المرأة الإماراتية تعيش أزهى عصورها.. حقائق وأرقام
قرارات وتقارير وشهادات دولية تتوالى تبرز الإنجازات المتفردة على مختلف الأصعدة التي تحققها الإمارات في مجال تمكين المرأة.
تروي تلك الشهادات والتقارير بلغة الحقائق والأرقام تجربة فريدة ملهمة تعكس نموذجا يحتذى به عالميا، وتؤكد أن المرأة الإماراتية تعيش أزهى عصورها تمكينا وريادة بدعم من القيادة الرشيدة.
وجاء تخصيص يوم وطني للمرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة يتم الاحتفال به 28 أغسطس/ آب من كل عام تأكيداً على التزام حكومة الإمارات وإيمانها بالدور الفاعل للمرأة في بناء المجتمع وقدرتها على تخطي الصعاب، واعترافاً بإسهاماتها التنموية المختلفة، ودفعها نحو مواصلة تحقيق أعلى المكاسب لها ولمجتمعها.
وتحتفل "دار زايد"، الأربعاء بيوم المرأة الإماراتية، وهي تستذكر بفخر وامتنان مسيرة المرأة الإماراتية على مدار نحو 53 عاما منذ تأسيس الدولة ، نجحت خلالها بدعم من القيادة الرشيدة في المشاركة في بناء الوطن ونهضته، حتى أصبحت اليوم نموذجاً ملهماً للنساء في العالم.
يتم الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية هذا العام، تحت شعار "نتشارك للغد"، وذلك بناء على توجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات"، تماشياً مع "عام الاستدامة 2024"، وفي إطار التزام دولة الإمارات وجهودها الرامية إلى إيجاد حلول مبتكرة لتحديات الاستدامة، بمشاركة المرأة التي تعد شريكا استراتيجيا في بناء جسور الاستدامة من خلال أدوارها التنموية المختلفة.
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أن تعزيز دور المرأة الإماراتية في المجالات كلها سيكون إحدى أولويات المرحلة المقبلة، التي ستقود إلى "مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً وعزةً".
ثقة تتواصل وتمكين يتزايد من القيادة الإماراتية، تكللت بأن لا يكاد أي مؤشر دولي أو تصنيف عالمي في مجال تمكين المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين يخلو من ذكر المرأة الإماراتية في صدارة القائمة.
في التقرير التالي.. تبرز "العين الإخبارية" نماذج من القرارات التي تبرز ثقة القيادة الإماراتية في المرأة ومواصلة تمكينها من جانب، ومن جانب آخر التقارير والشهادات الدولية التي تبرز النجاحات المتفردة للمرأة الإماراتية على طريق تمكينها في مختلف المجالات.
9 وزيرات.. ثقة وتمكين
يأتي الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية بعد أسابيع من تعديل وزاري جرى في 14 يوليو/ تموز الماضي حافظت فيه المرأة على كامل مقاعدها الوزارية التسعة، وأضيفت لها مهام جديدة، بعد هيكلة قطاع التعليم.
ويعكس هذا النهج ثقة القيادة الإماراتية في المرأة، والحرص على قيامها بدور فاعل وأساسي في مسيرة التنمية وصناعة المستقبل.
وتضمن التعديل دخول علياء عبدالله المزروعي التشكيل الجديد كوزيرة دولة لريادة الأعمال، وهي وزارة مستحدثة، فيما خرج من التشكيل الوزاري الجديد سارة المسلم وزيرة الدولة للتعليم المبكر، وذلك بعد هيكلة قطاع التعليم.
وبموجب الهيكلة الجديدة لقطاع التعليم، أضيفت مهام عديدة للمرأة بموجب تعديلات جديدة، كان أبرزها تعيين الشيخة مريم بنت محمد بن زايد رئيسةً للمركز الوطني لجودة التعليم.
أيضا دُمجت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي والوكالة الاتحادية للتعليم المبكر مع وزارة التربية والتعليم وتعيين سارة الأميري وزيرة للتربية والتعليم في دولة الإمارات.
وكانت الأميري تشغل منصب وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة.
إضافة مهام جديدة للمرأة في قطاع التعليم ممثلة في الشيخة مريم بنت محمد بن زايد رئيسةً للمركز الوطني لجودة التعليم، وسارة الأميري وزيرة التربية والتعليم، يأتي ضمن خطوات تستهدف تطوير المنظومة التعليمية، ودعمها بما يواكب خطط الإمارات التنموية وتطلعاتها لمستقبل يكون فيه نظام التعليم أكثر تقدماً، والسعي لتعزيز جودة العملية التعليمية، وبأن يكون طلاب دولة الإمارات من بين الأفضل في العالم.
أيضا يعكس إضافة مهام جديدة للمرأة في هذا القطاع الحيوي المهم التي توليه القيادة الإماراتية أولوية قصوى للنهوض بمستقبل الوطن وتعزيز ريادة الإمارات في مختلف المجالات، يعكس ثقة القيادة الإماراتية في المرأة الإماراتية وقدراتها وأهمية إسهامها في جهود التنمية وصناعة غد أفضل للبلاد.
ويحمل التعديل الوزاري رسائل مهمة بشأن ثقة القيادة الإماراتية بالمرأة، ودعم مشاركتها في صنع القرار، والعمل على تعزيز تمكينها على مختلف الأصعدة، بما يسهم في تحقيق التنمية والازدهار.
وبموجب التعديل الوزاري، احتفظت وزيرات الإمارات بكامل مقاعدهن الوزارية الـ9، لتواصل المرأة الإماراتية المحافظة على نسبة مشاركتها في الحكومة بنحو (25%)، وهي من أعلى المعدلات العالمية، لتواصل تبوء المرتبة الأولى في نسبة مشاركة المرأة العربية في هيئات صنع القرار والمراكز القيادية.
لغة الأرقام
ريادة إماراتية لا تقتصر فقط على نسبة مشاركة المرأة في الحكومة، بل في مختلف القطاعات وهو تجسده الأرقام التالية:
- تشغل المرأة 66% من وظائف القطاع الحكومي في الإمارات وهي واحدة من أعلى النسب عالمياً، بما في ذلك 30% من المناصب القيادية العليا المرتبطة بأدوار صنع القرار و15% في الأدوار التقنية والأكاديمية.
- وصلت نسبة النساء إلى 43% من إجمالي العاملين في وزارة الخارجية والتعاون الدولي ويوجد 12 سفيرة أو ممثلة دائمة لدولة الإمارات، بما يمثل 11% من إجمالي عدد سفراء الدولة، وهي أعلى نسبة بين دول المنطقة العربية.
كما تضم وزارة الخارجية والتعاون الدولي 19 امرأة بمنصب مديرة عامة أو نائب مدير عام.
- بلغ عدد الشركات المرخصة والمملوكة من النساء 80 ألفًا و25 شركةً، فيما بلغ عدد سيدات الأعمال 32 ألف سيدة أعمال يدرن مشاريع تفوق قيمتها 10 مليارات دولار.
- سجلت دولة الإمارات العربية المتحدة أداءً قوياً في مجال مشاركة المرأة في القوى العاملة بلغت نسبته 52.1%، وهو أعلى من المستوى المسجل في الاتحاد الأوروبي والعالم، وذلك بحسب تقرير "إنجازات المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" هو ثالث التقارير التي تصدرها WealthBriefing
- أيضا تبرز الأرقام تميّز المرأة الإماراتية في قطاع الفضاء حيث بلغت نسبة مشاركتها بنسبة 80% من الفريق العلمي الخاص بـ"مسبار الأمل" الذي وصل إلى مدار المريخ.
- تصل نسبة النساء في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها إلى 20%، وهي من أعلى النسب على مستوى العالم.
التوازن بين الجنسين.. إنجاز عالمي
أرقام، توجت بتحقيق دولة الإمارات إنجازاً عالمياً جديداً في مجال التوازن بين الجنسين بتقدمها إلى المرتبة السابعة على مستوى العالم واحتفاظها بالمركز الأول إقليمياً في مؤشر المساواة بين الجنسين 2024، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، محققة نقلة نوعية في ترتيبها بهذا المؤشر الهام صعوداً من المركز 49 عام 2015، والمركز 11 عالمياً في نسخة عام 2022.
تم الإعلان عن هذا الإنجاز العالمي الجديد لدولة الإمارات من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خلال اجتماعات الدورة 68 للجنة وضع المرأة، التي عقدت فعالياتها في الفترة من 11 حتى 22 مارس/آذار الماضي في نيويورك، وشارك فيها مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين.
وهنأ بيدرو كونسيساو، مدير مكتب تقرير التنمية البشرية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، دولة الإمارات بتقدمها إلى المركز السابع عالمياً بمؤشر المساواة بين الجنسين، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
كما أشاد بالإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في مجال التوازن بين الجنسين خلال السنوات الأخيرة والتي تعكس رؤية متبصرة وإرادة سياسية تؤمن بأهميته في تحقيق التنمية والتقدم والازدهار الاجتماعي والاقتصادي، معتبراً أن التجربة الإماراتية الناجحة في هذا المجال تعد نموذجاً عالمياً ملهماً.
ريادة برلمانية
الإنجاز الإماراتي العالمي جاء بعد أيام، من إصدار الاتحاد البرلماني الدولي تقريرا بعنوان "المرأة في البرلمان" أكد فيه ريادة دولة الإمارات، مشيرا إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة جاءت بين الأعلى في التكافؤ بين الجنسين في القائمة التي تضم أيضا المكسيك وأندورا.
وتم في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي إجراء أول انتخابات برلمانية في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والخامسة في دولة الإمارات، والتي كانت محطة تاريخية مهمة ضمن مسيرة تمكين المرأة.
وحظيت المرأة الإماراتية بحضور مميز في القوائم الانتخابية لعام 2023 بنسبة تصل إلى 51% مقابل نسبة الذكور التي بلغت 49% .
وتعد نسبة عضوية المرأة في المجلس الوطني الاتحادي الأعلى على مستوى دول المنطقة ومن أوائل دول العالم، الأمر الذي يرسخ صدارة دولة الإمارات في مسيرة تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها السياسية ومساهمتها في عملية صنع القرار.
وتبوأت الإمارات المركز الأول عربياً وإقليمياً في نسبة تمثيل المرأة في البرلمان والرابعة عالمياً في عام 2023.
مكانة تتعزز
إنجازات جاءت ثمرة رؤية القيادة الرشيدة الداعمة للمرأة الإماراتية وإيمانها بأهمية دورها كشريك رئيسي في التنمية وصناعة المستقبل.
رؤية أسهمت في تحقيق الإمارات مكانة مرموقة في التقارير الدولية ومؤشرات التنافسية العالمية المعنية بتمكين المرأة والتوازن بين الجنسين، كما يلي:
- جاءت الإمارات في المرتبة الأولى عربيا، والحادية عشرة عالميا، في "مؤشر التوازن بين الجنسين 2022"، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
- تصدرت الإمارات دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعام الثالث على التوالي، في "تقرير المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2023"، الصادر عن البنك الدولي، والذي يرصد جهود الحكومات حول العالم في ما يتعلق بوضع القوانين والتشريعات الرامية لحماية وتمكين المرأة اقتصادياً.
- تصدّرت الإمارات الدول العربية كذلك في "تقرير الفجوة بين الجنسين 2022"، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.