الإمارات وقطر.. روابط ثقافية تتألق في الأعياد الوطنية
تشارك الإمارات شقيقتها قطر الاحتفال بيومها الوطني، السبت، بفعاليات عدة تبرز الإرث الثقافي والاجتماعي المشترك وتحتفي به.
وتحل الذكرى بالتزامن مع تنظيم الإمارات إكسبو 2020 دبي، الذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي، وأكبر حدث ثقافي في العالم، بمشاركة بارزة من الدوحة.
مشاركة تأتي بعد طي صفحة خلاف قطر مع الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) خلال قمة العلا بالسعودية في 5 يناير/كانون الثاني الماضي، ليكون الجناح القطري في إكسبو دبي نافذة ثقافية اجتماعية تستعيد من خلالها علاقات البلدين زخمها وقوتها.
ويوافق اليوم الوطني القطري 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، وهو تاريخ تولي الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، مؤسس قطر، الحكم في البلاد عام 1878.
مرابع الأجداد أمانة
وتحتفل قطر بذكرى اليوم الوطني هذا العام، تحت شعار "مرابع الأجداد أمانة" المستمد من قصيدة للمؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، والتي يقول فيها:
"مرت بي العيرات عدَّ ومنزلٍ ورسم لنا ما غيرته الهبايب
ديارٍ لنا نعتادها كلّ موسم مرباعنا لا زخرفتها العشايبْ"
وهو شعار يؤكد أنَّ القطريين يرتبطون ببيئتهم ارتباطاً وثيقاً منذ القديم، فيها تربوا وبخصائصها تأثروا، فتعايشوا مع طبيعتها بحراً وبراً، في جميع مواسمها، لذا اتَّسمت حياتهم بالبساطة كبساطة بيئتهم.
وتوظف قطر الاحتفال باليوم الوطني، ليكون مناسبة هامة يتعرف خلالها المواطنين على تاريخهم وإرثهم الوطني العريق من خلال إقامة فعاليات في مواقع مختلفة من الدولة، لتعكس أهمية وقيمة هذه المناسبة الوطنية الكبيرة.
وتبرز الفعاليات دور الرموز الوطنية، ومدى تأثيرهم على أفراد المجتمع، من خلال مبادئهم وقيمهم وعلى رأسهم المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، وجيل المؤسسين الذين ساهموا في بناء الدولة عبر مراحل تاريخها، بنا يسهم في تعزيز الولاء والتكاتف والوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية لدولة قطر .
وتشارك دولة الإمارات، قطر، الاحتفاء بهذا اليوم في احتفال يقام تحت شعار "الإمارات ــ قطر.. كل عام وأنتم بخير"، حيث تشهد الإمارات مجموعة من الفعاليات المرتبطة بالمناسبة والتي تتضمن إضاءة المباني الأيقونية الشهيرة في الدولة بألوان العلم القطري، وختم واستقبال خاص للمواطنين القطريين في مطارات الدولة.
إلى جانب احتفالات خاصة في معرض إكسبو 2020 دبي والقرية العالمية، وكذلك تهنئة في الصحف القطرية باسم حكومة وشعب الإمارات.
فعاليات في البلدين احتفاء بتلك المناسبة تبرز العلاقات الأخوية المتينة، والإرث الثقافي والاجتماعي المشترك، الذي يعد أحد مقومات توطيد العلاقات الأخوية وترسيخ الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
إكسبو.. رسائل ودلالات
ويشهد معرض إكسبو 2020 دبي احتفالات خاصة بمناسبة اليوم الوطني القطري.
وتعكس المشاركة القطرية المتميزة في إكسبو 2020 دبي، العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، حيث يبرز الجناح القطري معالم الثقافة والتراث في البلاد.
كما يركز على إنجازات قطر في مختلف المجالات ويعرض المشاريع الرائدة التي يتم تطويرها وفقاً لـ"الرؤية الوطنية 2030"، ويسلط الضوء على قطر باعتبارها الدولة المضيفة لبطولة كأس العالم لكرة القدم المقبلة "قطر 2022".
ويقع "جناح قطر" داخل منطقة "الاستدامة" في إكسبو 2020 دبي بجوار الملتقى الجنوبي الغربي لجناح الاستدامة، وتبلغ مساحته حوالي 920 متراً مربعاً، أما إجمالي المساحة المبنية فيبلغ حوالي 620 متراً مربعاً.
ووظفت الإمارات إكسبو 2020 دبي، إلى نافذة تواصل مفتوحة لتعزيز التضامن الخليجي، إما من خلال حرص قادة ومسؤولي الإمارات على زيارة أجنحة دول مجلس التعاون الخليجي، ونقل رسائل تعزز الترابط والأخوة، أو من خلال استقبال مسؤولي دول الخليج بالمعرض وعقد مباحثات أو مناسبات وطنية تعزز التعاون الثنائي وتصب في دعم مسيرة التعاون الخليجي.
ويكاد لا يمر يوم منذ انطلاق إكسبو دبي مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلا ويشهد حدث أو رسالة أو لقاء تصب في مسار تعزيز مسيرة التضامن الخليجي.
وزار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي جناح دولة قطر في معرض "إكسبو 2020 دبي".
وأعرب عن سعادته بزيارة جناح قطر والاطلاع على أهم مبادراتها في مشاريع المستقبل وموروثهما التراثي والتاريخي والثقافي والاجتماعي.
وخلال زيارته لأجنحة قطر والكويت والبحرين في معرض دبي إكسبو 2020، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن قطر والبحرين والكويت "إخوة يجمعهم النسب والقرابة والمصير الواحد، وتجمعهم الإمارات العربية المتحدة على المحبة والسلام".
كما زار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، جناح دولة قطر في الشهر نفسه ضمن جولة في المعرض، وتعرف إلى المحتوى المتميز الذي يقدمه الجناح ويعمل على إبراز معالم الثقافة والتراث القطري، ويجسد كذلك تطلعات دولة قطر لمستقبل مزدهر ومستدام تماشياً مع رؤية قطر "الرؤية الوطنية 2030".
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن "إكسبو 2020 دبي" يجسد تطلعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو مستقبل واعد ومزدهر، كما يعكس تاريخاً من العمل الخليجي المشترك ومسيرة ملهمة وثرية قادتنا إلى تحقيق إنجازات نوعية في المجالات كافة.
إرث ثقافي واجتماعي مشترك
هذا التاريخ الخليجي المستند على إرث ثقافي واجتماعي ثري يبرز بشكل واضح ضمن الفعاليات التي تشهدها قطر، احتفاء بتلك المناسبة.
وتعد "العرضة" الذي يحرص القطريين علي أدائها خلال الاحتفال باليوم الوطني، نموذجاً علي الإرث الثقافي الخليجي المشترك.
و"العرضة" فن شعبي تراثي يؤدي الرجال فيه رقصة "العرضة" وهم حاملون لسيوفهم.
وكان هذا الفن يمارس قديماً في المعارك، وكانت القبائل تمارسه لشد العزائم وتعبيراً عن النصر، واشتق اسم هذا الفن من "العرض العسكري" باعتباره جزءاً من الإعداد للحرب ووسيلة لبث الحماس في صفوف المقاتلين.
في الوقت ذاته يعتبر وسيلة للتعبير عن الفرح والاحتفال بالانتصارات العسكرية، ويهتم به على وجه الخصوص في قطر والإمارات والسعودية، بينما له طابعه الخاص في قطر ويحافظ عليه المواطنون ويؤدونه خاصة في المناسبات الوطنية والأعراس والأفراح.
وقد شارك الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، في عرضة هل قطر، التي أقيمت في الساحة الخارجية للديوان الأميري بمنطقة كورنيش الدوحة مساء الجمعة، احتفالاً باليوم الوطني للدولة.
وإضافة للعرضة، شهد هذا العام إقامة فعاليات تراثية تبرز الإرث الثقافي القطري والخليجي المشترك في عدة مواقع شملت سوق الوكرة القديم وحديقة أسباير ومؤسسة قطر، احتفاءا باليوم الوطني القطري.
ففي حديقة أسباير أقيمت العديد من الفعاليات التراثية التي تعكس تقاليد وعادات أهل قطر، ومنها فعالية "المقطر" حيث يتعرف الزوار على العادات والتقاليد القطرية، وكيفية إعداد وتقديم القهوة العربية، إلى جانب تقديم مجموعة من الأنشطة، مثل رواية القصص، وعزف الربابة، ومسابقة الألغاز الشعبية (الرمعة)، وآداب المجلس.
بالإضافة إلى بيت الحريم، الذي يستقبل الزائرات لتبادل الحديث عن العادات والتقاليد القطرية، وكيفية إعداد القهوة العربية، إلى جانب قيام مجموعة من الأنشطة الأخرى.
كما تقام فعالية "مجلس العزبة" وفيه يتم استقبال الزوار، مع إقامة مسابقة ثقافية عن المحتوى الإثرائي المقدم في المجلس، بالإضافة إلى تقديم فعالية "ركوب الهجن"، وخلالها يتم تعليم الأطفال ركوب الهجن، وطريقة شد الذلول.
كما أقيم بشاطئ سوق الوكرة فعالية "مجلس النوخذة"، و"متحف الفريج"، والذي يتضمن مجموعة من النماذج التي تعبر عن الألعاب الشعبية القديمة، والسفن القديمة، والحرف اليدوية مثل (النداف، القلاف، الكندري).
كما قدم القطاع التعليمي عدة فعاليات خلال احتفالات اليوم الوطني، من بينها فعالية "عد القصيد"، وهي فعالية تنافسية بدأت عام 2009، وتهدف لتعزيز قيمة المشاركة في هذه المناسبة الوطنية من خلال إلقاء القصائد، وإحياء الموروث الشعبي واكتشاف المواهب الشعرية ودعمها وتعزيزها.
aXA6IDE4LjE4OC41OS4xMjQg
جزيرة ام اند امز