يوم المرأة الإماراتية 2024.. إنجازات «بنات زايد» تقود لمستقبل واعد
تحتفل الإمارات بيوم المرأة الإماراتية الذي يحل 28 أغسطس/آب من كل عام في وقت تتوالى في الإنجازات التي تحققها الدولة.
احتفال يأتي تحت شعار "نتشارك للغد"، في وقت تشارك فيه المرأة كشريك رئيسي في مسيرة التنمية وصناعة مستقبل زاهر وغد واعد.
إنجازات تتوالى في مختلف المجالات تشارك ابنة الإمارات في صنعها بدعم من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الأمر الذي يسهم في تسريع هدف الإمارات بأن تكون "أفضل دولة في العالم" بحلول الذكرى المئوية لقيام الاتحاد عام 2071.
يحل الاحتفال بتلك المناسبة بعد أيام، من إعلان فريق مشروع "مسبار الأمل الإماراتي"، التي سجلت خلاله المرأة حضورا مهما، اكتشافات مهمة تعزز آمال الوصول لفهم أكبر لأسرار الكوكب الأحمر.
كما يحل الاحتفال في وقت تشارك فيه نورا المطروشي أول رائدة فضاء إماراتية في برنامج تدريب على زراعة الخلايا في الفضاء بهدف تعزيز قدرات الرواد على إجراء أبحاث علمية متقدمة خلال مهامهم الفضائية المستقبلية.
أيضا يحل الاحتفال بيوم المرأة، في وقت تستعد فيه الإمارات للتشغيل التجاري للمحطة الرابعة من محطات براكة النووية، في إنجاز تاريخي مرتقب للبرنامج النووي السلمي الإماراتي، الذي كان لمساهمة المرأة الإماراتية دور بارز في تحقيقه.
كذلك يحل الاحتفال بيوم المرأة بعد أسابيع من إعلان مجلس الوزراء تحقيق إنجازات بارزة في برنامج الجينوم الإماراتي، الأمر الذي يساعد على تطوير أدوية مخصصة لهذه الأمراض، وبالتالي رعاية صحية أفضل وأقوى للأجيال المقبلة.
ولا يكاد يمر يوم دون أن تحقق المرأة الإماراتية إنجازا جديدا بدعم من القيادة الرشيدة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، سيرا على نهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي وضع اللبنات الأولى لتمكين المرأة في دولة الإمارات، وعبر دوري محوري من الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
قطاع الفضاء
على صعيد قطاع الفضاء، يأتي الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية، في وقت تواصل فيه نورا المطروشي أول رائدة فضاء إماراتية المشاركة في برنامج تدريبي مكثف حول زراعة الخلايا الجذعية في الفضاء بهدف تعزيز قدرات الرواد على إجراء أبحاث علمية متقدمة خلال مهامهم الفضائية المستقبلية.
البرنامج الذي تنظمه جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء، خلال أغسطس/ آب الجاري يركز على تقنيات زراعة الخلايا في بيئة الجاذبية الصغرى، بما في ذلك الحفاظ على الخلايا وتطويرها خارج بيئتها الطبيعية، والتعامل مع صندوق حفظ العينات في الفضاء.
وقالت نورا المطروشي: "هذا التدريب كان حيويًا لمسيرتنا كرواد فضاء، وقد تعلمنا كيفية التعامل مع الخلايا في بيئة الفضاء".
وتعد نورا المطروشي أول رائدة فضاء إماراتية، وتحمل درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة الإمارات، وتلقت تدريبا في جامعة فاسا للعلوم التطبيقية في فنلندا.
وقبل اختيارها لتكون رائدة فضاء، عملت نورة كمهندسة في شركة الإنشاءات البترولية الوطنية، ويمهد إنجازها الطريق للأجيال القادمة من النساء في قطاع الفضاء.
وفي مارس/ آذار الماضي تخرجت من برنامج "ناسا لرواد الفضاء 2021"، خلال حفل أُقيم في مركز جونسون للفضاء في هيوستون، بالولايات المتحدة الأمريكية، وحصلت على شارة رائدة فضاء، التي ترمز إلى استعدادها للمهام الفضائية والإسهام في الاستكشافات المستقبلية.
مسبار الأمل.. إنجازات جديدة
أيضا يحل الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية فيما يواصل "مسبار الأمل الإماراتي" مهامه العلمية، الهادفة لتحقيق فهم أعمق لأسرار كوكب المريخ، وكشف الغموض المحيط به، لتشكل مجموعة الاكتشافات والمساهمات العلمية غير المسبوقة، التي أعلن عنها، تعزيزا واضحا للفهم العالمي لأسرار "الكوكب الأحمر"، وتقديم إجابات أكثر دقة حول الكثير من التساؤلات عن طبيعته ومناخه بما يسهم في إثراء المعرفة البشرية حولهما.
وتعد مهمة "مسبار الأمل" الإماراتي أول مهمة فضائية لاستكشاف الكواكب تقودها دولة عربية منذ وصوله الكوكب الأحمر في 9 فبراير/شباط 2021.
ويعد مشروع استكشاف المريخ أحد أبرز الإنجازات التاريخية التي حققتها الإمارات، والتي سجلت خلاله المرأة حضورا مهما، حيث قادت فريقه العلمي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة التربية والتعليم.
ووصلت مشاركة المرأة الإماراتية في مشروع مسبار الأمل إلى 34% من فريق العمل، حيث كانت حاضرة بقوة لصناعة التاريخ الجديد للدولة، كما شكلت المرأة 80% من الفريق العلمي الخاص بالمسبار.
وفي جديد الإنجازات، نشر "مسبار الأمل" في 7 أغسطس / آب الجاري، ملاحظات لشفق الجانب المظلم للمريخ، تضمنت نتائج قرابة عامين من الرصد لتأثيرات التوقيت المحلي والمواسم على الشفق، والعديد من النتائج التي تساعد على فهم البيئة المغناطيسية للمريخ، وتفاعلها مع الغلاف الشمسي.
وقدم "مسبار الأمل" منذ وصوله إلى مدار كوكب المريخ مساهمات علمية غير مسبوقة ومعلومات هي الأولى من نوعها حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر في أوقات مختلفة، تم مشاركتها مع المجتمع العلمي الدولي، الأمر الذي توج بمنح الأكاديمية الدولية للملاحة الفضائية، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، جائزة لوريلز للإنجاز الجماعي لعام 2023.
براكة النووية.. إنجاز تاريخي
ومن الفضاء إلى الأرض، حيث إنجاز تاريخي آخر حققته الإمارات في مجال البرنامج النووي السلمي، وكان لمساهمة المرأة الإماراتية دور بارز في تحقيقه.
ووضعت الكفاءات النسائية الإماراتية بصمات استثنائية خلال مسيرتها المتميزة لتطوير قطاع الطاقة النووية السلمية بالدولة، وهو القطاع الحيوي الذي تميز بحضور قوي لهذه الكفاءات التي تقوم بدور مهم في تحقيق الإنجازات المتتالية، وفي مقدمتها تطوير محطات براكة، أول مشروع للطاقة النووية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل في العالم العربي، وتصل نسبة النساء في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها إلى 20%، وهي من أعلى النسب على مستوى العالم.
ويأتي ذلك ثمرة توجيهات القيادة الرشيدة، وحرصها على تمكين المرأة الإماراتية في مختلف المجالات ومن أبرزها العلمية والتكنولوجية المتقدمة.
وأسهمت الوحدات الثلاث، التي تم تشغيلها تجاريا في محطة براكة للطاقة النووية السلمية، بإنتاج أكثر من 71 ألفا و802 غيغاواط/ ساعة من الكهرباء الصديقة للبيئة في الدولة حتى يوليو/تموز الماضي، منذ بدء التشغيل التجاري لأولى محطاتها في عام 2021 حتى اليوم.
وتستعد الإمارات للتشغيل التام لمحطة براكة (بوحداتها الأربع) خلال العام الجاري 2024 لتسطر إنجازا جديدا في تاريخها بعد التشغيل التجاري للمحطة الرابعة المرتقب قريبا.
وباتت براكة على بعد خطوات قريبة من توفير ما يصل إلى 25% من احتياجات الدولة من الكهرباء، مرسخة دورها في تعزيز أمن الطاقة من خلال تسريع خفض البصمة الكربونية للقطاع عبر توفير نحو 4200 ميغاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة، حيث يضيف كل مفاعل في براكة من طراز APR1400 بعد تشغيله التجاري نحو 1400 ميغاواط من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية إلى شبكة كهرباء الدولة.
وستسهم محطات براكة التي تعد ركيزة أساسية للتنمية المستدامة وأمن الطاقة واستقرارها في ربع التزامات الدولة بخفض البصمة الكربونية بموجب اتفاقية باريس للأمم المتحدة لتحقيق الأهداف المناخية العالمية.
برنامج الجينوم.. رعاية صحية أفضل
أيضا يحل الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية فيما تواصل الإمارات تحقيق إنجاز تاريخي آخر على صعيد قطاع الصحة بمشاركة المرأة.
وأعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد في قصر الوطن في أبوظبي 10 يونيو/ حزيران الماضي تحقيق مجلس الإمارات للجينوم، عدة إنجازات منها:
- نجح برنامج الجينوم الإماراتي في جمع أكثر من 600 ألف عينة من مختلف أنحاء الدولة حتى الآن.. والعمل جارٍ على توسيع نطاقه للوصول إلى المليون.
- تم تدريب أكثر من 1000 من الكوادر الطبية لدعم هذا البرنامج.
وبين أن مساهمة أكثر من 600 ألف مواطن ضمن هذا البرنامج تضمن تطوير خريطة واضحة للأمراض الجينية والوراثية بالدولة.. وتساعد على تطوير أدوية مخصصة لهذه الأمراض.. وبالتالي رعاية صحية أفضل وأقوى للأجيال المقبلة.
وغداة اجتماع مجلس الوزراء، ترأس الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، اجتماع مجلس الإمارات للجينوم.
تم خلال الاجتماع استعراض آخر تطورات ومستجدات عدد من المبادرات الاستراتيجية، وعلى رأسها النتائج التي توصّلت إليها دراسة الجينوم المرجعي الإماراتي، وكشفت عن أكثر من خمسة ملايين متغير جيني، ما يسهم في فهم أعمق للعوامل الجينية المرتبطة بالأمراض الوراثية.
كما تم اعتماد إطلاق منصة الجينوم المرجعي الإماراتي، التي توفّر نتائج الدراسة للأطباء والباحثين وتتيح لهم فهم التركيب الجيني لمواطني دولة الإمارات بشكل أفضل.
وأكَّد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس الإمارات للجينوم، أنَّ ما تم تحقيقه من إنجازات على صعيد الاستراتيجية الوطنية للجينوم ومنظومة البحث والتطوير في علوم الجينوم، تُسهم بشكل كبير في تعزيز وترسيخ مكانة الدولة مركزاً رائداً للبحوث والابتكار في علوم الجينوم.
وأشار إلى أنَّ القيادة الرشيدة تُولي اهتماما كبيرا ومستمرا بهذا المجال الحيوي، وتواصل التركيز على المبادرات الاستراتيجية التي تمكّن برامج الطب الشخصي والدقيق وتسهم بشكل فاعل في تسريع حلول الرعاية الصحية ذات الأولوية للصحة العامة، بما يضمن تعزيز صحة وجودة حياة أفراد المجتمع في دولة الإمارات.