ماكرون يقتبس وصفة لويس الرابع عشر.. كيف تفرض حضورك بـ100 جنيه استرليني؟

كشف كتاب جديد بعنوان "مأساة الإليزيه" الذي أعده الصحفي، أوليفييه بومون، عن عاداتٍ غير تقليدية للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
وبحسب صحيفة "تليغراف" البريطانية، تتراوح هذه العادات بين الإسراف في استخدام العطور و"مزاح سلطوي" عبر نظارات شمسية قبيحة، في محاولةٍ لخلق هالةٍ من الهيبة حول شخصيته.
وبحسب الكتاب، يُدمن ماكرون، رشّ كمياتٍ كبيرةٍ من عطر "ديور سافاج" الشهير، لدرجة أن رائحته تُعلن عن وصوله الغرفة قبل أن يخطو داخلها.
ونقل الكاتب عن مساعد سابق قوله: "عندما يدخل الرئيس، تشعر بأن الرائحة تملأ المكان كإعلانٍ صامت: انتبهوا، ها أنا هنا".
العبوة الواحدة من هذا العطر (100 مل) تُكلّف 104 جنيهات استرلينية، ويحتفظ ماكرون دائمًا بزجاجة في مكتبه، مستلهمًا، كما يذكر الكتاب، تقليد الملك لويس الرابع عشر الذي استخدم العطور كأداةٍ للترهيب في قصر فرساي. حتى إن بعض الزوار غير المعتادين على رائحته القوية يصفونها بـ"الخانقة"، وفقًا لوصف الكاتب.
ولا يقتصر الأمر على الهيبة الشخصية، فالعطر جزء من شبكة مصالح أوسع. إذ تُنتج ديور ضمن إمبراطورية "لوي فيتون" المملوكة لبرنار أرنو، الملياردير الفرنسي المُقرّب من ماكرون.
وتُكمّل الزوجة بريجيت ماكرون الصورة بارتدائها أزياء من لوي فيتون التابعة لنفس المجموعة.
الكتاب يكشف أيضًا عن لمسة رومانسية، فبريجيت، رغم مرور 20 عامًا على زواجها، ما زالت تندهش من رائحة زوجها، بل تُضيف أحيانًا قطراتٍ من عطره على ملابسها حين يغيب في مهام رسمية، "لتشعر بأنه قريب منها".
النظارات "القبيحة"
وفي تفصيلٍ طريف، يُوضح الكتاب أن ماكرون يفرض على ضيوف الإليزيه ارتداء نظارات شمسية "بشعة" إذا نسوا إحضار نظاراتهم خلال المقابلات في الحديقة.
وتُحفظ هذه النظارات في صندوقٍ يحتوي على 20 زوجًا، بها إطارات حمراء أو مقابض ملتوية، وُصفت بأنها "سخيفة" و"غير عصرية إطلاقًا".
أحد الوزراء السابقين علّق مازحًا: "أعتقد أن الرئيس يستمتع سرًا برؤيتنا بهذا المظهر"، مضيفا أن الضيوف يتجنبون نسيان نظاراتهم في الزيارات التالية بعد هذه "العقوبة المُهينة".
بين السخرية والرمزية
ويرى محللون أن هذه السلوكيات، رغم ظاهرها الفكاهي، تُخفي استراتيجيةً مدروسةً لتعزيز صورة "الرجل القوي" الذي يفرض وجوده حتى في التفاصيل الصغيرة.
فماكرون، الذي يُحبّذ الظهور بملابس رياضية أو قمصان مفتوحة الصدر، يستخدم العطر والنظارات كأدواتٍ لإبراز سلطته خارج الإطار البروتوكولي التقليدي.
لكن هذه الصورة لا تخلو من انتقادات. فبينما يرى مؤيدوه أنها "علامة على الجرأة"، يصفها معارضوه بـ"النرجسية المُفرطة"، خاصةً في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعصف بفرنسا.
aXA6IDMuMTQ0LjE2Ny4yNSA= جزيرة ام اند امز