التسامح مطلوب من الناس في التعامل مع الآخرين والسماحة وقاية من الخداع والتحايل وهي بالأساس راحة واطمئنان للنفس.
ارتقت دولة الإمارات اليوم إلى مصاف الدول الكبرى حضوراً ومَنْعةً وريادةً، ذلك يعود بفضل قادتها الذين آثروا الارتقاء بوطنهم نحو آفاق مستقبلية "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه" حتى وصلت في نهاية المطاف إلى حالة مشرقة مضيئة متميزة ومطمئنة على مستقبل وجودها، ولأنها أفسحت المجالات أمام العقول النيرة المبتكرة والنفوس المسامحة الهادية والراقية السمحة.
فالتسامح مطلوب من الناس في التعامل مع الآخرين والسماحة وقاية من الخداع والتحايل وهي بالأساس راحة واطمئنان للنفس، تسمو من خلالها المعاملات وتنزوي المشاكسات وتقوى الأواصر وتتسامى المودات، وسماحة الآخرين فيما بينهم تظل مبعث خير ومرتقى للفضيلة، تتراحم القلوب وتتآلف الجهود وتتواصل الأفكار بروح التسامح المليئة بطاقة إيمانية روحية، وهذه فضيلة لا تتضح نتائجها ما لم نتمكن من إزالة ما علق في دواخلنا من أحقاد وضغائن، ولا تتضح رؤاها إلا بالمشاركة الوجدانية وبالمعاملة الحسنة، قال تعالى في سورة آل عمران آية 159: {فبما رحمةٍ من الله لِنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفُ عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين}.
مبدأ العلاقات الإنسانية يقوم على احترام الآخرين من خلال المعاملة الطيبة بالمثل في إطار الامتثال إلى الحقوق العامة وعدم العدوان والاعتداء على حقوق الفرد والمجتمع بأسره فلا ينسجم الحق مع الباطل ولا الإحسان مع الإذلال، ولكن الاحترام القائم على المساواة والمسامحة والمعاملة الحسنة الطيبة هو الذي يكفل انسجام العلاقات
ولا يمكن تجزئة مفهوم التسامح في إطار علاقته بالممارسة الدولية، حيث تحول هذا المفهوم الإنساني الاجتماعي إلى مفهوم حقوقي وكيف يجري تجسيده في الممارسة فكان حق الفتح حقاً مطلقاً للدول تأتيه أنى شاءت لتأمين مصالحها القومية دون أي اعتبارات أخرى، وكان القانون الدولي التقليدي يؤمن بهذا الحق، ولكن تواتر الاستعمال على الأراضي أدى تدريجياً إلى تقنينه ونقضه فقد قيد ميثاق عصبة الأمم المتحدة استخدام القوة، وفيما بعد حرم ميثاق الأمم المتحدة التدخلات بسيادة الدول ويعاقب عليه القانون الدولي.
مسألة حقوق الإنسان مسألة شائكة في عالم اليوم غير متجانسة ومثار خلاف واختلاف من حيث المفهوم الحقوقي، وعلى مر العقود الماضية استُغلت مفاهيم حقوق الإنسان من الحكومات الغربية، فسياسة الولايات المتحدة فيما يتعلق بحقوق الإنسان سياسة انتقائية إلى أبعد الحدود، حيث استخدمت مفهوم حقوق الإنسان كسلاح أُشهر حتى مع الدول الكبرى التي كانت واشنطن تقيم علاقات معها كالصين وروسيا.
مبدأ العلاقات الإنسانية يقوم على احترام الآخرين من خلال المعاملة الطيبة بالمثل في إطار الامتثال إلى الحقوق العامة وعدم العدوان والاعتداء على حقوق الفرد والمجتمع بأسره، فلا ينسجم الحق مع الباطل ولا الإحسان مع الإذلال، ولكن الاحترام القائم على المساواة والمسامحة والمعاملة الحسنة الطيبة هو الذي يكفل انسجام العلاقات البشرية.
إن دين الإسلام كرم الإنسان، وإن شريعة من الشرائع الدينية أو الوضعية لم ترفع حقوق الإنسان إلى مرتبة الضرورات الشرعية الواجبة كما صنعت ذلك شريعة الإسلام، فعلى الذين يعون هذه الحقيقة أن يتمسكوا بكل السبل والوسائل الأخلاقية والمبادئ الإنسانية لرفع عار الاستبداد وقيوده عن واقع الشعوب الراسفة تحت نير الظلم والقهر والإرهاب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة