تتجلى العلاقات الإماراتية - الأردنية كأحد النماذج المثالية في التعاون العربي والإقليمي، وقد تشكلت هذه العلاقة عبر تاريخ طويل من التعاون الوثيق والتنسيق المستمر بين البلدين.
وهذه العلاقة لم تكن في يوم من الأيام وليدة اللحظة، بل بنيت على أسس متينة من الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة لمستقبل أفضل للمنطقة.. وهو ما عبر عنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في تهنئته للملك عبد الله الثاني بمناسبة اليوبيل الفضي لتوليه سلطاته الدستورية، عبر منصة "إكس"، وهو ما يعكس الرؤية الواضحة لكلا القيادتين في تعزيز الروابط القوية التي تجمع البلدين الشقيقين.
فالسنوات الماضية شهدت تعاوناً مثمراً وعلاقات قوية في مختلف المجالات؛ بما في ذلك الاقتصاد، والتعليم، والثقافة، والدفاع... هذا التعاون الذي لا يعكس "فقط" الروابط السياسية القوية، بل يعكس التزام البلدين وقيادتيهما بتحقيق التنمية المستدامة والازدهار لشعبيهما الكريمين.
ففي مجالات التعليم، هناك العديد من الاتفاقيات والمبادرات المشتركة التي تهدف إلى رفع مستوى التعليم وتعزيز البحث العلمي بين البلدين، حيث تقوم الجامعات الإماراتية والأردنية بتبادل الخبرات الأكاديمية وتنظيم برامج تدريبية وبحثية مشتركة، مما يسهم في تطوير الكفاءات والمهارات البشرية بهدف بناء جيل جديد من القادة والمفكرين الذين يمكنهم مواجهة التحديات المستقبلية بفعالية.
أما العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات والأردن فهي حجر زاوية آخر في هذه الشراكة المتميزة؛ حيث تسعى الإمارات من خلال استثماراتها في الأردن إلى دعم الاقتصاد الأردني وتعزيز النمو الاقتصادي.
كما أن الشركات الإماراتية تعمل على تنفيذ مشاريع تنموية في الأردن تشمل البنية التحتية والطاقة المتجددة والسياحة، مما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الاقتصاد المحلي، وتطوير البنية التحتية والتكنولوجية وتعزيز التنمية المستدامة والابتكار وهو ما ينعكس أثراً وواقعاً على المنطقة برمتها.
إن القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأخيه الملك عبد الله الثاني تعد ركيزة أساسية في تعزيز هذه العلاقات؛ فالرؤية الاستراتيجية التي يحملانها القائدين نحو الاستقرار والأمن في المنطقة تعد حجر الزاوية في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وهو ما أكد عليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بقوله: "العلاقات الإماراتية-الأردنية أخوية وتاريخية، ونواصل العمل معاً لتعزيزها وتنميتها لمصلحة شعبينا الشقيقين".
كما تمتاز قيادة الملك عبد الله الثاني بالحكمة والتفاني في خدمة وطنه وشعبه؛ حيث قاد الأردن في مراحل صعبة ونجح في تحقيق استقرار نسبي في منطقة مضطربة.. ومن خلال علاقاته الدولية القوية، بما في ذلك مع الإمارات، استطاع الملك عبد الله الثاني تعزيز موقع الأردن على الساحة الدولية وجذب الاستثمارات والدعم الدولي لمشاريع التنمية.
ختاماً، وفي ظل التحديات التي تواجه المنطقة، تبرز العلاقات الإماراتية - الأردنية كنموذج يحتذى به في التعاون والتضامن العربي.. كما تمثل تهنئة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للملك عبد الله الثاني بمناسبة اليوبيل الفضي لجلوسه على العرش تعبيرا صادقا عن عمق الروابط التي تجمع بين البلدين ورغبتهما المشتركة في تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة لبناء مستقبل مشرق لشعبيهما، قائم على التعاون الوثيق والاحترام المتبادل والرؤية المشتركة للتنمية المستدامة والازدهار، كما تمثل أملًا وإلهاماً للدول الأخرى للسير على نفس النهج من التعاون والتضامن... حمى الله البلدين.. وحفظ قياداتهما.
Ashrafraie@gmail.com
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة