يوم المرأة الإماراتية.. شعارات ملهمة ورسائل ثرية
رسائل ثرية هادفة تحملها الشعارات الملهمة التي يتم اختيارها للاحتفال بيوم المرأة الإماراتية الذي يحل 28 أغسطس/ آب سنويا.
ومنذ احتفال الإمارات بهذا اليوم للمرة الأولى عام 2015، وحتى العام الجاري 2024، يتم اختيار شعار للاحتفال يتناغم مع أهداف وتوجهات الدولة في هذا العام.
سر الشعار
ويتم الاحتفال بتلك المناسبة هذا العام تحت عنوان "نتشارك للغد" وهو نفس شعار احتفال العام الماضي.. ولكن ما السبب؟
خلال الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية 2023، وجهت الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية بإطلاق شعار يوم المرأة الإماراتية ليكون "نتشارك للغد".
جاء اختيار الشعار تماشياً مع شعار الإمارات لعام 2023 الذي أطلقه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ليكون عام 2023 عاماً للاستدامة تحت شعار "اليوم للغد"، بهدف إبراز جهود دولة الإمارات المحلية والعالمية في معالجة تحديات الاستدامة عبر البحث عن حلول مبتكرة في مجالات الطاقة والتغير المناخي وغيرها.
وتماشيا مع توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتمديد مبادرة «عام الاستدامة» لتشمل عام 2024، فإن شعار يوم المرأة الإماراتية بالمثل يستمر لهذا العام "نتشارك للغد".
جاء اختيار الشيخة فاطمة بنت مبارك؛ شعار (نتشارك للغد)، تأكيداً على النهج التشاركي الذي تعمل عليه الدولة منذ أن وضع لبناته الأولى الآباء المؤسسون للدولة عبر إشراك جميع فئات المجتمع من أفراد ومؤسسات في تحقيق رؤية الدولة.
ويحمل شعار "نتشارك للغد" رسالة ملهمة هادفة فهو تعبير على أن تحقيق الاستدامة هو عملية تشاركية تتطلب تكاتف جهود الجميع .
وتعد المرأة الإماراتية شريكا استراتيجيا في بناء جسور الاستدامة من خلال أدوارها التنموية المختلفة سواء من خلال كل من:
- منظومة الأسرة عبر غرسها لسلوكيات وثقافة الاستدامة باعتبارها المرجعية والقدوة لأفراد أسرتها.
- المنظومة المهنية والمجتمعية عبر تبوأها مناصب قيادية في مجالات البيئة والاستدامة.
- التطوع عبر مشاركتها الفعالة في المبادرات المجتمعية في هذا المجال.
فعاليات توعوية
وضمن جهود عدة لتحقيق تلك الأهداف والتوعية بها، عقد الاتحاد النسائي العام قبل أيام جلسة حوارية تحت عنوان: "نتشارك للغد من أجل بيوت آمنة ومستدامة" بمقره في أبوظبي.
شارك في الجلسة مجموعة من الخبراء والممارسين في مجال الاستدامة بهدف تحقيق فهم أعمق للتحديات والفرص المرتبطة بدور الأفراد في تقليل البصمة البيئية المترتبة على ممارساتهم اليومية من أجل الحد من تأثير التغيرات المناخية والتحديات البيئية وضمان بيئة مستدامة لأجيال المستقبل.
وأتاحت الجلسة الفرصة لتوعية النساء بأهمية الاستدامة البيئية وكيفية تطبيقها في بيوتهن من خلال التعلم والتبادل المعرفي بشأن كيفية تحسين استدامة منازلهن بدءاً من استخدام الموارد بكفاءة إلى تقليل الفاقد وإعادة التدوير وذلك تأكيداً على الدور المحوري الذي تلعبه المرأة في إدارة الأسرة، مما يجعلها مؤثرة بشكل كبير في تبني ممارسات الاستدامة، ومساهمتها في تحقيق الأهداف البيئية الوطنية والعالمية مثل “تقليل البصمة الكربونية والحفاظ على الموارد الطبيعية وتحسين جودة الحياة” فعندما تتبنى المرأة ممارسات الاستدامة، فإن ذلك يسهم في بناء مجتمع أكثر استدامة من خلال تعزيز الوعي والإجراءات البيئية على مستوى الأسرة والتي سيكون لها تأثير إيجابي على البيئة بشكل عام.
وفي هذا الصدد، تحدثت الدكتورة المهندسة عائشة حسن الشحي من وزارة الطاقة والبنية التحتية عن الفوائد البيئية التي يمكن أن يوفرها تصميم المنزل المستدام، مشيرة إلى المبادئ الأساسية لتصميم منزل مستدام من الناحية الهيكلية والتشغيلية دون التقليل من الراحة ورفاهية المنزل وبتكاليف مقبولة.
بدورها أوضحت خلود عبدالله الكعبي من هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، أن الاستدامة ليست مسؤولية مجتمع فحسب بل مسؤولية كل فرد في ممارساته اليومية وتطرقت إلى عمليات التفتيش التي تقوم بها الهيئة والإجراءات المتبعة للحد من الهدر بناء على الضوابط المتبعة.
واستعرضت منى محمد لرضي من هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، تأثير السلوك الاستهلاكي لدى الأفراد على استدامة البيئة مع بيان أبرز التحديات في تنفيذ ممارسات تقليل الهدر، وكيف يمكن التغلب عليها مع تقديم بعض الأمثلة الناجحة على المبادرات أو المشاريع التي أسهمت في تقليل الهدر وتحسين كفاءة الاستهلاك.
وأظهرت الجلسة كيف يمكن للمعرفة المشتركة والمشاركة الفعالة أن تسهم في تعزيز الوعي البيئي وبناء مجتمعات أكثر استدامة.
قصة الاحتفال
يعد تخصيص يوم للاحتفال بالمرأة الإماراتية، إحدى مبادرات الشيخة فاطمة بنت مبارك؛ رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، الداعمة للمرأة.
وجاءت فكرة تخصيص يوم وطني للمرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة تأكيداً على التزام حكومة الإمارات وإيمانها بالدور الفاعل للمرأة في بناء المجتمع وقدرتها على تخطي الصعاب، واعترافاً بإسهاماتها التنموية المختلفة، ودفعها نحو مواصلة تحقيق أعلى المكاسب لها ولمجتمعها.
وأعلنت الشيخة فاطمة بنت مبارك في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، اعتبار يوم 28 أغسطس/آب من كل عام "يوما للمرأة الإماراتية".
وتم اختيار هذا التاريخ إحياء لذكرى تأسيس الاتحاد النسائي العام باعتباره أول تجمع نسائي اتحادي يضم جميع التنظيمات النسائية في الإمارات بقيادة رائدة العمل النسائي الشيخة فاطمة بنت مبارك، إذ يعتبر 28 أغسطس 1975 هو اليوم الذي باشر فيه المجلس الأعلى للاتحاد النسائي العام عمله في رسم خريطة عمل موحدة لجهود تمكين المرأة الإماراتية، وذلك بعد الإعلان عن تأسيسه في 27 أغسطس / آب من الشهر نفسه.
وأضحى هذا اليوم مناسبة وطنية لرصد الإنجازات والمكاسب التي حققتها مسيرة الاتحاد النسائي العام منذ تأسيسه بمناصرة ودعم القيادة الحكيمة.
وتحتفل الإمارات بيوم المرأة 28 أغسطس/ آب من كل عام ترسيخا للدور المتميّز الذي لعبه الاتحاد النسائي العام والجمعيات المنضوية تحته منذ قيام الدولة في الدفع بمسيرة تقدم وتمكين وريادة المرأة في الإمارات.
وتتوالى إنجازات الاتحاد النسائي العام عاماً تلو الآخر، استكمالاً لمسيرة ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة على المستويات كافة.
أول احتفال
واحتفلت جميع المؤسسات والهيئات الاتحادية على الصعيد المحلي ومؤسسات المجتمع المدني بهذا اليوم للمرة الأولى عام 2015.
وتم تخصيص أول احتفال للاحتفاء بالمرأة الإماراتية العاملة في صفوف القوات المسلحة تقديرا وتثمينا لدورها البطولي وتضحياتها وعطاءاتها النبيلة والشجاعة في هذا الميدان.
وقالت الشيخة فاطمة بنت مبارك في تصريح لها آنذاك: "إننا في يوم الثامن والعشرين من أغسطس من عام 2015 المخصص للاحتفال بأول يوم للمرأة الإمارتية نجعله يوما تاريخيا لأمهات الشهداء اللاتي قدمن أرواح أبنائهن لتراب الوطن، كما نجعله للمرأة الإماراتية العسكرية المتفانية في خدمة وطنها والتي تخلت عن الراحة والرفاهية لتحمل هم وطنها على أكتافها وتقدم روحها فداء للوطن.. هذه النماذج من النساء يرقى بها الوطن وتبقى رايته مرفوعة وخفاقة بين الأمم وهن وسام شرف نضعه على صدورنا فلهن كل التحية والتقدير والثناء".
ومع كل احتفال بتلك المناسبة عاما بعد عام، كان يتم اختيار شعار للاحتفال يتناغم مع أهداف وتوجهات الدولة في هذا العام.
فتم الاحتفال عام 2016، تحت شعار "المرأة والابتكار"، وعام 2017، تحت شعار "المرأة الإماراتية شريك في الخير والعطاء"، و2018 تحت شعار "المرأة على نهج زايد"، و2019 تحت شعار "المرأة رمزا للتسامح"، أما في عام 2020 فكان الشعار هو "المرأة سنداً للوطن".
وبالتزامن مع احتفال الإمارات عام 2021 باليوبيل الذهبي لتأسيسها، تم الاحتفال تحت شعار "المرأة طموح وإشراقة للخمسين"، وفي عام 2022 تحت شعار "واقع ملهم.. مستقبل مستدام".
وحمل الاحتفال لعامي 2023 و2024 شعار "نتشارك للغد" بالتزامن مع عام الاستدامة 2023، والذي تم تمديده عام 2024 ، تأكيداً على التزام دولة الإمارات بتحقيق مستقبل مزدهر ومستدام للجميع.
ويحل الاحتفال بيوم المرأة هذا العام، فيما تعيش المرأة الإماراتية أزهى عصورها تمكينا وريادة، بدعم من القيادة الرشيدة.
ويعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات من أكثر الداعمين للمرأة وتفوقها وإنجاح دورها كشريك رئيسي في التنمية ترسيخاً للنهج الذي أرساه الغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.