"العين الإخبارية" تلتقي طلبة الإمارات مخترعي جهاز توليد الكهرباء
"العين الإخبارية" تلتقي أصحاب اختراع "يو لايت" الذي من المتوقع أن يوفر الحل لمليار و٢٠٠ مليون إنسان يعيشون بلا كهرباء حول العالم.
"منفعة البشرية وبناء مشروع رابح" هما الهدفان اللذان انطلق منهما 4 طلاب من الجامعة الأمريكية في إمارة الشارقة لابتكار جهاز لتوليد الكهرباء عبر الطاقة الحركية، أطلقوا عليه اسم "يو لايت".
المشروع كان تحدياً للطلاب الأربعة، ولكن بالجد والتعب والإرادة استطاعوا الوصول إلى مبتغاهم، ليتفوقوا على ١٤٠ ألف جامعي على مستوى العالم.
توليد الكهرباء لأكثر من مليار إنسان
الحاجة هي مولّد رئيسي للإبداع، هكذا فكّر خريج الجامعة الأمريكية في الشارقة المهندس الميكانيكي عمر خطاب (٢٣ عاما) عندما قرر المشاركة في مسابقة "هالت برايز" العالمية، والتي تشترط إنتاج ابتكارات تحقق الفائدة للمحتاجين حول العالم..
يقول خطاب: "كان التحدي الأكبر، وفق مسابقة (هالت) كيف نغيّر حياة ١٠ ملايين إنسان حتى العام ٢٠٢٥؟. شكّلنا الفريق واخترنا بعد دراسة وتفكير العمل على مشروع توليد الكهرباء عبر الطاقة الحركية، واليوم بتنا نتحدث عن اختراع سيأتي بالنفع لمليار و٢٠٠ مليون إنسان حول العالم يعانون انعدام الكهرباء".
بدأ عمر وزملاؤه العمل في أكتوبر ٢٠١٧، مكثفين تركيزهم بالبحث عن حلول بسيطة يمكن استخدامها بسهولة وبتكلفة محدودة، وجربوا ٣٥ جهازاً قبل أن يصلوا إلى الاختراع النهائي.
يتكوّن جهاز "يو لايت" من مواد بسيطة: مولد كهربائي وبطاريات عادية ومعدات مأخوذة من ألعاب الأطفال والورق المقوّى، ويحتوي على مقبض جانبي لتحريك الجهاز بشكل دائري، حيث يمكن توليد ٢٥ دقيقة إضاءة من كل دقيقة دوران. كما يمكن أيضاً شحن الجهاز بالطاقة الشمسية أو الكهرباء، وهو قابل للاستخدام كشاحن لأجهزة الموبايل.
يوضح عمر خطاب أنهم استغرقوا ١٠ أشهر من العمل الجاد حتى توصلوا للصيغة النهائية للاختراع، وتوزع العمل بين معمل الميكانيكا في الجامعة الأمريكية في الشارقة ومختبر "تيك شوب" في أبوظبي، فيما تتركز جهودهم اليوم على البدء بعمليات التصنيع. ومن المفترض أن يصل سعر المبيع إلى ١٥ دولارا ويعتزم مبتكرو "يو لايت" وضع خطط لتقسيط الجهاز على مدى ٨ أشهر.
وتوجه بالشكر إلى الجامعة الأمريكية في الشارقة على الدعم الذي تقدمه للطلبة؛ وكذلك لمكتب الحاكم في إمارة الشارقة على المساعدة في العديد من الأمور.
وختم خطاب حديثه لـ"العين الإخبارية" بالقول: "نحن كطلبة عرب درسنا وعشنا في دولة الإمارات التي هيأت لنا الظروف للابتكار والتميّز، وهدفنا إيصال رسالة للعالم أننا كعرب قادرون على المساهمة بشكل خلاق في نفع البشرية."
موافقة مبدئية لشراء المنتج من دول عدة
لا يكتمل أي مشروع دون خطة تسويقية محكمة وناجحة، وهو تماماً ما سعى إليه عمر غانم الذي يحمل إجازة في إدارة الأعمال تخصص التسويق من الجامعة الأمريكية في الشارقة، حيث شارك عمر زملاءه في مشروع "يو لايت" لتوليد الكهرباء.
يقول عمر غانم: "وضعنا نصب أعيننا العمل على تطوير فكرة الاختراع لتصبح شركة منتجة، وهذا من بين متطلبات مسابقة هالت برايز، ودوري تمحور في إدارة أعمال المشروع من حيث تسويق المنتج والتواصل مع مستثمرين وخبراء وإقناعهم بمشروعنا".
يشير غانم إلى أن أول دولة تمكنوا من الوصول إليها هي نيجيريا، لا سيّما أنّ ٥٥٪ من سكانها لم تصلهم الكهرباء بعد ما يناهز ٩٥.٥ مليون إنسان، ويضيف: "زار زميلنا عمر خطاب نيجيريا وعرض المشروع على عدد من الجهات، وفي الآونة الأخيرة بدأنا بالتواصل مع معامل وموزعين وحصلنا على موافقة مبدئية لشراء المنتج وتوزيعه في الكونغو وهاييتي وكينيا، كما نجري اتصالات مع معامل في هونك كونغ لدراسة إمكانية التصنيع هناك".
الوقت والتكلفة أكبر التحديات
لكلٍّ مهامه ومسؤولياته في فريق "يو لايت"، هكذا يقول أحمد ياسر، طالب الهندسة الكهربائية في الجامعة الأمريكية في الشارقة لـ"العين الإخبارية"، لافتاً إلى أن مهمته تتعلق بالكهرباء والشحن.
يشير ياسر إلى أن فكرة المشروع ليست بالجديدة ولكنهم طوروها وطبقوها بشكل مختلف، يقول: "اعتمدنا بداية على تخزين الطاقة بالنوابض ثم اكتشفنا أننا لن نستطيع تخزين الطاقة الكافية، فغيّرنا الآلية واستخدام البطارية حتى وصلنا إلى ما نصبو إليه".
الوقت والتكلفة أكثر التحديات التي واجهت الوصول للاختراع، بحسب ياسر، لا سيّما أنه في السنة الجامعية الأخيرة، إذ تطلّب المشروع العمل لساعات طويلة على مدى ١٠ أشهر، وصلت أحيانا لـ١٢ ساعة يومياً، فضلاً عن التحديات التقنية والوصول إلى دارة كهربائية عالية تشحن بسرعة.
جائزة المليون دولار
ليس الاسم فقط هو العامل المشترك بين المهندس الكيميائي عمر منصور وزملائه في مشروع "يو لايت"، إذ تولى مهمة العمل على الجانب الكيميائي للمشروع، وتحديداً في اختبار أفضل أنواع البطاريات لجهاز توليد الكهرباء بحيث تكون أقل ضرراً للبيئة وأطول عمراً ورخيصة الثمن. كما لعب عمر منصور دوراً مهماً في عملية ترويج المنتج مستفيداً من بعض مواد التسويق خلال دراسته الهندسة في الجامعة الأمريكية.
وعن الصعوبات التي واجهت المشروع، يقول عمر: "كان من أكبر المعوقات في البداية إمكانية إيصال المنتج إلى الدول المحتاجة له".
يؤكد عمر لـ"العين الإخبارية" أن الجامعة الأمريكية في الشارقة تساعدهم في عملية الحصول على براءة اختراع بحيث تضمن لهم حقوق الملكية وعدم سرقة فكرة جهاز توليد الكهرباء بالحركة.
يذكر أن مشروع "يو لايت" بدأ في دولة الإمارات، حين دخل الفريق في مسابقة على مستوى جامعات العالم، ثم نافسوا على مستوى المناطق، ثم انتقل الفريق إلى لندن لتلقي المساعدة والنصائح من الخبراء.
ويستعد المخترعون الأربعة للسفر إلى نيويورك الخميس لخوض المرحلة الأخيرة من المنافسة التي انحصرت بين ٦ فرق من أصل ١٤٠ ألف طالب، حيث سيُنظّم الحدث في مقر الأمم المتحدة، والفريق الفائز سيحصل على جائزة مقدارها مليون دولار من قبل مسابقة هالت برايز.
أرقام
- ١٠ أشهر مدة إنجاز الاختراع
- دقيقة دوران توفر ٢٥ دقيقة كهرباء
- تفوق مخترعو "يو لايت" على ١٤٠ ألف طالب حول العالم
- يستطيع الجهاز توليد الكهرباء لمليار و٢٠٠ مليون إنسان حول العالم
- ١٥ دولارا هو السعر التقريبي للجهاز
- إذا ما فاز الفريق بالتصفية النهائية سيحصل على جائزة مليون دولار
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4xODkg
جزيرة ام اند امز