انطلقت أمس الاثنين رسميا فعاليات "أسبوع أبوظبي للاستدامة"، والتي تستمر حتى الغد، بعد بداية افتراضية يوم 15 يناير الجاري.
وتمثل هذه الفعالية، التي تُعقد بانتظام كل عام منذ انطلاقها لأول مرة عام 2008، أحد أهم الأحداث العالمية، التي تستهدف تعزيز التنمية المستدامة في العالم، حيث يجتمع صنّاع السياسات وقادة الأعمال ورواد التكنولوجيا من مختلف دول العالم للعمل المشترك واتخاذ إجراءات فاعلة لدعم الاستدامة وبناء مستقبل مستدام للبشرية كلها.
ويكتسب "أسبوع أبوظبي للاستدامة" لهذا العام أهمية خاصة في ضوء اعتبارات عدة:
أولها، استمرارية انعقاد هذه الفعالية رغم الظروف التي فرضتها جائحة "كوفيد-19" بمتحوراته المختلفة، حيث عُقدت فعاليات العام الماضي افتراضياً، فيما ستُعقد فعاليات هذا العام بنهج يجمع بين الواقعي والافتراضي، وهذه الاستمرارية تعكس حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على متابعة دورها العالمي في تعزيز نهج الاستدامة عالمياً، باعتباره الأساس لبناء مستقبل أفضل للبشرية، كما تؤكد أن دولة الإمارات لا تسمح للتحديات -مهما كانت- أن تعطل مسيرتها.
ثانيها، هو تزامن "أسبوع أبوظبي للاستدامة" هذا العام مع معرض "إكسبو 2020 دبي"، والذي تمثل الاستدامة جزءا لا يتجزأ من عمليات إدارته وأحد أهم أهدافه ومنطلقاته، من خلال القطاعات الثلاثة، التي يتبنّاها المعرض، وهي "التنقل والاستدامة والفرص".
هذا التزامن يعزز الدور العالمي، الذي تقوم به دولة الإمارات في دعم فكر التنمية المستدامة وتحقيق أهدافها التي حددتها الأمم المتحدة، فكلا الحدثين العالميين "إكسبو دبي"، و"أسبوع أبوظبي للاستدامة" يتضمنان العديد من المبادرات والفعاليات، التي تصب بشكل مباشر في خدمة الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة، التي حددتها الأمم المتحدة، وأدرجتها ضمن خطتها للتنمية بحلول عام 2030.
الاعتبار الثالث، هو تزامن "أسبوع أبوظبي للاستدامة" مع انطلاق خمسينية الإمارات الجديدة، فهو الحدث العالمي الأول في عام 2022، وبداية الخمسين عاما الجديدة، بعد الاحتفال باليوبيل الذهبي للدولة ومرور خمسين عاماً زاخرة بالإنجازات من عمر اتحادها المبارك.
وندرك جميعاً أن فكر الاستدامة هو الموجّه لاستراتيجية دولة الإمارات الطموحة خلال الخمسين عاماً المقبلة، وهو أمر يمكن تلمُّسُه بوضوح في المبادئ العشرة لوثيقة الخمسين، التي ترسم المسار الاستراتيجي للدولة خلال نصف قرن مقبل، والتي تؤكد في مجملها استدامة التنمية والسلام والاستقرار والرفاهية.
الاعتبار الرابع والأخير، الذي يمكن الإشارة إليه هنا، هو الحرص الدولي على المشاركة الواسعة في هذا الحدث، والذي يعكس ثقة العالم بدولة الإمارات وقدرتها على مواجهة التحديات العالمية وتوحيد الجهود الدولية وتوجيهها لكل ما فيه خدمة وخير البشرية، حيث يشارك في فعاليات العام الحالي أكثر من 500 متحدث و150 وزيراً و1000 شركة عالمية و3000 طالب، إلى جانب عدد من رؤساء الدول، ما يشير إلى المكانة الدولية التي أصبح يحتلها هذا الحدث بوصفه واحداً من أكبر التجمعات المعنية بالاستدامة في العالم من خلال القمم والمؤتمرات والفعاليات التي تقام تحت مظلته، والتي بات معها يشكل منصة عالمية تسهم في تحفيز العمل المناخي وتسريع وتيرة التنمية المستدامة حول العالم.
إن التنمية المستدامة خيار إماراتي استراتيجي ونهج أصيل وهدف محوري في جميع توجهات الدولة، داخليا وخارجيا، ويمثل "أسبوع أبوظبي للتنمية المستدامة"، و"معرض إكسبو 2020 دبي" -المستمر حتى نهاية مارس القادم- نموذجين كبيرين للاهتمام الذي توليه دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة لهذه القضية وجهودها المرموقة في هذا المجال.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة