«من القلب للقلب».. برنامج طبي إماراتي مغربي تطوعي في إقليم آسفي

ضمن مبادرات العمل التطوعي الصحي، أُطلق برنامج مشترك بين الإمارات والمغرب لتقديم خدمات طبية مجانية لأمراض القلب في إقليم آسفي.
في إطار التعاون الإنساني المستمر بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، أُطلق في إقليم آسفي البرنامج الإماراتي المغربي المجتمعي للقلب تحت شعار "من القلب للقلب"، كخطوة تطوعية تهدف إلى توفير خدمات طبية مجانية شاملة في مجال أمراض القلب. يشمل البرنامج التشخيص والعلاج والوقاية عبر عيادات متنقلة ومستشفى ميداني مزوّد بأحدث الأجهزة الطبية.
مبادرة صحية مشتركة لدعم مرضى القلب في المناطق النائية
وجرى تدشين المبادرة تحت إشراف مباشر من عامل إقليم آسفي، وبالتنسيق مع المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة الصحة المغربية، بمشاركة نخبة من كبار الأطباء من كلا البلدين، والذين يشاركون تطوعًا ضمن برنامج القيادات العربية الإنسانية الشابة، في سياق حملة زايد الإنسانية العالمية.
خدمات طبية متكاملة تستهدف الفئات الأشد احتياجًا
يهدف البرنامج إلى تعزيز الوعي الصحي والكشف المبكر عن أمراض القلب، والحد من انتشارها، مع تركيز خاص على سكان المناطق الريفية والنائية. وتتضمن خدمات البرنامج إجراء فحوصات طبية شاملة، تقديم العلاج المجاني، وتوفير التثقيف الصحي ضمن بيئة طبية متنقلة تتيح الوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين.
وتُعد المبادرة ثمرة تعاون بين مجموعة من المؤسسات الإماراتية والمغربية، من بينها: عيادات الإمارات المتنقلة، مؤسسة بيت الشارقة الخيرية، أكاديمية زايد للعمل الإنساني، جمعية الأيادي البيضاء المغربية، وعيادة القلب المتنقلة، وهو ما يعكس عمق العلاقات الثنائية وأواصر الأخوّة بين البلدين.
تقنيات حديثة وأهداف طموحة
أوضح الدكتور عادل الشامري، جراح القلب الإماراتي والرئيس التنفيذي لمبادرة زايد العطاء، أن العيادة المتنقلة تُعد نموذجًا متطورًا في الخدمات الصحية، حيث تضم وحدات متكاملة تشمل أجهزة سونار ثلاثية الأبعاد، مختبرات تحليل، وحدة تطبيب عن بُعد، ومجسمات تعليمية طبية. كما أشار إلى أن البرنامج يهدف إلى الوصول إلى مليون مستفيد خلال خمس سنوات من سكان القرى المغربية.
وأضاف الشامري أن البرنامج يوفر فحوصات متقدمة تشمل تقييم عوامل الخطورة مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، وارتفاع الدهون، إلى جانب صرف الأدوية مجانًا عبر صيدلية متنقلة. كما يتم تنظيم حملات توعوية في المدارس والمراكز المجتمعية تتضمن محاضرات، نشرات توعوية، وورش تفاعلية لرفع الوعي الصحي والوقاية من أمراض القلب.
تدريب الكوادر المحلية وتعزيز الاستدامة الطبية
يركز البرنامج كذلك على تطوير القدرات المحلية، عبر تدريب الطواقم الطبية العاملة في المناطق الريفية على الإنعاش القلبي وإدارة الحالات الطارئة، مع تنظيم ورش عمل طبية معتمدة دوليًا، لضمان استمرارية خدمات الفحص والكشف المبكر.
من جهته، أوضح سلطان الخيال، الأمين العام لمؤسسة بيت الشارقة الخيرية، أن هذه المبادرة تأتي استكمالًا لمسيرة أطباء الإمارات في المملكة المغربية، والتي انطلقت عام 2002، وبلغ عدد المستفيدين منها حتى الآن أكثر من مليون شخص، مؤكدًا أهمية الاستمرار في الوصول إلى القرى والمناطق النائية عبر العيادات المتنقلة.
إشادة بالمبادرة من الجهات المغربية والمستفيدين
من جانبه، أكد عبد السلام كويرير، رئيس جمعية الأيادي البيضاء المغربية، أن المبادرة تجسّد روح التعاون بين الأطباء الإماراتيين والمغاربة، وتُسهم بفاعلية في تخفيف معاناة مرضى القلب من خلال توفير العلاج المجاني وتحسين جودة حياتهم.
وأعرب سكان القرى المستفيدة عن بالغ امتنانهم لدولة الإمارات قيادة وشعبًا، معبّرين عن تقديرهم الكبير للجهود الطبية والإنسانية التي يبذلها الأطباء المتطوعون، لما لها من أثر مباشر في تعزيز الصحة العامة وإنقاذ الأرواح ضمن المجتمعات الأقل حظًا.
aXA6IDMuMTQ1LjgzLjI0MCA= جزيرة ام اند امز