الإمارات تؤكد فاعلية اتفاق باريس للحد من تداعيات التغير المناخي
الاجتماعات الختامية للمؤتمر تعتمد مجموعة من المعايير التي تضمن تطبيق بنود اتفاق باريس عبر إيجاد حالة من الالتزام الدولي بها.
أكدت دولة الإمارات موقفها من قضية ارتفاع درجات حرارة الأرض والتغير المناخي، موضحة أن تسريع وتكثيف الإجراءات وتحديد معايير عالمية تلتزم بها دول العالم كافة لتطبيق بنود اتفاق باريس وأهداف التنمية المستدامة يمثل الحل الأمثل لكيفية التعامل مع هذه القضية.
واعتبرت أن بنود اتفاق باريس تمثل الخيار الأفضل لمواجهة تداعيات التغير المناخي والحد منها وخفض مسبباتها.
جاء ذلك خلال الاجتماعات الختامية لمؤتمر الأطراف الـ24 لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، بشأن تغير المناخ "كوب 24" التي عقدت، السبت، واستمرت حتى ساعات متأخرة من الليل، واعتمدت مجموعة من المعايير التي من دورها ضمان تطبيق بنود اتفاق باريس عبر إيجاد حالة من الالتزام الدولي بها.
وقال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي، رئيس وفد دولة الإمارات المشارك في المؤتمر، إن الاجتماعات الختامية أكدت ما قدمته دولة الإمارات في كلمتها خلال المؤتمر، من أن الوقت لم يعد في صالح البشرية، وأنه لا خيار أمام المجتمع الدولي سوى التوجه نحو خلق التزام عالمي بتطبيق بنود باريس وأهداف التنمية المستدامة، للحد من مشكلة ارتفاع درجات حرارة الأرض والتغير المناخي، وحماية حياة ملايين البشر الذين يتعرضون للتداعيات السلبية سنويا لهذا التغير.
وأكد أن بنود اتفاق باريس تعد الخيار الأفضل للتعامل مع إشكالية تداعيات التغير المناخي وجهود الحد منها والتكيف معها، كونها تراعي الظروف الوطنية لكل دولة ومدى قدرتها على الوفاء والالتزام بتطبيق هذه البنود واحتياجاتها لتحقيق هذا الالتزام.
وبعد أسبوعين من الاجتماعات والمفاوضات، اعتمد المشاركون في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في مدينة كاتوفيتشي البولندية، مجموعة من التوجيهات القوية لتنفيذ اتفاق باريس، بهدف الحد من ارتفاع حرارة العالم كي لا يتعدى درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وشملت أبرز النقاط والمعايير التي اتُّفِق عليها في الاجتماعات الختامية لـ"كوب 24": وضع إطار عمل شفاف لتعزيز الثقة بين الدول بشأن لعب كل منها دور في معالجة تغير المناخ وتحديد التزاماتها بشأن تطبيق بنود اتفاق باريس، إضافة إلى تحديد معايير كيفية التقييم الجماعي لفعالية العمل المناخي عام 2023، ومتابعة التقدم بشأن تطوير التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال، وتجارب وآليات نقلها ونشرها على مستوى واسع.
كما شملت المعايير تحديد كيفية تقديم الدول للمعلومات عن خطط العمل الوطنية، بما في ذلك تقليص انبعاث غازات الاحتباس الحراري وتدابير التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه، وتضمنت أيضا وضع تصور وآليات جديدة بشأن تمويل عالمي لجهود العمل من أجل المناخ، وتنفيذ بنود اتفاق باريس وتوجيه جهود وأعمال "صندوق التكيف"؛ لتطبيق بنود اتفاق باريس بدلا من برتوكول كيوتو.
كان الزيودي قد استعرض، في كلمة دولة الإمارات أمام المؤتمر، تجربة الإمارات كنموذج رائد وناجح عالميا في التعامل مع تحديات التغير المناخي، والعمل على تحقيق الاستدامة في القطاعات كافة، والالتزام عبر مساهمات وطنية محددة في تطبيق بنود اتفاق باريس، واعتماد آليات وإجراءات وتشريعات من دورها تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ودعا وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي الوفود المشاركة في المؤتمر إلى حضور فعاليات "أسبوع أبوظبي للاستدامة" في دورته الجديدة يناير/كانون الثاني المقبل، بالعاصمة أبوظبي، والذي يشكل منصة عالمية تجمع الآلاف من القادة ورجال الأعمال والمختصين في مؤتمرات ومعارض وفعاليات رفيعة المستوى، بهدف وضع حلول مستدامة ومبتكرة لقضايا الاستدامة العالمية، وفي مقدمتها تغير المناخ.
وعلى هامش المؤتمر، عقد وفد الإمارات برئاسة الوزير الزيودي عددا من اللقاءات المشتركة شملت اجتماعا مع هينريك كوالتشي وزير البيئة البولندي، إذ هنأ الوزير الإماراتي نظيره البولندي على المستوى التنظيمي المتميز للمؤتمر، وناقش الطرفان آليات التحول العالمي نحو الحلول المبتكرة والمستدامة وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في القطاعات كافة.
كما التقى الزيودي، ماساجوس ذولكفلي وزير البيئة والمياه السنغافوري، وناقشا سبل تعزيز التعاون بين الدولتين في مجالات إدارة النفايات وتحقيق الاستدامة للقطاعات كافة، وبالأخص البيئة، وأحدث الابتكارات المتعلقة بالعمل من أجل المناخ.
واجتمع مع جينفير موريس رئيسة منظمة الحفظ الدولية، وناقشا سبل التعاون المستقبلي في مجالات حماية المحيطات والحفاظ على تنوع الحياة البحرية، والتقى وزير حماية الطبيعية الأرميني أريك جريجوريان، وناقش الطرفان سبل الاستفادة المثلى من تجربة الإمارات في حماية التنوع البيولوجي، وتحقيق استدامة موارد الطبيعة في تطوير هذا القطاع والمجال في دولة أرمينيا.
وشملت اللقاءات الاجتماع مع سيم كيسلر وزير البيئة الآستوني ورئيس الدورة الـ4 لاجتماعات الجمعية العامة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة "UNEA4"، وناقش الطرفان الاستعدادات وأهم المقترحات والمحاور التي سيتم تناولها خلال اجتماعات البرنامج والتي تُعقَد في مارس/آذار المقبل.
وأيضا اجتمع ووفد دولة الإمارات المرافق مع مستشار رئيس دولة باكستان لشؤون التغير المناخي مالك أحمد خان، وناقش الطرفان سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات البيئية.
وسبق ذلك اجتماع الدكتور الزيودي مع أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، إذ أشاد الأخير بتجربة الإمارات ودورها البارز وجهودها الفعالة عالميا في دعم الجهود البيئية، للحفاظ عليها واستدامة مواردها الطبيعية والحد من تداعيات التغير المناخي.
وعلى هامش المؤتمر الذي استمر على مدار أسبوعين، نظّم وفد الإمارات فعاليات جانبية عدة، منها الدورة الثانية من برنامج "حوار الشباب" بالتعاون مع مختبر الشباب، واستهدفت الدورة رفع الوعي لدى هذه الفئة بأهمية وطبيعة المشاركة في المفاوضات الدولية حول المناخ والإجراءات والتحركات الوطنية لتطوير السياسات والتشريعات المتعلقة بالتعامل مع إشكالية التغير المناخي، إضافة إلى تشجيعهم على المساهمة في تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ وأهداف التنمية المستدامة.
وشملت فعاليات الحوار مناقشات وعروضا توضيحية مفتوحة بين صناع القرار وعدد من المفاوضين المشاركين في المؤتمر وخبراء ومتخصصين ومجموعة من الشباب المشارك ضمن الوفود.
كما شارك الوفد في فعالية "الشراكة للعمل من أجل المناخ - يوم الطاقة"، التي استهدفت استعراض آليات تمكين التحول العالمي للطاقة، وناقشت الفعالية التي ضمت نخبة من صناع القرار والمسؤولين والمستثمرين، آليات وضع الخطط طويلة المدى واعتماد السياسات والتشريعات، بهدف تهيئة البيئة الداخلية لكل دولة للتحول في استخدام الطاقة نحو مزيد من الطاقة النظيفة والمتجددة، وتحقيق تناغم عام على مستوى المجتمع الدولي بما يضمن خلق حالة التزام عالمي لتحقيق بنود اتفاق باريس.