برنامج الإمارات لغزو المريخ.. مسبار ومدينة ومستعمرة
مسبار الأمل يصل إلى المريخ وفق الحسابات التي تم وضعها خلال رحلة تستمر 7 أشهر، قاطعاً مسافة تقدر بـ60 مليون كم من الأرض
قبل نحو 5 سنوات، أسست الحكومة الإماراتية وكالة الإمارات للفضاء، معلنة حينها عن خطة طموحة باستثمارات تصل إلى 20 مليار درهم إماراتي، استهدفت من خلالها أن تصبح من الدول الرائدة في مجال الفضاء على مستوى العالم.
وبينما تجني الإمارات في 25 سبتمبر/أيلول الجاري أولى ثمار تلك الخطة بوصول رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، كأول عربي يصل إلى المحطة الدولية، فإن الأعوام المقبلة تحمل المزيد من الإنجازات التي سيكون عنوانها اكتشاف الكوكب الأحمر.
وبالتزامن مع الذكرى الـ50 لتأسيس دولة الإمارات، في عام 2021، سيتم إرسال مسبار فضائي بدون طيار إلى كوكب المريخ، كما سيتم في العام نفسه افتتاح مدينة المريخ بدبي.
ومن المقرر أن ينطلق المسبار -الذي يحمل اسم "مسبار الأمل"- من مركز اليابان الفضائي في يوليو/تموز من عام 2020، وتم اختيار هذا التوقيت تحديداً، لأن مدارا الأرض والمريخ سيكونان في أقرب تواز لهما، وهو حدث يتكرر كل عامين.
ويصل المسبار إلى المريخ وفق الحسابات التي تم وضعها، بعد رحلة تستمر 7 أشهر، قاطعاً مسافة تقدر بـ60 مليون كم من الأرض.
ويعمل على تصميم هذا المسبار وبنائه فريق إماراتي بالكامل، يصل عدد أفراده إلى 75 شخصاً، ومن المتوقع أن يصل إلى 150 شخصاً بحلول عام 2020، وتمثل العناصر النسائية ثلث الفريق، ويساعد هذا الفريق شركاء من مختبر علوم الفضاء بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، ومختبر الغلاف الجوي وفيزياء الفضاء بجامعة كولورادو، وكلية استكشاف الأرض والفضاء بجامعة ولاية أريزونا.
ويسعى المسبار إلى جمع معلومات حول الغلاف الجوي والمناخ على الكوكب الأحمر، ومن المنتظر استمراره في هذه المهمة عامين، مع احتمال مدها عامين آخرين.
معلومات فريدة
ووفق تقرير للنسخة الإلكترونية العربية من مجلة العلوم الأمريكية، فإن أهم ما يميز مسبار "الأمل" هو أنه سيستكشف المريخ على طول مدار ذي ميل أكثر انخفاضاً، مما يتيح له مسح السطح والغلاف الجوي من ارتفاعات مختلفة في أوقات مختلفة، ومن ثَم يتوصل إلى أول صورة كاملة للغلاف الجوي لكوكب المريخ، وكيف يتغير بصورة يومية وبين الفصول.
كما سيدرس مسبار "الأمل" التفاعل بين الطبقات الدنيا والعليا من الغلاف الجوي للمريخ، بحثاً عن علاقات بين طقس اليوم ومناخ المريخ قديماً، ويفحص كذلك لماذا يفقد الكوكب الأحمر غلافه الجوي في الفضاء من خلال تتبع سلوك الهيدروجين والأكسجين وهروبهما من الغلاف الجوي.
وتقول سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للعلوم المتقدمة في الإمارات، في تصريحات صحفية، إنه من المتوقع أن يرسل مسبار "الأمل" 1000 جيجا بايت من البيانات الفريدة حول كوكب المريخ إلى الأرض، والتي ستتم مشاركتها بحرية مع المجتمع العلمي عبر 200 جامعة ومعهد بحثي في مختلف أنحاء العالم، إسهاماً في زيادة إنتاج المعرفة.
مدينة المريخ
وإذا كان استكشاف المريخ من خلال مسبار الأمل هو الهدف الأقرب، فإن الهدف الأبعد هو بناء أول مستعمرة بشرية على الكوكب الأحمر بحلول عام 2117.
وللوصول إلى هذا الهدف، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، في 27 سبتمبر/أيلول 2017، مشروع بناء مدينة المريخ، أثناء أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات، التي تعقد في العاصمة أبوظبي.
وتقوم هذه المدينة التي سيتكلف بناؤها 500 مليون درهم إماراتي (136 مليون دولار)، بمحاكاة الحياة على المريخ، بأكبر قدر ممكن من الواقعية.
وداخل مركز المحاكاة بالمدينة سيتمكن الباحثون من دراسة كيف يمكن للبشر العيش في مناخ المريخ، وسيتم بناء المعامل لمحاكاة بيئة الكوكب، من خلال إطلاق الحرارة وعزل الإشعاع، مما يساعد العلماء على فهم كيفية إدارة أنظمة الطعام والماء والطاقة على المريخ.