مرصد إماراتي يرصد زائرا غامضا من خارج المجموعة الشمسية

أعلن مركز الفلك الدولي في أبو ظبي عن إنجاز فلكي نوعي، تمثل في رصد وتصوير مذنب نادر قادم من الفضاء بين النجوم، عبر مرصد الختم الفلكي الواقع في صحراء العاصمة الإماراتية.
ويُعد هذا الرصد الأول من نوعه على مستوى العالم العربي لهذا الجرم الاستثنائي الذي يحمل اسم "3I/ATLAS".
وبحسب المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي، فإن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" كانت قد أعلنت اكتشاف المذنب يوم 1 يوليو/ تموز 2025، ليتبين لاحقًا أنه ثالث جرم معروف يزور مجموعتنا الشمسية قادمًا من نظام نجمي آخر، بعد "أومواموا" (2017) و"بوريسوف" (2019).
رُصد المذنب مساء الخميس 3 يوليو من مرصد الختم باستخدام تلسكوب متطور، في عملية استغرقت 45 دقيقة، تم خلالها التقاط 45 صورة له رغم خفوت لمعانه الشديد، حيث لا يمكن رصده إلا بأجهزة متقدمة نظرًا لأنه يسطع الآن عند القدر 17.5. ويظهر المذنب في الصور كنقطة تتحرك ببطء وسط خلفية من النجوم، التي بدت على شكل خطوط بسبب تتبع التلسكوب لحركة المذنب نفسه.
وقد أرسل مركز الفلك الدولي نتائج الرصد إلى مركز الكواكب الصغيرة (MPC) التابع للاتحاد الفلكي الدولي، ليُسجل بذلك أول رصد علمي عربي لهذا النوع من الأجرام القادمة من خارج النظام الشمسي.
المذنب تم اكتشافه في الأصل من قبل منظومة الرصد “أطلس” عبر أحد تلسكوباتها في تشيلي، وأُطلق عليه في البداية الرمز "A11pl3Z"، ثم "C/2025 N1 (ATLAS)"، قبل أن يُعتمد اسمه النهائي "3I/ATLAS"، حيث يشير الرمز "3I" إلى كونه ثالث جرم بينجمي معروف (Interstellar Object) يدخل المجموعة الشمسية.
ويبتعد المذنب حاليًا عن الشمس مسافة تُقدّر بـ670 مليون كيلومتر، ويتحرك بسرعة فائقة تصل إلى 221 ألف كيلومتر في الساعة. ومن المتوقع ألا يشكل أي خطر على الأرض، إذ لن يقترب منها أكثر من 240 مليون كيلومتر. أما ذروته في الاقتراب من الشمس فستكون يوم 30 أكتوبر 2025، عندما يبلغ لمعانه قدراً يُقدر بـ11.
وقد جاء المذنب من اتجاه كوكبة القوس، التي تقع في قلب مجرتنا "درب التبانة"، وتمكن العلماء من تحديد أصله بينجمي بناءً على سرعته الهائلة ومداره المفتوح، وهو ما يؤكد أنه لا يتبع جاذبيًا المجموعة الشمسية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI2IA==
جزيرة ام اند امز