نظام يمنع نسيان الأطفال في الحافلات.. أحدث الابتكارات في الإمارات
القيادة الرشيدة في الإمارات تحرص على ترسيخ الابتكار كثقافة وأسلوب حياة، وكذلك تشجيع المبتكرين على إبراز ابتكاراتهم وتطويرها.
أصبحت دولة الإمارات مركزا مهما للابتكار في منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره، حيث تحرص القيادة الرشيدة في الإمارات على ترسيخ الابتكار كثقافة وأسلوب حياة ضمن منظومة متكاملة، وكذلك تشجيع المبتكرين على إبراز ابتكاراتهم وتطويرها في المستقبل، وذلك بهدف إسعاد شعبها، وتحقيق استراتيجيتها المتمثلة في "رؤية الإمارات لعام 2021" بأن تكون ضمن أفضل دول العالم.
وشهدت الإمارات عددا من الابتكارات المميزة التي قدمتها مواهب إماراتية شابة متميزة في كافة المجالات، وكان أحدثها نظاما ذكيا لحل مشكلة نسيان الأطفال في الحافلات والتي تعتبر مشكلة متكررة في كثير من البلاد والمجتمعات، ما يؤدي إلى فقدان الأهالي أطفالهم في حوادث مأساوية غير متوقعة، فيما يكون السائق هو المُلام الأول في هذا الخطأ.
لذلك فكرت 4 طالبات يدرسن هندسة الإلكترونيات في كليات التقنية العليا بالشارقة في حل ذكي من شأنه تقليل نسبة هذه الحوادث.
وابتكرت الطالبات: فاطمة راشد، وفاطمة عبيد، ووفاء آل علي، وآية المرزوقي، نظاما ذكيا للحافلات المدرسية، يجعلها أكثر أمانًا للطلبة والسائق، ويمنع نسيان الطلبة في الحافلات المدرسية. وتقليل نسب الحوادث، حسبما ذكرت صحيفة "الإمارات اليوم".
وأوضحت الطالبات أن مشروع الحافلة الذكية الآمنة يعتمد على 4 خصائص للسلامة: الأولى.. للتأكد من الحالة الصحية للسائق، عن طريق قياس معدل النبضات باستخدام حساسات خاصة بقراءة نبضات القلب، فإذا أصيب السائق بحالة صرع أو وفاة أو أي حالة غير طبيعية يرسل رسالة قصيرة "SMS" للجهات المعنية مثل الشرطة والإسعاف، ويحدد موقع الحافلة.
والخاصية الثانية.. التحكم في باب الحافلة ببصمة السائق الصوتية، وبذلك لا يمكن لأي طالب فتح الباب، ويتم تدريب نظام التعرف إلى بصمة السائق بسهولة بعدد مرات أدناها مرتان، وبذلك يتعرف النظام الذكي على صوت السائق تلقائيًا ويميزه بين الأصوات الأخرى.
أما الخاصية الثالثة فهي "حساسات الوزن" للتأكد من عدم نسيان أي طالب أو طفل بعد نزول جميع الطلاب وإغلاق محرك الحافلة، إذ إن النظام مبرمج على حد أدنى لوزن الطفل بحيث يميز بين وزن الطفل ووزن الحقيبة المدرسية، ويحدد ما إذا كان هناك طفل تم نسيانه في الحافلة، ويفتح نوافذ الحافلة للسماح بمرور الهواء لتقليل الصدمة الحرارية على الطالب أو الطفل.
والخاصية الرابعة.. استخدام مستشعر الموجات فوق الصوتية لمراقبة حركة الطلاب في الحافلة، بحيث يقوم النظام بتوليد إنذار صوتي لتنبيه الطالب أو السائق بخطورة حركته.
ولفتت الطالبات إلى مشاركتهن بالمشروع في مسابقة "بالعلوم نفكر 2018" التي نظمتها مؤسسة الإمارات للشباب في إبريل/نيسان الماضي، كما شاركن به في اليوم المفتوح لجمعية الهندسة الإلكترونية والكهربائية العالمية، الذي نظمته جامعة دبي.
ومن جانب آخر، ابتكر الإماراتي مبارك عبدالله البوعيني، جهازا يوفر مياه الري في الأراضي الرملية والمناطق التي تعاني الجفاف.
وحاز الابتكار على 3 ميداليات ذهبية في معارض دولية للابتكار أقيمت مؤخرًا في ماليزيا، وكندا، وكرواتيا، إضافة إلى المركز الأول في فئة الاستدامة في فعالية "مبتكر 2018" التي أقيمت في أبوظبي، بعد أن حصل على براءة اختراع من مكتب براءات مجلس دول التعاون الخليجي.
وقال البوعيني إن الجهاز عبارة عن أداة لتوزيع المياه تم تصنيعها بالكامل من مواد المخلفات الزراعية، وتتوافر الأداة بثلاثة أحجام، قطر الحجم الأول 4 سنتيمترات، والثاني 6 سنتيمترات، والثالث 8 سنتيمترات، لتوفير نحو 30% من مياه الري، وتقليل عملية تسرّب المياه إلى باطن الأرض، خصوصاً في التربة الرملية بنسبة تصل إلى أكثر من 90%.
وأشار إلى أنه استغرق في البحث والتجربة للوصول إلى الشكل النهائي للابتكار نحو ثماني سنوات.
وأضاف البوعيني:" تتفاقم مشكلة الأراضي ذات التربة الرملية الضعيفة مع الطقس الحار والجاف في فصل الصيف، إذ تعاني الجفاف والتصحر وقلة الأمطار أو الاستنزاف الجائر للمياه الجوفية، لذا ركزت أبحاثي على اختراع جهاز لتوفير مياه الري".
وتابع بقوله: "توصلت إلى جهاز على شكل عمود دائري مصنوع من مواد المخلفات الزراعية التي يتم جمعها بعد الحصاد، وطحنها وخلطها ببعض بنسب معينة، وتعريضها لنسبة رطوبة بين ثماني درجات إلى 12، ليتم بعد ذلك كبسها في مكابس خاصة وتعريضها لدرجة حرارة عالية".
وأكد أن هذا الجهاز خالٍ تمامًا من الكيماويات ودودة التربة المضرة بالبيئة، ويتم غرسه في الأرض بجانب الشجر بمقاييس وعمق معين يتم تحديده بناءً على نوع الشجر المزروع، حيث تم تقسيم الأشجار إلى ثلاثة أنواع "بالغة النمو، متوسطة النمو، النباتات والشتلات".
وأوضح البوعيني أن الأشجار الكبيرة يغرس حولها أربعة أجهزة في الصيف، واثنان للشجر المتوسط، وجهاز واحد للنباتات والشتلات، مشيرًا إلى أن حجم ونوع الشجر يحدد طول الجهاز.
وتابع: "يتم وضع الأداة في محيط الشجرة لتمتص فائض مياه الري أو مياه الأمطار بنسبة وكمية أكبر من التربة في الأرض، وبذلك تحد من هدر وضياع مياه الري في باطن الأرض، وتحافظ على نسبة البلل والرطوبة في المنطقة المحيطة، ولا تسمح بتسرّب المياه بقدرة امتصاص تصل إلى 300%.
وولفت البوعيني إلى أن الجهاز يبدأ عمله في حال جفت التربة المحيطة بالنباتات، إذ تبدأ المياه المخزنة داخله في التسرب ببطء وبطريقة تجعل التربة دائمة الرطوبة، موضحًا أنه يدرس حاليًا إنتاج الجهاز بكميات كبيرة وطرحه في الأسواق، وتوزيعه عبر المنظمات الإغاثية والإنسانية الإماراتية في الدول التي تعاني الجفاف وشح المياه.