تكريم إماراتي لأبوبكر عبدالله.. تجسيد لوثيقة "الأخوة الإنسانية"
تكريم الإمام النيجري أبو بكر عبد الله جاء في إطار عام التسامح وتجسيدًا لوثيقة الإخوة الإنسانية
جاء تكريم الإمارات للإمام النيجري أبو بكر عبد الله ومنحته درع تعزيز السلم بالمتقى السادس لمنتدى تعزيز السلم في أبوظبي، تجسيدًا لوثيقة "الأخوة الإنسانية"، في عام التسامح بالإمارات.
وضرب الإمام النيجيري مثالا في التسامح، بإنقاذه ما يقرب من 262 مسيحيا من القتل المحقق.
وتكريم أبو بكر والذي يمكن وصفه بـ"إمام الإنسانية" جاء في إطار عام التسامح الذي أطلقته دولة الإمارات طوال 2019، وتجسيدًا لوثيقة الأخوة الإنسانية التي أطلقتها الدولة في فبراير/ شباط 2019.
وفي 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أعلنت دار زايد للثقافة الإسلامية في أبوظبي، وصول عدد المشتركين في "وثيقة المليون متسامح" إلى أكثر من مليون مشترك، وذلك عبر حسابها في "تويتر".
وكانت الدار أطلقت مبادرة "وثيقة المليون متسامح" الإنسانية ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، في 24 أبريل/نيسان الماضي، بهدف تحقيق قيمة ريادية في استدامة التسامح.
وتنص الوثيقة على "أتعهد بأن أكون فرداً متسامحاً مع نفسي ومع من حولي ومع مجتمعي، لأن في التسامح حياة".
ولتفعيل الحوار والتعايش والتآخي بين البشر وسبل تعزيزه عالمياً، استضافت الإمارات المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية في فبراير/ شباط 2019 وذلك بهدف التصدي للتطرف الفكري وسلبياته وتعزيز العلاقات الإنسانية وإرساء قواعد جديدة لها بين أهل الأديان والعقائد المتعددة، تقوم على احترام الاختلاف.
وتزامن المؤتمر مع الزيارة المشتركة للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى دولة الإمارات.
ووقع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان وثيقة "الأخوة الإنسانية"، التي تشكل الوثيقة الأهم في تاريخ العلاقة بين الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان، كما تعد من أهم الوثائق في تاريخ العلاقة بين الإسلام والمسيحية.
والوثيقة هي نتاج عمل مشترك وحوار متواصل استمر لأكثر من عام ونصف بين الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان، وتحمل رؤيتهما لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين اتباع الأديان، وللمكانة والدور الذي ينبغي للأديان أن تقوم به عالمنا المعاصر.
واكتسب عام التسامح في الإمارات بعدا محليا ودوليا، تمثل في توسع وتزايد حجم المبادرات لتعزيز جهود خلق استراتيجية طويلة المدى، بالتنسيق والتعاون مع الفاعلين الدوليين لترسيخ قيم التسامح والتعايش الإنساني بين شعوب العالم.
وكرمت دولة الإمارات وحفر الإمام النيجيري عبد الله أبو بكر اسمه في الساحة الدولية بماء من الذهب بعد تسامح وإنقاذه المئات من المسيحيين، الفارين من هجمات المزارعين في 10 قرى في منطقة باركين لادي بولاية بلاتو في 23 يونيو/ حزيران 2018.
وأنقذ الإمام النيجري نحو 262 مسيحيًا في مسجده ومنزله، ثم وقف خارج الأبواب أمام المهاجمين مؤكدا لهم أنه مستعد لتقديم حياته فداء لحياة ضيوفه.
وحفر الإمام النيجيري أبوبكر عبدالله اسمه في الساحة الدولية بماء من الذهب بعد تسامح وإنقاذه المئات من المسيحيين، الفارين من هجمات المزارعين في 10 قرى في منطقة باركين لادي بولاية بلاتو في 23 يونيو/ حزيران 2018.
ومنحت الخارجية الأمريكية أبوبكر عبدالله، ومنحته بجانب 4 رجال دين آخرين من السودان والعراق والبرازيل وقبرص، جائزة الحريات الدينية الدولية لسنة 2019.
وحصل أبوبكر أيضا على إشادة واسعة في نيجيريا. وحظي قبل سفره باستقبال من يامي أوسينباجو نائب الرئيس النيجيري.
وعقب تسلمه جائزة تعزيز السلم ضمن فعاليات الملتقى السادس لمنتدى تعزيز السلم في أبوظبي عبر الإمام النيجيري عبدالله أبو بكر، عن سعادته البالغة بهذا التكريم.
وقال لـ"العين الإخبارية"، إن تكريمه في المنتدى بمثابة "هدية رائعة"، لأنه بسبب هذه الجائزة سيتعرف العالم على ما قام به.
وعن الواقعة، قال إنه سمع صوت طلقات النار في الصباح الباكر ولجأ بعض الناس إلى منزله وعندما خرج من منزله علم بما حدث، وتابع "بعض المسيحيين حاولوا الهرب بدخول منزله لأنه زعيم القرية وإمام المسجد".
وفي إطار عام التسامح ووثيقة الإخوة الإنسانية توافق المشاركون في الملتقى السنوي السادس لمنتدى تعزيز السلم الذي عقد في أبوظبي، والذي انطلق الإثنين الماضي على إصدار "خارطة طريق" للبشرية، تصون نعمة الحياة، وتحفظ الكرامة الإنسانية للأفراد والجماعات، على أساس صلب من المبادئ القيمية، الأخلاقية والدينية والقانونية، وفي مقدمتها قيم الحرية والعدالة والسلم والرحمة والبر والتضامن.
وخرج المشاركون في فعاليات الملتقى السادس من القيادات الدينية والفلسفات الإنسانية حول العالم بجملة من التوصيات، تؤطر أجندة "ميثاق حلف الفضول الجديد"، وتتعهد الالتزام بتفعيله في مختلف مناطق العالم، التي جرى تقسيمها إلى 5 دوائر، هي: أوروبا وأمريكا، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جنوب وجنوب شرق آسيا، وسط وغرب آسيا، جنوب وغرب أفريقيا.
ومن أهم التوصيات التي خلص إليها المشاركون في الملتقى السادس:
تنظيم مؤتمرات وندوات وورش عمل دولية وإقليمية؛ لبيان مقاصد ميثاق الحلف.
-إنشاء كرسي حلف الفضول الجديد؛ بالتعاون مع إحدى الجامعات العالمية.
- تخصيص جائزة تشرف عليها مؤسسة حلف الفضول الجديد للدراسات المتميزة في خدمة أهداف الحلف وقيمه.
- تخصيص منح مالية لأفضل المشاريع الاجتماعية والثقافية التي تتوافق في رؤيتها وأهدافها مع ميثاق الحلف.
- تعميم تجربة قوافل السلام الأمريكية بما يتناسب مع كل بلد وبيئة ثقافية.
والثلاثاء وقع قادة و زعماء دينيون اليوم في أبوظبي ميثاق حلف الفضول الجديد الذي أطلقه منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ضمن أعمال الملتقى السنوي السادس تحت عنوان موضوع : "دور الأديان في تعزيز التسامح.. من الإمكان إلى الإلزام".
ولقي الميثاق الجديد ترحيبا كبيرا من جانب 1000 شخصية من المسؤولين الحكوميين و ممثلي ديانات العائلة الإبراهيمية ورجال الفكر والإعلام، معتبرين أن هذا الميثاق يشكل انتقالا بالبشرية جمعاء نحو إنهاء الخطاب القائم على الصراع الديني أو العرقي ويمهد لتشكيل حلف قوي من أولي بقية للدفاع عن السلم والسلام في العالم.
و أكد المشاركون أن السياق الدولي المعاصر يفرض مأسسة هذا الحلف، ووضع ميثاق له، يعمل على نقل الحرية الدينية وعلاقات التعاون وقيم التسامح من مجرد الإمكان إلى درجة الالتزام الأخلاقي والإلزام القانوني خاصة فيما يتعلق بحماية دور العبادة التي أصبح الاعتداء عليها يهدد حرية الدين في أنحاء كثيرة من العالم.
وشهدت أعمال الملتقى عرض نص " ميثاق حلف الفضول الجديد" وبنوده، ومناقشته على ضوء الوثائق و المواثيق والإعلانات التي مهدت له مثل إعلان مراكش لحقوق الأقليات، وإعلانات أبوظبي للسلم، وإعلان واشنطن ووثيقة الأخوة الإنسانية ووثيقة مكة المكرمة.