للأشقاء الفلسطينيين لدعم قضيتهم والتخفيف من معاناتهم.
- حرص الإمارات وقيادتها على تكثيف المساعدات خلال شهر رمضان لمواكبة حجم التحديات الإنسانية التي تعيشها الساحة الفلسطينية، خاصة في مجال الإمدادات الغذائية في الشهر الكريم.
- تضافر جهود مختلف المؤسسات الخيرية في دولة الإمارات العربية المتحدة متمثلة بالهلال الأحمر الاماراتي ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين جراء الحرب ولمساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها.
- تصميم دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر على تقديم كل أوجه الدعم الإنساني للأشقاء الفلسطينيين وتحديهما الصعاب في سبيل التخفيف من معاناتهم اليومية.
شكرا الإمارات.. شكرا محمد بن زايد
معان ودلالات يدركها جيدا أهل غزة، الذين يتقلون العلاج حاليا في الإمارات، أو تم علاجهم بها، والذين أعربوا عبر لقاءات عدة أجرتها "العين الإخبارية" عن شكرهم للإمارات وقيادتها على دعمها ومساعدتها الإنسانية لهم.
وفي كلمات معبرة قالت سيدة فلسطينية: "معروف دولة الإمارات لنا عمرنا ما ننساه، وفروا لنا كل شيء".
أيضا نقل حساب وزارة الدفاع الإماراتية في موقع التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقا) لقاءات مع عدد من أهل غزة عقب تلقيهم مساعدات الإسقاط الجوي التاسع ضمن مبادرة "طيور الخير"، وكان الجميع يردد "شكرا الإمارات.. شكرا محمد بن زايد .. احنا (نحن) والإمارات إخوان.. مساعداتهم خففت عنا الكثير".
لم تألُ الإمارات جهداً في دعم أهل غزة، فأطلقت نحو 14 مبادرة لدعم القطاع أبرزها "تراحم من أجل غزة"، في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ثم مبادرة "الفارس الشهم 3" يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ومن رحم تلك المبادرة تولدت نحو 9 مبادرات، إذ سيرت جسراً جوياً، لا يزال مستمراً، في إيصال المساعدات الإغاثية والطبية، وافتتحت مستشفى ميدانياً داخل قطاع غزة، ومستشفى عائما آخر في العريش المصرية، وأقامت محطات لتحلية المياه لإمداد سكان القطاع بمياه الشرب، وكذلك وفرت وشغلت الأفران الآلية والمطابخ لتوفير الخبز والوجبات في غزة.
وفي إطار التزامها الراسخ تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق وتقديم المبادرات الإنسانية لإغاثته، قدمت دولة الإمارات 21,000 طن من الإمدادات العاجلة، بما في ذلك الغذاء والمياه والمواد الطبية، من خلال إرسال 213 طائرة وتنفيذ 9 عمليات إسقاط جوية، وإرسال 946 شاحنة وباخرتين، كما دشنت عدداً من المشاريع الإغاثية المستدامة، وتقدم الرعاية الطبية لأبناء القطاع من خلال تشييد مستشفى ميداني في جنوب قطاع غزة، ومستشفى عائم قبالة ساحل مدينة العريش المصرية.