أمهات شهداء الإمارات.. تضحية وفخر ووفاء وانتماء
أمهات الشهداء في دولة الإمارات العربية رمز للتضحية والانتماء والوفاء بالجود بأعز ما لديهن، وبفلذات أكبادهن.
يوم الشهيد في الإمارات، يوم وطني تعبّر فيه الدولة عن تقديرها لتضحيات شهدائها، وتؤكد من خلاله دعمها الدائم والمتواصل ووقوفها إلى جانب أسر وذوي الشهداء، خصوصاً أمهات الشهداء اللائي أصبحن رمزاً للتضحية والانتماء والوفاء بالجود بأعز ما لديهن، وبفلذات أكبادهن.
وتحتفي القيادة الرشيدة لدولة الإمارات كل عام بأمهات الشهداء، ففي يوم الأم، أرسل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رسالة نصية إلى أمهات الشهداء، أعرب فيها عن اعتزازه وفخره بمواقفهن الوطنية العظيمة.
وقال الشيخ محمد بن زايد في الرسالة: "ونحن نحتفي بالأم.. يزداد فخرنا واعتزازنا بأم الشهيد.. معلمة الرجال.. وصانعة الأبطال.. وملهمة الأجيال.. فمواقفها ستظل تطوق أعناقنا.. نستمد منها القيم الوطنية الأصيلة.. لنغرسها في أجيالنا المقبلة. لنا الشرف أن نكون جميعاً أبناءك المخلصين".
ووجهت الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام بدولة الإمارات رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، التحية والتقدير لأمهات الشهداء وأبنائهن وذويهن.
وشددت أم الامارات على أن ابنة الإمارات معطاءة بقدر الوطن المعطاء فهي ابنته التي قدرت حقه عليها أبلغ تقدير فجادت بفلذات أكبادها وقدمت النفس وهي أغلى ما عندها للدفاع عن مكتسباته وحدوده، وهي بذلك تنال رضا الله وحب الوطن وتقوم بالواجب تجاهه.
وقالت، مواسية أسر الشهداء وأمهاتهم: "إن أبناءكم هم أبناؤنا الذين آلمنا فقدهم وهم يذودون عن أمن وطنهم واستقرار أشقائهم.. وكل أم مكلومة فخر للوطن وإننا فخورون رغم حجم الفاجعة والخسارة العظيمة بهم وببطولاتهم التي تحتسب لهم في سجلات المجد والفخر، وإننا نحتسبهم عند الله شهداء وفي منازل الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا" .
من جانبهن، تؤكد أمهات الشهداء أن لقب "أم الشهيد" وسام شرف يتفاخرن به أينما كن، ولا يملكن أغلى من أرواح أبنائهن الشهداء لتقديمها في سبيل الوطن ودولة الإمارات.
وسطرت والدة الشهيد راشد اليماحي أغلى معاني الوفاء والصبر، فعلى الرغم من أنها تعاني مرض الكلى، وتجري عمليات غسيل كلوي أربع مرات أسبوعياً، فإن من يشاهدها وهي تتحدث عن بطولة ابنها يستشعر مدى قوتها وتماسكها وفخرها ببطولة ابنها.
وفقدت والد الشهيد راشد اليماحي شقيقها وابنها في اليوم نفسه، ولم تكن إلا صابرة محتسبة، مؤكدة أن "مكانة الشهيد محفوظة في قلب والديه وإخوته، وما زاد من صبري هو أن مكانه محفوظ أيضاً في الدولة، وتذكره القيادة في كل الاحتفالات".