المرأة الإماراتية.. إنجازات تاريخية تتوج اليوبيل الذهبي
تحتفل الإمارات بيوم المرأة وسط فخر بمساهمتها البارزة في الإنجازات التاريخية التي حققتها الدولة، وتتزامن مع اليوبيل الذهبي لتأسيسها.
من أبرز تلك الإنجازات التاريخية وصول مسبار الأمل الإماراتي إلى مدار المريخ كأول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز، ومحطات براكة النووية أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، وإكسبو 2020 دبي الذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي.
إنجازات تحققت رغم التحديات التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، التي كان للمرأة الإماراتية أيضا دور بارز في مواجهتها، بل وفي وصول دولة الإمارات إلى صدارة الترتيب العالمي لمعدل التطعيم ضد فيروس كورونا، لتحيل التحديات إلى إنجازات، وتؤكد أن نهج "اللامستحيل" الذي تمضي به قيادة الإمارات الداعمة لتمكين المرأة لا يتوقف عند حد معين.
ويتم الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية يوم 28 أغسطس/ آب من كل عام، ويأتي احتفال هذا العام تحت شعار "المرأة طموح وإشراقة للخمسين"، وذلك لتزامنه مع احتفال الإمارات بـ"عام الخمسين" الذي تتوج به نصف قرن من مسيرتها الحافلة بالإنجازات الفارقة على كل الصعد والمستويات، وكان لبصمات ابنة الإمارات دور بارز في تحقيقه.
الوصول للمريخ
وبالفعل قام المسبار 30 يونيو/ حزيران الماضي ببث الصور الأولى من نوعها التي ترصد بشكل كامل وغير مسبوق ظاهرة الشفق المنفصل في الغلاف الجوي للمريخ في أثناء الليل باستخدام الأشعة فوق البنفسجية البعيدة.
وكان "مسبار الأمل" قد وصل إلى الكوكب الأحمر في 9 فبراير/ شباط الماضي، لتكون الإمارات أول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.
وفي 14 إبريل/نيسان الماضي، نجح مسبار الأمل في الانتقال من مدار الالتقاط إلى مداره العلمي، وينتظر العالم من المسبار تقديم أول صورة شاملة وكاملة للغلاف الجوي المريخي.
وسجلت المرأة الإماراتية حضورا مهما في هذا الإنجاز، حيث قادت الفريق العلمي لاستكشاف المريخ سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء.
ووصلت مشاركة المرأة الإماراتية في مشروع مسبار الأمل إلى 34% من فريق العمل، حيث كانت حاضرة بقوة لصناعة التاريخ الجديد للدولة، كما شكلت المرأة 80% من الفريق العلمي الخاص بالمسبار الذي سيقدم للبشرية أول دراسة شاملة عن مناخ الكوكب الأحمر وطبقات غلافه الجوي المختلفة، مستخدما في ذلك مزيجا فريدا من الأجهزة العلمية المتطورة التي صممت خصيصا لهذه المهمة.
محطات براكة النووية
ونجحت الإمارات في التشغيل الآمن والناجح لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية، واستكمال عملية ربط المفاعل بشبكة الكهرباء الرئيسية للدولة، ووصول أول ميجاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة إلى المنازل والقطاعات التجارية.وفي 6 إبريل/ نيسان الماضي تم الإعلان عن التشغيل التجاري لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية، أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي.
وجاء ذلك بعد نحو شهر من صدور رخصة تشغيل المحطة الثانية من محطات براكة في 9 مارس/آذار الماضي.
وتحتوي محطات براكة للطاقة النووية السلمية على 4 مفاعلات تندرج ضمن الجيل الثالث من مفاعلات الطاقة النووية المتقدمة.
وعند تشغيلها بشكل كامل، ستنتج محطات براكة الأربع 5.6 جيجاوات من الكهرباء، وستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، وهو ما يعادل إزالة انبعاثات 3.2 مليون سيارة من طرق دولة الإمارات كل عام.
ومثّلت المرأة الإماراتية نسبة كبيرة من العقول والكفاءات التي تسلحت بالمعرفة لخوض غمار هذا التحدي، حيث شكلت قرابة 20% من مجموع موظفي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها شركة نواة للطاقة وشركة براكة الأولى، وهي من أعلى النسب في قطاع الطاقة النووية على مستوى العالم.
وتصل نسبة النساء العاملات في موقع محطات براكة إلى نحو 10%، وهو ما تحقق بفضل التزام المؤسسة بتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة الخاصة بأولوية تطوير الكفاءات الإماراتية وتمكين المرأة.
وبينما تمضي دولة الإمارات قدما لتحقيق المزيد من الإنجازات في الأعوام الـ50 المقبلة ستوفر محطات براكة الأربع عند اكتمال تشغيلها 25% من احتياجات الإمارات من الطاقة الكهربائية الموثوقة والصديقة للبيئة لدعم التقدم والتنمية المستدامة للعقود القادمة وما بعدها.
إكسبو 2020 دبي
أيضا يأتي الاحتفال بيوم المرأة في وقت تستعد فيه الإمارات بعد نحو شهر لإقامة إكسبو 2020 دبي في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل الذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي.
وسيقام في الفترة من 1 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 إلى 31 مارس/آذار 2022 تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل"، وذلك للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
ويتطلع المعرض إلى استضافة العالم في هذا الحدث الدولي وإشراك الجميع في هذه المسيرة الاستثنائية، من أجل إلهام الأجيال المقبلة ومشاركتها في إطلاق الابتكارات التي ستكون دعامة التقدم البشري في الخمسين سنة المقبلة.
وشكلت المرأة الإماراتية 60% من إجمالي القوى العاملة المواطنة في "إكسبو 2020 دبي" لتعكس رؤية الإمارات الطموحة في مجال تمكين المرأة وحرص قيادتها الرشيدة على تمكين مجتمع الإمارات من خلال المرأة في القطاعات كافة.
ويوفر "إكسبو 2020 دبي" بيئة عمل جاذبة لبنات الإمارات المبدعات لتمكينهن وتفعيل طاقتهن الخلاقة من خلال "تواصل العقول وصنع المستقبل" إيمانا منهن بأن التنوع الثقافي مدخل التسامح والتعايش والسلام وبوابة التنمية والتقدم الاقتصادي ويسهم بدوره في تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات وتقوية أسس المجتمعات لبناء مستقبل أفضل للأجيال.
وتتبوأ ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، المدير العام لمكتب إكسبو 2020 دبي أهم موقع تنفيذي بالمشروع الذي يترقبه العالم بعد أسابيع والتي أكدت أن نساء الإمارات أثبتن جدارتهن في مجالات عدة اقتصادية واجتماعية وتنموية ورفعن لواء الكفاءة عالميا.
مواجهة كورونا.. الأولى عالميا
وتم تحقيق هذا الإنجاز على نحو آمن، رغم التحديات التي فرضها انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وشكل دور المرأة الإماراتية منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" جزءا لا يتجزأ من منظومة عمل وطني مشترك تتضافر فيه جميع الجهود، من أجل احتواء تداعيات الوباء.
وبإسهام المرأة البارز أصبحت دولة الإمارات الأولى عالمياً في سباق التطعيم بعدما أطلقت الحكومة حملة لتلقيح جميع أفراد المجتمع المواطنين والمقيمين ضد الفيروس مجاناً مع تقديم جميع التسهيلات فيما يخص أخذ جرعات التطعيم.
واحتلت دولة الإمارات صدارة الترتيب العالمي لمعدل التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، بـ121.68 جرعة لقاح لكل 100 شخص، وذلك وفقاً للتصنيف الذي نشرته "نيويورك تايمز" و"فاينانشال تايمز" في مايو/ آيار الماضي.
وأثبتت المرأة دورها المتميز في صفوف خط الدفاع الأول لمواجهة الفيروس ولعبت دورا محوريا في نجاح منظومة العمل عن بُعد، وبذلت قصارى الجهود في حماية ورعاية جميع أفراد أسرتها خلال هذه الأزمة.
وبرز حضور المرأة الإماراتية اللافت في ميدان العمل التطوعي منذ بداية انتشار الفيروس، حيث أسهمت في تقديم الدعم والمساندة لجميع الفئات المتضررة وأصرت على أن تكون جزءاً من هذا العمل الوطني الذي يحظى بتضافر جميه الجهود المخلصة، من خلال تقديم الدعم والمساندة.