أعياد البحرين الوطنية.. "إكسبو دبي" يعزز الروابط الثقافية والاجتماعية
يجسد احتفاء الإمارات، قيادة وشعبا، بأعياد البحرين الوطنية عمق العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين والمصير المشترك الذي يجمعهما.
احتفاء يؤكد أن ما يجمع دولة الإمارات بمملكة البحرين أكبر بكثير من الجغرافيا والعلاقات الرسمية بين الدول، لتتجاوزها إلى روابط الدين والدم والتاريخ والنسب والقربى والمصير الواحد، وهو ما يفرض تناظرا في الأفراح والأتراح بالنسبة لشعوب البلدين.
نكهة خاصة
احتفالات الإمارات بأعياد البحرين الوطنية هذا العام، حملت نكهة خاصة، نظرا لتزامنها مع استضافة الإمارات "إكسبو 2020 دبي" الذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي، وأكبر حدث ثقافي في العالم.
حدث استثنائي آثرت الإمارات أن توظفه لتحتفي بأعياد البحرين الوطنية، وتبرز تراثها الثقافي، ليكون شاهدا على فصل جديد من الإخوة بين البلدين، ومعبرا عن قوة الروابط الثقافية والاجتماعية بين البلدين، التي تصل إلى مستوى العلاقات الأسرية والعائلية وتقاسم العادات والأزياء والفنون، نتيجة للتاريخ المشترك والتقارب الجغرافي.
وتحتفل البحرين بأعيادها الوطنية يومي 16 و17 ديسمبر، إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح؛ دولة عربية مسلمة عام 1783، والذكرى الـ50 لانضمامها إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى الـ22 لتسلم عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم.
تقاسم الأفراح
وتشارك الإمارات فرحة البحرين بأعيادها الوطنية بمجموعة من الفعاليات والعروض المميزة، تتضمن إضاءة عدد من أبرز معالم دولة الإمارات بالعلم البحريني، ومظاهر احتفالية في مطارات الدولة واستقبال الزوار البحرينيين القادمين إلى الإمارات بالورود والهدايا التذكارية، والعديد من الفعاليات والأنشطة الأخرى.
وإضافة لتلك الفعاليات، شهد إكسبو 2020 دبي احتفالات خاصة باليوم الوطني البحريني، قبيل انطلاقها رسميا.
وزار الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين إكسبو 2020 دبي، في 25 نوفمبر الماضي وشهد الاحتفال باليوم الوطني لبلاده.
وقالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيس مجلس إدارة هيئة البحرين للثقافة والآثار خلال الاحتفالية: "من الجميل تقاسم الفرح مع دولة شقيقة وقريبة ومحببة إلينا والتي تحتفي هي أيضا بمرور 50 عاما على اتحاد إماراتها".
وأردفت :"اليوم، ونحن نحتفل بالعيد الوطني، إنما نحتفي بالصنيع الحضاري لأوطاننا؛ فالإمارات التي تحتضن العالم كله في هذا التجمع الذي يصل لأول مرة إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا تؤكد فيه أنها منذورة للإنجاز والمنح والتواصل مع كل العالم بشعوبه وحضاراته".
علاقات أخوية راسخة
تقاسم الأفراح بين البلدين تعبيرا عن حجم العلاقات التي تربطهما ظهر أيضا جليا في تعبير المملكة قيادة وشعبا عن فخرها بإنجازات الإمارات، وفرحتها بمناسباتها الوطنية.
ولم تفوت البحرين مناسبة إلا وعبرت فيها عن المكانة التي تحتلها الإمارات لديها واعتزازها بإنجازاتها، في تعبير صادق عن حجم المودة والمحبة بين البلدين.
وهنأ عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، دولة الامارات العربية المتحدة بمناسبة عيد الاتحاد الخمسين، مؤكدا أن قيام اتحاد دولة الإمارات العربية قبل نصف قرن كان إيذانًا بدولة محورية تمكنت منذ السنوات الأولى لتأسيسها، من إنجاز خطوات عملاقة في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والعلمية والثقافية وفي شتى المجالات لتكون اليوم في مصاف الدول المتقدمة.
وأعرب عن بالغ الاعتزاز بالعلاقات الأخوية الراسخة والوطيدة التي تربط بين مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة والتي أرسى دعائمها الصلبة وأركانها المتينة الأجداد والآباء، مؤكداً أن لدولة الإمارات مكانة غالية ومنزلة خاصة في قلب كل بحريني.
كما حرص عاهل البحرين على تهنئة الإمارات في 11 فبراير/شباط الماضي بعد فوزها لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "COP28" عام 2023.
وأكد أن استضافة دولة الإمارات لهذا المؤتمر سيصبّ في تعزيز أهداف وطموحات المجتمع الدولي في الحدّ من تداعيات تغيّر المناخ ويسهم في توفير بيئة ملائمة وحياة آمنة ويحقق الازدهار والنماء.
وتستضيف دولة الإمارات الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر دول "COP 28" في عام 2023، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي بمشاركة قادة وزعماء العالم.
أيضا سبق أن هنأ عاهل البحرين الإمارات بمناسبة النجاح الكبير الذي حققه افتتاح إكسبو 2020 دبي، ضمنها خالص التهاني والتبريكات بهذه المناسبة، مؤكداً أن ما تحققه دولة الإمارات العربية المتحدة من نجاحات يصب في تعزيز مكانة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية؛ التجارية والاقتصادية، ويفتح آفاق أرحب في جذب الاستثمارات والمشاريع للمنطقة، وهو ما يمثل نجاح لنا جميعاً.
إكسبو.. تعزيز الأخوة
ووظفت الإمارات إكسبو 2020 دبي لتعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة وعلى رأسها مملكة البحرين، إما من خلال حرص قادة ومسؤولي الإمارات على زيارة جناح المملكة، ونقل رسائل تعزز الترابط والأخوة، أو من خلال عقد مباحثات أو مناسبات وطنية تعزز التعاون الثنائي وتصب في دعم مسيرة التعاون الخليجي.
ويكاد لا يمر يوم منذ انطلاق إكسبو دبي مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلا ويشهد حدث أو رسالة أو لقاء تصب في مسار تعزيز العلاقات.
وزار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "جناح البحرين في إكسبو دبي 2020، في 3 أكتوبر الماضي، واستمع إلى شرح حول أهم مكونات الجناح، والذي تهدف من خلاله البحرين إلى التعريف بجوانب مهمة من تراثها.
كما زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية جناح مملكة البحرين في معرض "إكسبو 2020 دبي" الدولي 21 نوفمبر الماضي.
وفي 6 ديسمبر الجاري، التقى الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي، الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية البحريني في إكسبو 2020 دبي.
وجرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون المتميزة القائمة بين البلدين وسبل تعزيزها، كما جرى الحديث حول الحدث العالمي إكسبو 2020 دبي، ودوره في تعزيز تقارب الشعوب حول العالم وأثره الإيجابي في الترويج للمنطقة والارتقاء بالعلاقات بين دول العالم لما فيه مصلحة الإنسانية.
دعم ثقافي متواصل
ويعد جناح البحرين في إكسبو 2020 نافذة للزوار على الثقافة العريقة والتراث الأصيل لمملكة البحرين، فيما يستعرض تصميمه بوضوح قيم التنوع والتعددية الثقافية التي تميز المملكة.
ويستعرض الجناح بشكل بارز تنوع الحرف اليدوية البحرينية التقليدية وإنتاج المنسوجات المعاصرة، فضلا عن الابتكار والمهارات التي تعد جوهر عمليات هذه الحرف والمنسوجات.
ويقع جناح مملكة البحرين في منطقة الفرص على مساحة 2000 متر مربع ويتكون هيكله من 126 عمودا بسماكة 11 سنتيمترا وارتفاع يبلغ 24 مترا، تتصل ببعضها البعض في عدة نقاط على ارتفاع المساحة، بينما تتألف واجهته الخارجية من الألمنيوم الذي يمثل أحد أكبر صادرات المملكة و تدعم تلك الأعمدة بعضها، إضافة إلى رفعها للسقف لتجسد مبادئ التواصل والكثافة في استكشاف الاحتمالات ثلاثية الأبعاد المستوحاة من الزخارف الجصية الهندسية التقليدية للعمارة البحرينية التراثية.
ويبدأ كل عمود من الأعمدة من نقاط مختلفة لتلتقي في نقاط محددة ومعينة تعتبر، إشارة إلى أن نسيج المجتمع البحريني رغم تنوعه إلا أنه يتحد في نقاط معينة تسهم في رفع وإعلاء جهود مملكة البحرين في جميع القطاعات.
وتستمر فعاليات إكسبو 2020 دبي حتى 31 مارس 2022 ويدعو الحدث الدولي الزوار من جميع أنحاء كوكب الأرض إلى المشاركة في صُنع عالم جديد، في احتفال بإبداع البشر وابتكاراتهم وتقدمهم وثقافاتهم على مدار ستة أشهر.
ويتيح جناح البحرين في إكسبو دبي فرصة كبيرة للمملكة للترويح لتراثها الثقافي.
ولا تتوانى الإمارات عن دعم المملكة على مختلف الأصعدة، ولا سيما الجانب الثقافي.
وفي 31 يناير الماضي، افتتحت دولة الإمارات ومملكة البحرين مشروع "الركن الأخضر" الثقافي بمدينة المحرق، وذلك ضمن مشروع ثقافي مشترك في إطار الاتفاقية الموقعة لتوثيق علاقات التعاون الثقافي بين البلدين للحفاظ على الإرث التاريخي المشترك.
ويشكل افتتاح "الركن الأخضر" المتفرع من مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، إضافة نوعية للبنية التحتية الثقافية في المملكة.
وتوجهت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث بجزيل الشكر والامتنان لدولة الإمارات التي دعمت المشروع.
ويعد افتتاح "الركن الأخضر" المشروع الثاني الذي تساهم فيه دولة الإمارات بالتعاون مع مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث بعد إعادة ترميم وافتتاح "نزل السلام" يوم 26 أكتوبر 2019.
ويجسد المشروعان العلاقات المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين، ويؤكد حرصهما على الحفاظ على الإرث التاريخي والثقافي الخليجي.
وسيتحول الركن الأخضر إلى مكتبة تعنى بأرشفة الفن في مملكة البحرين عامة وبترميم الوثائق الفنية وحفظ الكتب واللوحات الفنية، ويحتوي المبنى على حديقة عمودية فريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط تشتمل على 200 نوع من النباتات غالبيتها من المناطق شبه الاستوائية والصحراوية حول العالم مثل الحوض المتوسطي، والشرق الأوسط وأستراليا وجنوب أفريقيا وما يميزها هو تجددها وقدرتها على تجسيد حياة متكاملة يراقب فيها الناس فعل الإيناع خلال موسم العام وهو رمز فني بيئي مستدام ينتصر للانسجام ما بين الطبيعة والإنسان والمدينة.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjYuMTI3IA==
جزيرة ام اند امز