شهداء الإمارات الأبرار يظلون على الدوام مصدر إلهام، تتوحد به الطاقات وتحشد به الهمم لمواصلة مسيرة البناء والتنمية.
"إن الجود بالنفس هو أعلى درجات التفاني والإخلاص للوطن، بذل لا يضاهيه في المكانة بذل، وعطاء لا يقدر في القيمة بثمن، ولذلك ستظل بطولات شهدائنا، عسكريين ومدنيين، محفورة في ذاكرة الوطن وخالدة في الوجدان، وأوسمة عزة وفخر في صدرونا". بهذه الكلمات يجسد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ما يختلج في نفس كل مواطن إماراتي للتعبير عن المعاني السامية لهذا اليوم وما يحمله من تقدير وعرفان لشهداء الوطن.
إن ما سطره الشهداءُ بدمائهم الطاهرة يضعنا أمام مسؤولية عظيمة لنكون أكثر اتحاداً وتضامناً وأكثر التزاماً وإخلاصاً، وأن نحمل مشاعل الأمل التي أضاؤوها لنا لمواصلة طريق البناء والنهضة.
لا شك في أنه من أكثر القيم مدعاة للفخر، رؤية أبناء الإمارات يتسابقون إلى ساحات الكرامة، حاملين أرواحهم على أكفهم ووطنهم في وجدانهم، ليرتقوا إلى ذرى المجد ويرتقي الوطن بهم. من هذا المنطلق فإن "يوم الشهيد" مدعاة فخر واعتزاز، تتجسد فيه قيم الولاء والانتماء وحب الوطن في أسمى معانيها.. يوم يقف فيه أبناء الإمارات وقفة عز وشموخ وإباء، يتذكرون بكل تقدير وإجلال تضحيات كوكبة من خيرة أبناء هذا الوطن المعطاء الذين حملوا أرواحهم الزكية الطاهرة على أكفهم وجادوا بها فداءً لدولة الإمارات العربية المتحدة ومن أجل أن تبقى رايتها عالية خفاقة، ضاربين أروع الأمثلة في التضحية والبذل والعطاء.
إن شهداء الإمارات الأبرار يظلون على الدوام مصدر إلهام، تتوحد به الطاقات وتحشد به الهمم لمواصلة مسيرة البناء والتنمية وكتابة فصول مضيئة في كتاب المجد بمداد دمائهم الزكية. إن ما سطره الشهداءُ بدمائهم الطاهرة يضعنا أمام مسؤولية عظيمة لنكون أكثر اتحاداً وتضامناً وأكثر التزاماً وإخلاصاً، وأن نحمل مشاعل الأمل التي أضاؤوها لنا لمواصلة طريق البناء والنهضة.
وفي هذا الصدد لا ننسى أيضاً أهالي جنود الإمارات الميامين الذين يقفون في جبهة الوطن الداخلية صفاً واحداً خلف أبنائهم وآبائهم على الجبهة الخارجية، يمدونهم بالثبات والعزيمة، ويبعثون فيهم روح الإصرار والصمود، ويعلون في نفوسهم قيمة التضحية لأجل الوطن.
لقد حرصت قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على تقديم كل صور الدعم والرعاية والمساندة إلى أسر الشهداء وأبنائهم، مما يؤكد أن الإمارات لن تنسى أبداً تضحيات شهدائها البررة، وستظل تحمل لهم ولأسرهم وأبنائهم مشاعر العرفان والتقدير، وهي بذلك تضرب أروع الأمثلة في بناء الشخصية الوطنية المستعدة للعطاء والتضحية، مستندة إلى الإيمان بالله والولاء للوطن والقيادة والانتماء لمجتمعها المتلاحم. في ضوء ذلك، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، مخاطباً أمهات الشهداء وآباءهم وذويهم: "رسالتي اليوم إليكم هي أن الإمارات قيادةً وشعباً فخورة بكم بقدر فخرها بأبنائها الشهداء.. فأنتم رمز لأصالة هذا الشعب ووطنيته ولولا جهودكم في تنشئة أبنائكم وزرع قيم الوطنية والانتماء وحب الوطن في نفوسهم ما كنا لنقف اليوم على هذه الأرض الصلبة، فخورين بأبنائنا البررة متطلعين إلى المستقبل المشرق بخطى واثقة".
تغمد الله شهداءنا برحمته، وأسكنهم الفردوس الأعلى، فقد صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه. في هذا اليوم، يوم الشهيد، لا يسعنا إلا أن نقول كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: "ننحني إجلالاً لأرواح شهدائنا الذين افتدوا الوطن الغالي بدمائهم الطاهرة، مسطرين أروع نماذج البذل والتضحية في سبيل الله وإعلاء اسم الوطن والدفاع عن شرف الأمة.. كي تظل راية إماراتنا خفاقة في سماء العزة".
نقلا عن "الاتحاد"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة