منتدى تعزيز السلم يختتم فعالياته بخارطة طريق جديدة للبشرية
المشاركون في الملتقى السادس خلصوا إلى تنظيم مؤتمرات وندوات وورش عمل دولية وإقليمية؛ لبيان مقاصد ميثاق الحلف
شهدت أبوظبي لحظة نادرة غير مسبوقة في التاريخ الإنساني؛ إذ توافق المشاركون في الملتقى السنوي السادس لمنتدى تعزيز السلم على إصدار "خارطة طريق" للبشرية، تصون نعمة الحياة، وتحفظ الكرامة الإنسانية للأفراد والجماعات، على أساس صلب من المبادئ القيمية، الأخلاقية والدينية والقانونية، وفي مقدمتها قيم الحرية والعدالة والسلم والرحمة والبر والتضامن.
وخرج المشاركون في فعاليات الملتقى السادس من القيادات الدينية والفلسفات الإنسانية حول العالم بجملة من التوصيات، تؤطر أجندة "ميثاق حلف الفضول الجديد"، وتتعهد الالتزام بتفعيله في مختلف مناطق العالم، التي جرى تقسيمها إلى 5 دوائر، هي: أوروبا وأمريكا، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جنوب وجنوب شرق آسيا، وسط وغرب آسيا، جنوب وغرب أفريقيا.
ومن أهم التوصيات التي خلص إليها المشاركون في الملتقى السادس:
- تنظيم مؤتمرات وندوات وورش عمل دولية وإقليمية؛ لبيان مقاصد ميثاق الحلف.
- إنشاء كرسي حلف الفضول الجديد؛ بالتعاون مع إحدى الجامعات العالمية.
- تخصيص جائزة تشرف عليها مؤسسة حلف الفضول الجديد للدراسات المتميزة في خدمة أهداف الحلف وقيمه.
- تخصيص منح مالية لأفضل المشاريع الاجتماعية والثقافية التي تتوافق في رؤيتها وأهدافها مع ميثاق الحلف.
- تعميم تجربة قوافل السلام الأمريكية بما يتناسب مع كل بلد وبيئة ثقافية.
وجاء في البيان الختامي للملتقى السنوي السادس الذي عقد على مدى 3 أيام في فندق "الريتز كارلتون"- أبوظبي، بمشاركة نحو 1000 شخصية من القيادات الدينية والفلسفات الإنسانية، من 75 دولة، أن حلف الفضول الجديد هو تحالف على الفضيلة والقيم المشتركة، يسعى أصحابه إلى تمثُّل هذه القيم في علاقاتهم وإلى الدعوة إلى نشرها وامتثالها في حياة الناس، ويهدف إلى التعايش، باعتبار أن ذلك ضرورة ملحة وواجب ديني تدعو إليه جميع الديانات.
وأكد البيان أن الميثاق يسعى إلى الارتقاء من الحق إلى الفضيلة، ويرتكز في مرجعيته على الأرضية الصلبة التي تشكلها المشتركات بين أبناء العائلة الإبراهيمية، والمشترك الإنساني الأشمل، وهو مفتوح أمام العقلاء؛ للنهل من تراثهم وترسيخ قيم السلم والتسامح والتعايش بين الناس.
ويأتي السلم في مقدمة أهداف حلف الفضول الجديد ومقاصد الشراكة بين أطرافه، إذ يتعهد أبناء العائلة الإبراهيمية بأن يقدموا قيم التعاون بدلا من قيم التنازع؛ لأنه يقوم على مبادئ الكرامة الإنسانية والحرية والعدالة والوفاء بالعهود، ويدعو إلى مبادئ السلم والرحمة والبر والتضامن، مؤسساً لنموذج متوازن من التسامح المهذّب والحرية المسؤولة والمواطنة الإيجابية، فالميثاق يربط جميع الحقوق والحريات باستراتيجية السلم، وهو ليس مبادئ نظرية فقط، وإنما مشروع لمنهج عملي وبرنامج تطبيقي.
وتنص ديباجة البيان الختامي على أن المفهوم الجديد للتسامح، الذي ينسجم مع مقاصد الأديان وتفرضه مصالح الإنسان والأوطان في عصرنا، يرتقي بالتسامح من مجرد إمكان متاح في الدين إلى إلزام ديني وواجب إيماني، فضلاً عن الالتزام الأخلاقي، والإلزام القانوني، وهي أمور ضرورية؛ لأن جوهر الميثاق يقوم على الوعي بانتقال الإنسانية من عصور التمايز والعيش المنفصل إلى عصر التمازج والعيش المتّصل.
aXA6IDUyLjE0LjExMC4xNzEg جزيرة ام اند امز