واقع الأمر لم تكن مهمة تأمين الغذاء والدواء للإماراتيين والوافدين إليهم وليدة اللحظة وإنّما هي سياسية سنّ قوانينها مؤسّس الدولة
لا يمكن للإماراتيين ولا غيرهم نسيان العبارة الشهيرة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حينما قال إنّه لا يرضى أن يعيش إماراتي بلا سكن أو راتب يعينه على العيش بكرامة، ووجه كلّ مسؤولي الدولة آنذاك لتنفيذ رؤيته في الشأن، ومن يومها والإماراتيون يعيشون في كنف دولتهم آمنين مستقرين هانئين لا يحملون همّ غذائهم ولا دوائهم، والمشهد يتكرر اليوم في ظل الجائحة التي تجتاح دول العالم "فيروس كورونا" بحديث الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي عن أن الغذاء والدواء خط أحمر في الإمارات.
في واقع الأمر لم تكن مهمة تأمين الغذاء والدواء للإماراتيين والوافدين إليهم وليدة اللحظة ولم يفرضها الحدث المستجد، وإنّما هي سياسية سنّ قوانينها مؤسّس الدولة وباني وحدتها المغفور له الشيخ زايد رحمه الله، حين شدّد على أنّ الإماراتيين وراحة بالهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم هي الأولية عند الحاكم.
لا ينفع التهافت على المحال التجارية ولا الجمعيات الاستهلاكية من أجل تخزين الغذاء المتوفر أصلا وبكميات كبيرة، المطلوب من جميع الشرائح التي تعيش على أرض الإمارات في الوقت الراهن مساعدة الحكومة الإماراتية من خلال الالتزام التام بالتعليمات الواردة منها تباعا والتي حتما تصب في مصلحة المجتمع الإماراتي والوافدين إليه، وترك الباقي عليها، فهي متكفلة ليس فقط بهم، بل تصل مساعداتها إلى كل الدول التي اجتاحها الوباء مؤخرا (راجع المساعدات التي قدمتها الإمارات إلى الدول التي انتشر بها فيروس كورونا).
في مراجعة بسيطة لتاريخ الأزمات التي مرت بها البشرية خلال العقود الأربعة الماضية نجد أن الإمارات سباقة في المساهمة بحلها بكوادرها البشرية أحيانا وبمساعداتها المالية والاقتصادية أحيانا أخرى ونستعرض من ذلك على سبيل المثال لا الحصر قطاعي الغذاء والدواء
في مراجعة بسيطة لتاريخ الأزمات التي مرت بها البشرية خلال العقود الأربعة الماضية، نجد أن الإمارات سباقة في المساهمة بحلها بكوادرها البشرية أحيانا وبمساعداتها المالية والاقتصادية أحيانا أخرى، ونستعرض من ذلك على سبيل المثال لا الحصر قطاعي الغذاء والدواء:
الغذاء أولا:
الاتفاقية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) 2016-2020 حين وافقت حكومة دولة الإمارات على توسيع نطاق دعمها لعمليات المكتب الإقليمي الفرعي التابع للمنظمة الدولية من خلال عدة خطوات أسهمت بشكل مباشر في القضاء على الجوع والحد من الفقر في دول الشرق وكذلك شمال أفريقيا، من خلال مشاركة الدول في التقنيات الحديثة والعمل على بناء القدرات في القطاع الزراعي ودعم الدول الزراعية ومساندتها بتلبية احتياجاتها كالسودان مثلا واليمن وغيرهما من الدول العربية والإقليمية، إذ وصل دعم الإمارات إلى نحو 80 مليون إنسان في أكثر من 80 دولة، بالإضافة إلى توفيرها أكثر من 50 مستودعا لتخزين المواد الغذائية بغية اللجوء إليها في حال الطوارئ.
الدواء ثانيا:
فيما يخص المجال الطبي ومسألة التداوي، حصلت الإمارات على إشادة منظمة الصحة العالمية أكثر من مرة على مساهمتها ودعمها في تطوير القطاعات الصحية في الدول الفقيرة التي تكثر فيها الأوبئة، من خلال الوقاية والعلاج وتأهيل الكوادر الطبية وتأمين الأدوية والمواد الطبية للمستشفيات وتأهيلها بما يرفع جاهزيتها لتلبية الاحتياجات في كثير من الدول، وهذا ما أثنت عليه منظمة الصحة العالمية حين ذكرت أنّ الإمارات هي الرائدة عالمياً في القضاء على مرض شلل الأطفال مثلا وبالأخص في الدول الفقيرة.
نستطيع القول إن دولة الإمارات لا تنتظر ثناء من أحد على جهودها تجاه الآخرين، لذلك لم تكن الغاية من هذا المقال استعراض الأرقام والأعمال الخيرية التي قامت بها دولة الإمارات تجاه البشرية ولا الوقوف عندها بقدر تذكير كل من تحدثه نفسه وتشعره بالخوف جراء انتشار فيروس كورونا بأنه يعيش على أرض أقسم حكامها بمشيئة ربهم على تأمين غذاء ودواء الشعب الإماراتي وضيوفه قبل كل شيء، لذلك جاءت عبارة الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان شافية وكافية بأنّ الغذاء والدواء خط أحمر إلى ما لا نهاية في دولة زايد الخير.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة