نادي طلبة الإمارات بمصر.. ذكريات لا تنسى على ضفاف النيل
تأسس نادي طلبة دولة الإمارات في القاهرة عام 1974، كأحد أقدم أندية الطلبة، وبمثابة ملتقىً ثقافي وفني لطلاب الإمارات في جامعات مصر.
وكان الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي الذي تخرج في نفس العام من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، أول رئيس لأول هيئة إدارية شكلت له.
واتخذ النادي في بداية الأمر مقرا قريباً من مبنى السفارة الإماراتية، وفي عام 2007 تم افتتاح مبنى النادي الجديد في منطقة المهندسين، ليكون مساحة ثرية تجمع الطلاب الإماراتيين الدارسين بمصر، زاخرة بتفاصيل وحكايات وفعاليات إماراتية في قلب القاهرة.
وقد تناوب على رئاسة النادي عدة شخصيات إماراتية منها: عبدالله محمد بوشهاب، إبراهيم بوملحة، الدكتور عبدالغفار محمد عبدالغفور، سالم يوسف القصير، جمال غباش.
ملتقى الذكريات
ولأنه أحد أهم وأقدم أندية الطلاب الإماراتيين في الوطن العربي، فقد اجتمع أوائل أعضاء النادي في دبي في مارس/ آذار عام 2015، بعد نحو 40 عاماً من التخرج من جامعات مصر، ليتذكروا الأيام التي كانوا فيها طلاباً في الجامعات المصرية خلال الفترة من 1970 حتى 1979، وهي السنوات الأولى في فجر الاتحاد.
واستضافت ندوة الثقافة والعلوم في دبي، الملتقى، والذي جاء ليجدد الذكريات ويبث في أصحابها روح الزمالة من جديد، إذ استمر الحديث شيقاً ومعبراً ومسلياً عن قصص لا تنسى، التصقت بحياتهم في الجامعات المصرية التي اعتبروها مساحة للنشاط الثقافي والإبداعي وليس فقط قبلة أكاديمية وتعليمية رفيعة.
صداقات العمر
ومن بين الطلبة الذين درسوا في الجامعات المصرية في فترة السبعينات، الأديب والإعلامي علي عبيد الهاملي، مدير مركز الأخبار بمؤسسة دبي للإعلام، والذي كانت فترة دراسته في مصر بين عامي 1975 حتى 1979 وتحديداً في كلية الإعلام بجامعة الأزهر، قسم الإذاعة والتلفزيون.
ومن بين الشخصيات أيضاً، محمد جمعة بن هندي عضو المجلس الاستشاري في إمارة الشارقة، الذي درس في كلية التجارة بجامعة القاهرة في الفترة من 1976 إلى 1980.
وكون العديد من أوائل الدارسين الإماراتيين في الجامعات المصرية العديد من الصداقات والخبرات التي اكتسبوها أثناء فترة الدراسة بمصر، بعضها لا يزال مستمراً وقائماً، كما أنهم يشيرون دائماً إلى المكانة الكبيرة والاعتزاز الشديد بسنوات دراستهم فيها.
زيارات وجلسات
أما الدكتورة ليلى مطر المهيري، طبيبة أطفال، فقد كانت إحدى عضوات النادي، حيث درست في كلية الطب بجامعة عين شمس، واستفادت من الخدمات التي كان يعمل على توفيرها النادي لطلبة الإمارات.
وكان النادي يوفر لمنتسبيه من الطلبة الإماراتيين العديد من الخدمات، ويحفزهم على الانخراط في أنشطة مختلفة، ما أتاح للطلبة التعرف على أهم المعالم المصرية وزيارة العديد من الأماكن السياحية في مصر، بما في ذلك المدن السياحية بخلاف القاهرة، كالأقصر وأسوان وغيرهما.
وقد استرجع عدد من أوائل الطلبة الإماراتيين الدارسين بالجامعات المصرية جانباً من تلك الذكريات سواء في مؤلفات مطبوعة، أو بعض الجلسات التي جمعت بينهم واستضافتها مؤسسات ثقافية بدولة الإمارات.
محمد علي العصيمي، وهو سفير في وزارة الخارجية، وأحد الدارسين في مصر بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، خلال الفترة بين عامي 1969 و1973.
وكذلك يبرز اسم المستشار إبراهيم بوملحة، مستشار حاكم دبي للشؤون الإنسانية والثقافية، وقد حصل على ليسانس في الشريعة والقانون عام 1976 من جامعة الأزهر بالقاهرة، وأيضاً الدكتور عبدالغفار محمد عبدالغفور، الذي حصل على بكالوريوس الطب والجراحة عام 1978 من جامعة القاهرة، وكذلك دبلوم في إدارة المستشفيات من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهو الآن رئيس مركز المحاكاة المتقدمة في مجال الرعاية الصحية في جامعة الخليج الطبية.
أنشطة وفعاليات
ومثلت الفعاليات المتنوعة التي كانت تنظمها الجامعات وكذلك نادي الطلبة الإماراتي، بما في ذلك الحفلات السنوية والاحتفالات الخاصة بالمناسبات الوطنية، والمسابقات الطلابية الثقافية والفنية والإبداعية، فرصة ذهبية لمزيد من التفاعل والتعارف بين الطلبة الإماراتيين ونظرائهم المصريين.
وانخرط نادي طلبة الإمارات بالقاهرة في أنشطة خيرية عديدة، منها احتفاله بيوم اليتيم العربي، وكانت أضخم احتفالية أقامها النادي بالقاهرة سنة 2009، بمشاركة 55 طفلاً وطفلة من جمعيتي "رسالة" و"دار الرحمة" لرعاية الأيتام، وتنظيم مشروع "الشنطة الرمضانية" في العام 2011، حيث قام أعضاء نادي طلاب دولة الإمارات في القاهرة بتوزيعها على الفقراء لإدخال البهجة عليهم في هذا الشهر الكريم.
aXA6IDE4LjIyMS4xMDIuMCA= جزيرة ام اند امز